شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فقط...حبها!
من مكاني المفضل هذا. كنت أرقب كل شيء!
أرقب وجهي، والتعابير التي ارتسمت على قسماته وأرقب أيضاً وجهك، وهو بعيد عني هذه اللحظة.
ليس معي أحد في كل الغرفة، ولا أنت.. لكنّ وجهك يطل علي مختلطاً بوجهي عبر صفحة المرآة. شيء يفوق التخيل!
في هذا المكان صرت أجلس وقتاً طويلاً. أفكر فيك عندما تغيب. أحاكيك بيني وبين نفسي.. أفتح صندوق أسراري، وقد أصبحت أنت وحدك أخطر أسراري!
هنا.. صرت أجلس وحدي ومعك. أعيد قراءة رسائلك إلي.. أحادثك بالهاتف عندما أحاول أن أكتشف وجهي في عينيك، فأنظر إلى المرآة. أتذكر أنك قلت لي مراراً:
ـ نحن توأمان في الحب، وفي بعض الطباع. أشياء كثيرة انطبعت فيك مني، وأشياء أكثر حفرت في صدري بوشمك!
أحب كلامك عندما تتدفق حباً لي.. أحس أنك صادق معي، ويكون إصغائي لصوتك لحظتها متعة.. يخيل لي فيها أن عشق الحياة ينغل في شراييني من دفقك.
أنت قلت لي أيضاً:
ـ كل منا أصبح يحسن قراءة نفسية الآخر. ظننت أنني وحدي استطعت قراءة أعماقك ومشاعرك، وحتى ((غرابتك)) الأحيانية.. لكني اكتشفت أنك أنت الأخرى صرت تجيدين قراءة أعماقي.. أسمعك تكملين عبارة أقولها مبتورة فتعرفين بقيتها. وهذه ميزة لا تتوافر في كثير من ((الاثنينات))- إن جاز هذا التعبير!- أي عند كل اثنين التحما وتمازجا روحاً وهوى وفكرة.. كأننا توأمان! كم أشعر بالاشتياق لك الآن.
اليوم بطوله... سرقني النوم منك ساعات طويلة.
أكيد أنك قلقت علي، وربما.. غضبت بينك وبين نفسك. أعرفك شديد الحساسية، ولا تصد ظنونك عندما تقتحمك أنت تقول لي:
ـ هذه ليست ظنوناً.. بل الحب لك، والخوف عليك، والشوق الذي لا يترمد!
لعلني كنت متعبة، فسرقني النوم منك!
ـ تعود وتقول لي: ولعلك كنت مرتاحة جداً، ومستأنسة في الليل والسهر.. فكان لا بد أن تعوضي ذلك السهر!
تأكد.. أنه لا شيء يستطيع أن يسرقني منك، على الأقل: الآن.. في هذه الأيام التي أحبك فيها. ربما لما ((أبطّل)) أحبك ستسرقني أشياء كثيرة.
صحوت من نومي، وخفت أن لا. أسمع صوتك.. أحسست بهذا الاشتياق المضاعف لك، كأنني لم ألقك من وقت طويل.
أرجوك.. لا تكره النوم لأنه سرقني منك، فأنا أعز النوم جداً، وقد تعودت على السهر.
أحببنا الليل معاً.. فإذا هو عالمنا، وقمرنا، وضحكاتنا، واقتناعنا برموز جميلة لا يعترف بها النهار.
* * *
وحانت التفاتة مني نحو المرآة. ضحكت حين رأيت وجهي وشكلي، وحركتي... فقد كنت ألعب بشعري في شرودي إليك وحديثي معك، وكان وجهك يطالعني عبر المرآة ويلتصق بوجهي.
كنت أرقب وجهك في المرآة، ووجهي معك.. وكأنني مطوية تحت جنحيك!
كانت زجاجة عطر في متناول يدي الأخرى.. قرّبتها وأزلت من فوق غطائها مسحة غبار.
ضحكت ثانية.. عطرك المفضل أهديتني زجاجة منه، وأغظتك كثيراً في كل مرة تسألني: لماذا لا تضعين منه.. ألم تعجبك رائحته؟!
أجيبك باستفزاز لك: مزاجي كده. أحب رائحته فيك فقط!
سقطت زجاجة العطر على الأرض، لم تكن زجاجتك.. فقد احتفظت بها مقفلة وبعيدة عن سطح ((التسريحة))!
لحظة من فضلك... التليفون يرن.
عمري أنت.. لا تروعني بابتعادك عني، أريدك معي دائماً، حتى بالتخيل، فأنا اليوم أحبك جداً.. أستطيع أن أجسدك في كل ركن من البيت في اللحظات التي أشعر فيها بشوق لك.
أكيد أنك ستسألني الآن: ((مين اللي طالبك بالتليفون))؟!
على فكرة.. هذا الطبع فيك ما أحبه، ليه تسألني.. هل تشك في حبي لك؟!
يمكن أنا التي أشك في حبك لي.. خاصة ومن حولك ((الظباء)) أيها ((الخراش))!
أو على الأقل.. أنك تعبث أحياناً من خلفي!
أنت تنفي هذه الشكوك في كل مرة أواجهك بها.. فهل أصدقك لأرتاح؟!
أما المرأة. فعندما تحب رجلاً، فإنها لن تلتفت إلى غيره أبداً.
هذه قاعدة.. ذكراها من فضلك باستمرار، حتى لا تظلمني.
أنت تنسى اتفاقاتنا.. ولكني أذكرك، فهل تحب ذلك مني؟!
عندما وثقت فيك، وحكيت لك عن تجربة سخيفة أكرهها في حياتي.. كنت صريحة وصادقة معك. لم أكذب عليك، ولم يكن هناك من داعٍ لأقصها إلا حبي لك وارتياحي معك.
لا أنكر أنك تفهَّمت ظروفي يومها، وتلقّاني صدرك بكل حنان الحب لنتعاون معاً على غسل هذه النقطة من صدري، ولتنسيني تماماً وقتاً مؤقتاً لم أعد الآن أحبه ولا أكرهه، لأنني أسقطته من حياتي.
ويومها.. أحببتك أكثر، لأنني وجدت فيك الإنسان الذي يفهمني، وإن كنت أحياناً، وبعد ذلك، أشعر أنك لا تريد أن تفهمني في مواقف أخرى.. لكنك بإصرارك عليّ، أجد أنك الوحيد الذي سيفهمني دائماً.
آه... تذكرت. أنت تسألني عن رجل آخر بإلحاح، وبغضب. ألمح في وجهك الغيرة، وعليك توتر ملحوظ كلما نطقت اسمه، أو أخبرتك أنني حادثته.. ولعلمك مازلت تظن إلى الآن أنني أحبه!
كيف أحبك وأحبه في وقت واحد؟!
ما الذي يحدني. أن أقرّبك مني وأبوح لك بحبي.. إذا كنت أحب ذلك الآخر؟!
ـ قلت لك عنه: إنه إنسان مميز.. أحبني منذ وقت، ولم يكتم ذلك الحب في فترة كانت قبل أن أعرفك من جديد.. ثم عاد وطوى قلبه، ولم يعد يتحدث عني في قلبه، وإن كان لم يقاطعني.
ـ سألتني قبل ليلتين: ولكنك تتحدثين عنه بحب.. فبماذا تفسرين هذا الشعور؟!
ـ أجبتك: لأنه يمتلك صفات تجعلني أعجب بخصاله وبمواهبه، وهو إعجاب عقل.. أما أنت، فقد لا أكون معجبة ببعض الخصال فيك، أو ببعض مواهبك.. لكني أحبك، وقد امتلكت مشاعري.. أو أنك امتلكت ما تمنى هو أن أخصه به!
لا تنس أنني كنت سأتزوجه قبلك.
وبهذه المناسبة.. دعني أسألك:
ـ وهل تعتقد أن الزواج يقتل الحب؟!
اعرفي أن هذا- السؤال بات سمجاً ومكرراً لكثرة ما طرحه الناس. حتى إن البعض! كان يطرحه ويجيب عنه بأسلوب التنظير، كأنه سياسة، بينما يبقى الحب فوق ذلك، وأعمق بكثير من لعبة الديكة!
لو أن رجلاً تولّه بامرأة حتى الجنون، وتزوجها.. ألا يبرد ذلك الوله ويتحول إلى نظام أسري معتاد، وبرنامج يومي ممل، وسأم يضيّق الخُلُق؟!
جاوب عن هذا السؤال.. أيها الرجل العاشق!
لا أسمعك تجيب.. ثم أتذكر إلحاحك معي حين تردد في سمعي دائماً:
ـ أريد منك طفلاً واحداً فقط: شقياً مثلي... أو طفلة واحدة فقط: جميلة ومغرورة مثلك!
أحياناً.. أنجذب إلى أمنيتك هذه، وأشرد معها بحلم جميل، لأنني مثلك أتوق إلى إنجاب طفل منك.. على الأقل لأرى كيف سيكون شكله، وما هي طبائعه التي سيكتسبها منك ومني. لا بد طفل مميز!
* * *
ترى.. هل تنسى اتفاقنا في غيرتك، وولهك بي؟!
أتعجب من استمرار ظنونك.. وقد طلبت منك يومها الاقتناع بهذا الاتفاق. قلت لك صادقة، ورأسي مستريح على كتفك:
ـ ((أرجوك.. لا تعد إلى الشك بي، وأنا سأثق فيك.. خليك مؤمن بحبي لك، وخليني أتأكد من أنك تحبني، وخلاص.. خلصنا من هذا العذاب))!
سمعت صوتك بعدها يهمس لي:
(( صدقيني.. أنا فرحان لأنك حبيبتي، وفرحان أكثر...
ودخل في صمت، ولم عباراتك، ثم قلت لي:
ـ هل تستطيعين أن تكملي عباراتي؟!
ـ قلت لك: أعرف الباقي.. لكني لن أكمل لأغيظك!
ـ أكملت أنت: ((فرحان أكثر لأنك تحبينني))
* * *
صحيح.. لقد أهدرنا سنوات في عذاب البعاد والفرقة، وقد ظننت أنني لا أفكر فيك، أو أنك لا تعني لي شيئاً.. بل كنت لا أكثر من تجربة صغيرة، عبرتها في بدء حياتي عندما كنت أجتاز عتبة المراهقة إلى النضج، وإلى اكتمال هالة شبابي!
في تلك المرحلة من العمر.. كنت أريد - من علاقتي بك - أن أتعرف على لون من الشباب، وعلى أفكارك وتصرفاتك بعد أن سمعت عنك.
ولا أدري.. لعلني –حقيقة- لم أمتلئ بك يومها، أو هي الرغبة في التجربة والتعرف.. قد فصلت بين استيعابي لك، وبين قناعاتي بك.
وفي تلك المرحلة –أيضاً- يبدو الإنسان خاضعاً للصقل، للاكتشاف.
ولم يكن يعجبني أي إنسان. نشأت أحب القراءة والمعرفة. تبلورت شخصيتي في ذلك القالب المترف، ولكني كنت أبحث... أفتش عن حقائق كثيرة.. عن رؤية أبعد وأشمل.
لقد لاحظت تغييراً فيك.
ولذلك.. تلاحظ أنني أصف هذه العودة لك بقولي:
ـ ((لما عرفنا بعض... الآن))!
وكأنني أعرفك، وكأنك تعرفني لأول مرة.. أي إننا أصبحنا نقدر على امتلاك المعرفة، وصياغة التجربة. وعندما عرفتك الآن أهديتك قلبي، ويصعب أن أمنح هذا القلب لأي رجل.. أهديتك نبض أيامي، ولا أسمح أن يقتحم أيامي إلا الإنسان الذي يملأها حباً وحياة وقيمة.
وددت لو أهديتك كل دقيقة من عمري، وكل لحظة من حياتي.
وددت لو تبقى معي، وأبقى معك إلى أن تغيب الحياة.
ـ لماذا أحبك؟!
ـ أنت تحبيني: لأنك أنت أنا!
أنا أجيبك بأكثر من معناك هذا:
أنت أكثر من ذلك... فعندما لا أفهم نفسي أحياناً، فأنت تشرح لي كل خفقة في قلبي، وتترجم لي حتى أنفاسي... ودائماً تكون صادقاً وحقيقياً.
هل عرفت الآن.. كم أحبك؟!
أحبك.. وأنت لي، شئت أم أبيت!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1197  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج