شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشر بالخير يرجم
أتاني - رسول الله - داعيك، فانتشى
فؤاد مشوقٌ، في هواك مُتَيَّمُ
وكنتُ كما الطير الحبيس، يَشُدُّني
إليك حنيني، والحوادثُ تَزْحَمُ
فأطلق من قيدي النداءُ، وربّما
أهاب بعزم القاعدين مُتَمتِمُ
وما كنتُ غير الله أرجوك قربة
وهل قربة أزكى لديه وأكرم؟؟
وفي عِزّة المقصود عِزٌّ لسائل
ومن شرف المقصود يَشْرفُ سُلَّم
وكيف نماري أن تكون مشفعاً
بجاهك عند المصطفيك ليعلموا؟؟
به بعد أن جاز الخطيئة نادماً
وتاب لمولاه تَوَسّل آدمُ
لقد خارك الله الرسول لخلقه
وشافعهم - يوم الزحام - ليُرحْموا
وخاتمةَ الرسل الكرام وكلُّهم
بعهدك موصولُ إليه وأقسموا
* * *
لذلك كنت المصطفى دون غيره
إلى الخلق من إنس وجن تَعْلم
فأنت - إذاً - منهم إليه وسيلة
كما هو قد سوّاك منه إليهمو
وما كنت غير الله - والله - عابداً
ولكنَّ حبَّ المصطفى منه مُلْزِم
أتيتك والأحزان ألجمن شاعراً
يجلجل، لكن في رحابك أبكم
هو الحبّ إن مَسّ القلوب تكلمت
وقد تسكت الأفواه حين تَكَلَّم
وأنت لأصوات القلوب مُسَمَّع
وَبرٌّ لأحوال القلوب مُتَرْجِمُ
شددتُ إليك الرحلَ والمسجدِ الذي
إذا لم تقم فيه فما هو مَعْلَم
بذاتك صارت طيبة بعد يثرب
ولولاك عاشت غَيْهباً ليس يُعْلَم
أتيتك أجترُّ الهمومَ أبثُّها
إلى الله في ساحٍ بقربك تُكْرَم
أعيش مع الأحزان في وحدة الضنى
وألقى البرايا ناعماً يتبسم
وما ذاك إلا أنني عشت مؤمناً
بربك، والإيمان لا يتبرم
أضيق؟ نعم؟ إني أحسّ وآلم
ولكنما الإيمان بالله بَلْسم
يُداوي جراحي أنني غَيْرَ بابه
وتزدحم الأبوابُ - ما كنت أَلْزُم
هو الله لا رب سواه وكلَّهم
لديه عبيد، مثل حالي وأظلم
أتيتك والأشواق تسرع بالخطى
إليك، وقلبي غُنْوَةٌ تترنم
وأنت سميري في الدجى حين أختلي
إلى الله ما أنساك قَطّ وتَعْلَم
يضيئ بك الليل البهيم لعاشق
تَبَتَّل في نجواك، والحبُ مُلْهِم
ومن فوقنا مَنْ يرقب الناس كُلَّهم
فإن راقبوه أبصروه، وألْجموا
تجلّى لهم نوراً يُغشَىّ قلوبهم
فتسبح في نور، حواليك حُوّم
فيا رحمةً من الله خلقه
وفيك الهوى دين وعشق ومَغْنَم
رميتُ بك الأحزان تترى مواكباً
تبثّ الضنى، والشرُّ بالخير يُرجَم
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :609  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 869 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.