شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ترشيد الخطاب الديني من فوق المنابر!
كتب الأستاذ الكريم محمد صلاح الدين على صفحات هذه الجريدة الغراء (السبت 7 ذي الحجة 1423هـ معقباً على ما كتبه الكاتب الصحافي المعروف الأستاذ عبد الله خياط عن الأهمية البالغة لخطبة يوم عرفة - خاصة - في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الإسلام والمسلمون وخصوصاً كما ذكر كاتبنا في (فلكه) بأن العالم كله من أقصاه إلى أقصاه يشهد وقائع الحج ويستمع إلى تلبية الحجيج ويتابع أداءهم للمناسك وينصت إلى خطبة يوم عرفة، وإنني أؤيد الاقتراح الذي طرحه الأستاذ صلاح الدين والداعي إلى تعاون بعض الجهات ذات الاختصاص على وضع الخطوط الرئيسية لخطبة عرفات والتنبيه إلى ضرورة الإيجاز. ولقد كان كل من فضيلة الشيخين الكريمين عبد العزيز بن حسن وعبد الله خياط رحمهما الله في الحرم المكي وفضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح - رحمه الله في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يميلون إلى الإيجاز ويأخذون في الاعتبار - ما حثت عليه الأحاديث النبوية الشريفة - من ضرورة التنبه لأحوال الناس الصحية والاجتماعية ونضيف النفسية - فالإنسان - بطبيعته يمل من التكرار والتطويل فكيف إذا كان الحضور بالملايين عوضاً عن الآلاف ولا شك في أن حكومة خادم الحرمين الشريفين قد عمرت المساجد ووسعتها في المشاعر المقدسة وزودتها بكل أسباب الراحة والطمأنينة إلا أن الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين و الزوار هو أمر يقتضي من علمائنا وخطباء مساجدنا - حفظهم الله - التنبه إلى ما يمكن أن يفضي إليه التطويل - غير المطلوب - من آثار سلبية على الشيوخ والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والقلب.
وإذا كانت الشريعة الإسلامية قد أجازت - بالضوابط المعروفة - قصر الصلاة في السفر وإفطار الصائم كذلك عند ترحاله، وأجازت للمريض والشيخ أن يصلي ويؤدي الواجبات الشرعية بالطريقة التي لا تؤذي صحته أو تضاعف الآلام عليه، فإنه من باب أولى في حالة إلقاء الخطب المتصلة بالشعائر الإسلامية كالجمعة والعيدين ويوم عرفة أن يؤخذ في الاعتبار تلك الجوانب التي حثت عليها مقاصد الشرع الحنيف الداعي إلى التيسير والناهي عن التشدد بكل أنواعه.
ولقد استمعت في شهر ذي القعدة من العام المنصرم لخطيب احترمه في مكان طاهر وذهلت لأقواله التي كانت تثبط الناس عن الإتيان لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذريعة أن البعض يعتقد أن زيارة المسجد الشريف ومن ثم السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه هو من اللوازم والضرورات.
وإضافة إلى ما يحمله مثل هذا القول من آثار سلبية على سياسة الحكومة الرشيدة والتي تبذل كل ما في طاقتها ووسعها لتهيئة الحرمين الشريفين للحجاج والزائرين منذ أن كرم الله هذه الجزيرة بالوحدة الشاملة على يد المغفور له الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى وقتنا الحاضر إضافة إلى هذا فإنه يمكن حمل القول على أن بعضنا يسيء الظن في عقائد الآخرين والواجب أن نحسن الظن فيهم وربما كانت غالبيتهم من أهل العلم الشرعي ممن يعرفون تماماً الفرق بين الواجب والمستحب وماذا يضير هذه الفئات من التوجه إلى مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقصد زيارة مسجده والذي شرف به - صلى الله عليه وسلم - وهل يعقل أن المسلم يصل إلى تلك الديار التي أكرمها الله بالأمان والاستقرار في هذا العصر السعودي الزاهر ويشيح بوجهه عن السلام الشرعي لمن أخرجنا - بهدى الله - من الظلمات إلى النور ولمن يلجأ الناس إليه بعد الله في يوم المحشر لطلب شفاعته وهي شفاعة خاصة أكرم الله بها نبيه وخاتم رسله - سيدنا محمداً - صلى الله عليه وسلم -.
نعم إن أمهات القضايا كما ذكر الأستاذ محمد صلاح الدين تغيب عن ذهن بعض الخطباء، وتسمع أقوالاً عن الجهمية والمعتزلة والخوارج وكذلك عن الشرك وأهله ويسأل الإنسان - نفسه - هل ما زال هذا البعض يعيش بعقله في العصور التي خلت والتي كانت موجودة فيها مثل هذه الطوائف والملل والنحل، أم هو يعيش في القرن الذي تتكالب الأمم فيه على أمة الإسلام والتي هي أحوج ما تكون إلى وحدة الرأي وقوته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :608  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 376 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.