شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وجب الوفاء
(نفثة وفاء ودمعة وداع إلى روح فقيد البلاد الجليل محمد سرور الصبان).
وجب الوفاءُ فما علّى ملامة
إن بُحْتُ بعد الصمت بالإطراء
قد كنتُ ألتزم السكوتَ مخافةً
من أن يُقال مداهن ومُراء
وأنا الذي صارحته في مجده
بالنصح والشكران والإغراء
لكن وقد ذهب الرجاء ولم يعد
إلا الوفاء فشيمة لأبائي
بالأمس ودّعت الحبيبة صامتاً
إلا الدعاء فكان كل رثائي (1)
واليوم أفجع في حبيب لا أرى
إني مُوَفِّيه بغير دعائي
إن الدعاء إذا تَصعَدَّ خالصاً
من أكْبدٍ حَرّى أحرُّ ثناء
يا من شغلتَ الناس ملء قلوبهم
حُبًّا وملء جيوبهم بسخاء
وشغلت كل الناسَ ملء عقولهم
نقداً وفلسفة وجِدَّ مِراء
وشغلت بعض الناس ملء نفوسهم
حسداً وتلك ضريبة الكُبراء
خبر الزمانُ الناسَ بعدك
لم يجد شَرْواك في السَّراء والضَّراء
لكنه قَدَرُ الحياة ولم نزل
نرجو التجارب فسحة لرجاء
يا وافر الحسنات ليس بشأنها
خلف لدى الخُلصاء والخُصَماء
تكفيك إِحداهن حِلْيةَ نابغٍ
تضفي عليه الفضلَ حُسْنَ رُواء
يا صاحب الخلق الرفيع سَجِيّةً
هي من عطاء الله خير عطاء
جمعت عليك الناسَ رغم شجونهم
شتّى ورغم تضارب الأهواء
يا جابر العثرات يومَ كريهة
بيد الكرام ورقّة الشعراء
جَمّ السّخاء بغير مَنٍّ أو أذى
هذان آفة منحة اللُّؤماء
وإذا منحت فأنت أوفر ما نرى
أدباً وتلك طبيعة الكرماء
يا مُفْعَمَ القلبِ الكبيرِ سماحةً
شملت عيوبَ الناس بالإغضاء
أنا ما سمعتك شامتاً أو شاتماً
وأظن كلَّ الناس من شهدائي
تغضى إذا ذُكِرَ اللئام تَعَفُّفاً
عن سمع نابية وفرطَ حياء
يا رائع الذوق الجميل رَهافة
في الحسِّ والأشياء والإنشاء
ملكت عليك زمام أمرك كلِّه
في البذل والتحديث والإصغاء
يا صاحب العلماءِ أفضلَ صحبة
شهدت بفضلك شيمة الفضلاء
يا رائد الأدباء في بلد الهدى
سمة تُدِلُّ بها على الأدباء
يا صادق الودّ الكريم محبّة
تتعهد الأحبابَ بالإنماء
ماذا عليك إذا كسبت من الندى
والفضل بعضَ خصومة وعداء
أسهمت في رفع البناء بطاقةٍ
منحتك حظَّ الصانع البنّاء
وسعت جميع حدوده ودروبه
وتعمقت فيه إلى الإحناء
فإذا نجحت فأسهم تحظى بها
وينال منها سائر الشركاء
وإذا فشلت فأنت وحدك دونهم
جعلوا عليك حمولة الأعباء
أما الثراء فقد ذهبت بِجُلّه
بَرَداً لكسب حميدة ورضاء
أما الثناء فكسب مثلك من يرى
أن الحياة وسيلةٌ لبقاء
وشهدت ما أوفى حياءك عنده
حمداً لحظك منه في الأحياء
وشهدتُ أنك بالثناء لأهله
أهل تؤديه دقيق أداء
وشهدتُ أنك لا تكابر ناصحاً
عَفًّا عن التّشهير والإفشاء
تعلو على نصح المُدِلِّ بنصحه
دعوى يريد بها عريضَ رِياء
ومُوَطّأَ الأكتاف حين تُحِسُّها
صدقاً وإخلاصاً وحسنَ بلاء
وشهدتُ أنك لا تضيق بقدرة
إلا إذا استعلت بغير علاء
فمن الحياة وشأنها وفنونها
ما قد تَضِنّ به على الإبداء
ومن الكفاءة مَنْ يُدلُّ بذاته
دلاّ يعوق مسيرة الأشياء
ومن الكفاءة من يكون بطبعه
فرداً يعيش بجنة وسماء
ومن الكفاءة ما يكون تجارة
العلم عُدَّتُها بلا استحياء
عشتَ الحياة بطولها وبعَرْضها
عزاً تَعِزُّ به على النظراء
فاهنأ بحسن ختامها وجلاله
في مشهد متميز بوفاء
أفضى إليك الناسُ فيه بحبهم
يتبادلون - عليك - حسن عزاء
يدعون ربك أن يُعَوِّض أمةً
أمثالَ من فقدوا لغير فناء
سيظل شُغْلَ الناس بعد وفاته
ما كان شُغْلَ الناس في الأحياء
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :806  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 875 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.