شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في استقبال العيد الكبير
العيد الكبير عندنا هو عيد الأضحية... يعيشه الحجاج والمعتمرون في أداء مناسكهم في عرفات ومنى والمسجد الحرام، ولكن يعيشه جمهور الشعب، في المملكة، في بيوتهم - وهذا مع فرض أنهم لم يطيروا إلى بنكوك ومانيلا - ... ومفروغ منه أن الخرفان توالي ثُغاءَها في انتظار يوم العيد. وهو في هذه السنة يقع في يوم الخميس العاشر من شهر ذي الحجة عام 1409، وفي أيامه المتلاحقة اقترابٌ من العام (1410) من العام الهجري الجديد. الذي يشعر الكثيرون أن استقبالَه، لا يتم إلا بما يليق به من الفرحة بحلوله. ولا تتم الفرحة في منطق الكثيرين، إلا، بالتجديد في جميع المظاهر أو في أكثرها. والذي يغري أو حتى يحُض ويحُثُّ على هذا التجديد هذه الأسواق التي تسمى (مراكز) والتي أسمع أنها أصبحت من الفخامة ومظاهر الأبهة، بحيث تفوق حتى (هارودز) في لندن، وهذا مع امتلائها بما لا عينٌ رأتْ ولا أذُن سمعت من السِّلع المستوردة من جميع أسواق العالم... بحيث يشعر بعض إخواننا القادمين للحج أو الزيارة، أنهم - بتجوالهم في هذه المراكز - يمكن أن يستغنوا عن الرحيل إلى عواصم العالم الكبرى، لأنهم يرون هذه العواصم وسلعها في متناول أيديهم - وطاقات ما يحملون من نقد.
وتلك بطبيعة الحال (ظاهرة) تؤكد لنا الرغد والرخاء ووفرة النعمة التي أنعم الله بها على هذا البلد... ولا بأس أبداً في أن نأخذ حظَّنا من عطاءِ هذا الرغد، وأن نستمتع ونمتع بيوتنا، ونساءنا وأطفالنا، بما في هذه الأسواق، ولكن الذي - يُقال ويُسمع - أنه يحدث - وبنسبة عالية - أن تصر السيدةُ على تجديدِ أثاث قاعةِ استقبال الضيوف لأن السنةَ انتهتْ - و((مو معقول)) - أن يظل أثاث قاعة الاستقبال كما رآه ضيوفها طوال السنة. و(هي ليست أقل من غيرها) التي اشترت أثاث صالون (يِهْوِسْ) وهذا غير تجديد الستائر... أما السجادة الصيني التي اشتريت قبل ثلاثِ سنوات، فلا بد من تغييرها أيضاً، لأن الشمسَ (أكلت) شيئاً من ألوانها.
وصحيح أننا لا نستغني أحياناً عن تجميل غرف استقبال ضيوفنا بتحفة من التحف أو بطنفسة من الطنافس... ولكن هذه الأشياء تُشترى مرةً واحدة، وقد تُتوارث من الآباء والأجداد وفي ذلك ما يُغلي قيمتها، ويسبغُ عليها معنى عراقة البيت ثراءً وجاهاً، ولكن ليس صحيحاً ما يحدث في هذه الأيام، وهو أن تتخلّص سيدة البيت من مجموعة هذه التحف التي اشترتها منذ عام أو عامين، لتشتري (الجديد) الذي تدفع لشرائه المئات وربما الألوف.
فإذا فرغنا من طلبات السيدات - ولا تدخل فيها الفساتين والمجوهرات طبعاً - فإننا نجد أنفسنا أمام (مظاهر الترف) للسادةِ الرجال. فعلى سبيل المثال، هذه الساعةُ التي تُزين الرسغ في أيدينا... المطلب الأساسي منها هو معرفة الوقت ومنه المواعيد. ولكن لا أظن أن هناك من يرتفق ساعةً، يصل ثمنها إلى مئتي ألف ريال ومع ذلك فما أسمعه وأراه أحياناً في أيدي بعض شبابنا - بل وشيوخنا - يجعلني أميل إلى تصديق ما أسمع.
ويطول الكلام إذا تحدثنا عن تغيير (ديكور قاعة الاستقبال، أو ديكور المكتب)... قيل لي إن هناك من ينفقون على هذا الديكور (المليون والمليونين) من الدولارات، وعلى أيدي مهندسين (خبراء) يُستقدمون من فرنسا وإيطاليا... وأتساءل حين أسمع هذا الذي يكاد لا يصدق... كم من ألوف الريالات أنفق صاحبُنا على مَنْ حوله من فقراءِ الحي... من جيرانِه الذين أحيل عائلهم إلى التقاعد والتزم بيتَه، وحوله الصبايا من بناته والمراهقين من أبنائه، وكل منهم يعتمد - بعد الله - عليه.
نسمي كل هذا تقدماً وتطوراً ورغداً ورفاهاً... ويساعدنا العطاء الذي أسبغه الله علينا على الاستغراق فيه... ولكن هل نعجز... مع كل هذا الذي نقدر عليه بما أغدق الله علينا أن نلتفت إلى الجانب الآخر... إلى من حولنا من غير القادرين؟؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.