شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
موقف وزارة الصحة من النوفالجين
بعد أن أعلنت وزارة الصحة عن خطر العلاج المتداول والمعروف باسم (نوفالجين) وقرار سحب أنواع من عبواته من الأسواق، قرأت لأحد الكتاب في صحفنا، تساؤله عن سبب سكوت وزارة الصحة عن هذا الخطر إلى أن أعلنته منظمة الصحة العالمية، ثم تساؤله عن سبب تسامح وزارة الصحة أيضاً، في بقاء وتداول أنواع أخرى من عبواته، كالأقراص واللبوس، والنقط، طيلة عام من تاريخ الإعلان.
أما عن سكوت وزارة الصحة عن خطر النوفالجين إلى أن أعلنته منظمة الصحة العالمية فلا بد أن نلتمس لها عذراً، إذ إن وزارة الصحة في أي بلد، لا تملك وسائل البحث العلمي التي تمكّنها من تحليل كل دواء من الأدوية التي تصنع في البلدان المتقدمة، ثم تعد للتصدير إلى جميع بلدان العالم، بما فيها البلدان التي تصنع هذا الدواء، ولا تملك أي وزارة صحة في العالم إلا أن تعتمد استعمال هذا الدواء أو ذاك، دون أن تكون مضطرة إلى تحليله، ما دامت العناصر التي صنع منها الدواء مسجّلة على العلبة أو الزجاجة، وليس بينها ما يضر بصحة المريض الذي يعالج به، ما دام يعطى بالمقادير المحدّدة. فإذا أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطر استعمال دواء ما، مثل (النوفالجين)، فإن ذلك يعني أن دوائر البحث العلمي في عدة دول قد اكتشفت هذا الخطر، بعد شهور أو سنوات من البحث والتجارب والتطبيق وتسجيل النتائج وأخطرت منظمة الصحة العالمية، لتتولّى إعلان هذا الخطر، ولتحذّر من استعمال الدواء.
وبهذا، نستطيع أن نتقبل من وزارة الصحة عذرها الواضح في عدم تنبيهها للخطر قبل أن تتلقى الإعلان عنه من منظمة الصحة العالمية.
ولكن... أعتقد أن تسامح وزارة الصحة في بقاء أنواع من العبوات الأخرى من هذا الدواء في الصيدليات مع التصريح ببيعها والتخلّص منها (بالبيع على الجمهور) لمدة سنة كاملة، هو ما لا نجد له مبرراً. إذ ليس مما يعني وزارة الصحة أن تترفّق أو أن تراعي مصلحة الصيدليات ومخازن الأدوية، والشركة التي تستورد هذا الدواء فتسمح ببيعه وتداوله، لمدة سنة وهي التي أعلنت عن خطره، وأكدت الخطر بسحب أنواع من عبواته من الصيدليات إلاّ إذا كان النوفالجين هذا يختلف في تأثيره وخطره حين يعطى حقناً، منه حين يستعمل أقراصاً أو نقطاً أو لبوساً... وحتى ولو كان ذلك هو الواقع، فإن قرار سحبه بعد سنة، يضعف المبرر، ويضع وزارة الصحة في موقف من يسلّم بخطر الدواء،ويفضّل سحبه من التداول، ولكنّه يشفق على المستورد، وعلى الصيدليات ومخازن الأدوية، فلا يرى ما يمنع أن يتعرّض جمهور المرضى للخطر إلى أن يتم استهلاكه بالبيع والتداول طيلة عام كامل.
وزارة الصحة تظل مطالبة بتفسير موقفها المتناقض، والصحافة ووسائل الإعلام والتوعية مطالبة من جانبها أن تؤكد خطر النوفالجين وأن تنصح بعدم استعمال أي نوع من عبواته، خصوصاً وإن أكثر ما يستعمل منه، وبكميات هائلة، هو الأقراص للصداع، واللبوس لتخفيض الحرارة عند الكبار والأطفال، والنقط للصغار من هؤلاء الأطفال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :6884  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 204 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.