شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((تسليمة نسرين وحقيقة حرية الكلمة (1)
يهب بعض الكتاب العرب للدفاع عن الكُتَّاب الذين يقودهم جهلهم ويدفعهم ضلالهم إلى التجديف الديني ويتذرع هؤلاء المنافحون عن هذه الفئة بمبدأ حرية الكلمة، وهي كلمة حق أريد بها باطل، فحرية الكلمة محفوظة في الدين الإسلامي وممارسات المسلمين على مر التاريخ تدل على أن مبادىء الإسلام ومنطلقاته حفظت هذا الحق ليس فقط للمسلمين وحدهم، بل لأهل الديانات الأخرى الذين كانوا يعيشون في كنف الدولة الإسلامية ويمارسون شعائرهم الدينية من دون أن يتجرأ أحد على سلبهم مثل هذا الحق... والقرآن الكريم في محاورته للكفار والمشركين يورد آراء الطرف الآخر، ثم يرد عليها بالقول الحق وما ذلك إلى لاحترام الإسلام لحرمة العقل ومبدأ الموضوعية وعندئذ يتمكن الإنسان بمحض إرادته من المقارنة واختيار طريق الحق وأتباع سبل الهداية.
قامت الدنيا ولم تقعد عند بعض الكتاب العرب لأن الكاتبة (تسليمة نسرين) التي أساءت إلى مشاعر ملايين المسلمين بحديثها المضلل عن كتاب الله، لأن هذه الكاتبة التي هاجمت دينها ودافعت عن المتطرفين الهندوس دون أن يكون لها ماض معروف في الكتابة والتأليف بل هي طبيبة وجدت شهرتها في القارة الهندية بعد نشر كتابها (عار) الذي يصف أعمال العنف التي ارتكبت بحق الهندوس في بنجلاديش بعد اعتداء الهندوس الآثم على مسجد أيوديا التاريخي في الهند ومن ثم تدميره وكان ذلك في ديسمبر سنة 1992م لأن هذه الكاتبة قد حوكمت وتظاهر المسلمون ضدها... ولم تكتف نسرين بذلك بل دفعتها موجة الشهرة إلى الحديث بغير علم ومعرفة ودراية للتعرض للقرآن ونشرت أقوالها الباطلة في إحدى الصحف الهندية وهي بهذا تشبه إلى حد بعيد الكاتب الهندي الأصل، البريطاني الجنسية - سلمان رشدي - الذي فاز بجائزة بوكر البريطانية في الثمانينات الميلادية - وهي جائزة متواضعة - فكتب ما أسماه (رواية) بينما ما كتبه في أضاليله أبعد ما يكون عن العمل الروائي، بل هو تجديف واضح ضد الأنبياء والرسل وخصوصاً ضد رسول الإسلام وخاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد باع رشدي وأمثاله دينهم ومبادئهم في سبيل الحصول على شهرة زائفة تمنحها بعض وسائل الإعلام الغربي لكل من يحاول الخروج على الدين الإسلامي والتجديف فيه، يختلف الأمر في الغرب عندما يكون التجديف ضد الديانة المسيحية، فهذا شيء محرم لا يجوز الاقتراب منه، وهنا تكمن المفارقة العجيبة في احتضان المؤسسات الغربية لمن يجدفون ضد الإسلام، وتجريم كل من يجدف ضد الديانتين المسيحية واليهودية، والغرب أحرص ما يكون على احترام مشاعر اليهود فيما يتصل بدينهم وطقوسهم وشعائرهم، فلقد مشى الرئيس الفرنسي وعدد من الساسة الفرنسيين في مظاهرة يهودية لأن مقبرة يهودية تعرضت للنبش، وينحني بعض الزعماء الغربيين تكريماً لقتلى اليهود في الحرب العالمية، بينما يظل حمى الإسلام مباحاً لكل من تسول له نفسه الزائفة بمهاجمة الإسلام والتعرض لأهله بأذى.
وإذا كان الغربيون قد سلطت الحركة الصهيونية ضدهم شعارها المعروف ((عداء السامية) وما زالت هذه الأسطورة الصهيونية قائمة في المجتمعات الغربية التي ترفع شعار العلم والموضوعية والمنهجية فما هو الدفاع لدى هذه الفئة المحسوبة على أمة الإسلام والعروبة التي تنهض للدفاع عن كل مرتد ومارق كما حدث في الوثيقة التي وقعها عدد كبير من المثقفين العرب دفاعاً عن سلمان رشدي، واليوم ينهضون للدفاع عن كاتبة مجهولة لأن المسلمين في بنجلاديش عبروا عن استيائهم من أقوالها المنحرفة.
إن المرء قد يرضى بالجوع والمرض ولكنه لا يرضى أن يمس دينه، وتنتهك عقيدته، ويصاب في إيمانه وهذا أمر لا ينفرد فيه المسلمون عن الآخرين، فكل أمم الأرض وشعوب العالم تشترك فيه وتتماثل في الإحساس به، ولكن يبدو أن بعض المحسوبين على الأمة الإسلامية والعربية لا يحسنون سوى كلمة واحدة وهي - حرية الكلمة - وهي كلمة حق أريد بها باطل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :752  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 467 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج