شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ جابر عصفور ))
وبعد أن انتهى الأستاذ عبد الله الخشرمي من كلمته أعطيت الكلمة للأستاذ جابر عصفور حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي منحنا العقل، والذي جعل العقل بمثابة النور، الذي نهتدي بهديه. إن هذا يوم المفاجآت، فما لقيته مع زملائي من كرم، وحفاوة، ونقاش، وجدل، واختلاف، واتفاق، ومفاجآت في التعرف على الأشياء لا شك يصيب الرأس بالدوار ويتعبه، ولكن ما يخفف من التعب، ويزيد النفس متعة وجمالاً لقاؤكم، والتعرف بكم، والإِحساس بكرم الضيافة من ناحية، وجمال هذا البيت الذي ينطوي على معنى نبيل من ناحية ثانية. وليأذن لي السيد الأستاذ الدكتور مدير الجامعة أن أكرر بعض ما قاله لأنه قد أخذ في الغداء بعض بضاعتنا، وأعني بيتي أبي تمام اللذين قالهما لأخ له من الشعراء وهما:
إن يُكْدِ مُطَّرِفُ الإِخاءِ فإننا
نغدو ونسري في إخاءٍ تالد
أو يفتَرقْ نسبٌ يؤلف بيننا
أدب أقمناه مقام الوالد (1)
 
- والحق أن الأدب يؤلف ما بيننا، ويجعلنا نغدو ونسري في هذه العلاقة السرمدية. من المؤكد أن النقاد والذين يقرؤون النقد ليسوا أدباء بالدرجة الأولى مثل الشعراء، ولكن عدوى الأدب، وعدوى الشعر تنطلق من أهل الإِبداع لتصيب أهل النقد، فإذا بالجميع سواء. وإذا بمن يبدع يصبح أخاً لمن يتلقى ولمن يتذوق.
 
- ومن المؤكد أن الأدب الذي جمعنا في هذا اللقاء، والذي أتى بنا من أماكن متعددة في الوطن العربي إنما يؤكد معنى هذا الإِخاء الذي يربط بيننا. وقديماً قالوا إن الأدب مشتق من الدأب، ومرتبط به وإنه مرتبط بالخلق، ولا شك أنني لا بد لكي أفيق من كثرة المفاجآت، أن أعود إلى المعنى القديم للأدب، وأتذكره. فأتذكر المعنى الأخلاقي النبيل الذي ينطوي عليه معنى الأدب، والذي يربطه بالمآدب.
 
- وهذا المعنى الذي يرتبط بالخلق يرتبط أيضاً بالمأدبة، وها نحن في مأدبة أخرى. الحق أن المأدبة بمعناها الحسي الذي يتناثر حولنا، وبمعناها الفكري الذي يؤكد الخلق الجميل، والتسامح الجميل. هذا كله يتجاوب في ذهني، فيجعلني أفخر بالأصول العظيمة التي ينطوي عليها هذا المكان، وهذا البلد، وهي أصول تؤكد السماحة، وتؤكد الحب، وتؤكد العقل، وتؤكد أن المسلم الحقيقي هو المسلم القوي، وهو المسلم الذي يعمل عقله وفكره في كل ما يرد عليه، وفي كل ما يسمع، وهو الذي يعمل عقله وفكره في الأدب الذي يسمعه.
- وها أنذا قد انتهيت من عقلي الذي بدأت به، ذلك لأني أرى نفسي فيكم، وأرى في عقولكم النيِّرة بعض ما يضيف إلى عقلي، والحق أنني تعلمت منكم أكثر مما علمت، والحق أنني فوجئت، وإن مفاجآتي يبدو أنها لن تنقطع حتى وقت عودتي إلى وطني، الذي هو صورة أخرى من وطنكم، الذي هو وطني أيضاً. ولكم شكر جميع أعضاء الندوة إذا أذن لي أن أتحدث باسمهم، واسمحوا لي باسمهم جميعاً أن أشكر كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، وهذه الحفاوة ولا شك أن هذا كله يؤكد الصلة الوثيقة التي تصل ما بيننا في العروبة، وفي الفكر وأولاً في الدين الذي يقوم على العقل، ويؤكده، ويجعلنا نحترم أنفسنا لأننا مسلمون نحترم العقل.
- والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج