شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظننتها مجلة متخصصة للفنون
في حفل التكريم الذي أقامه معالي أمين مدينة جدة المهندس محمد سعيد فارسي للفنان محمد عبده، بمناسبة صدور أمر عاهلنا العظيم، جلالة الملك فهد بن عبد العزيز بتقليده وفريقاً من زملائه - فنانين وصحفيين - وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية، ألقيت كلمة أعربت بها عن مشاعر الامتنان والفرحة التي عاشتها الجماهير الحاشدة التي حضرت هذا الحفل وإذا لم تخني الذاكرة فقد كان مما قلت: إن الفهد الحبيب، بهذا الوسام الذي أمر جلالته بأن يتقلّده الفنّانون والصحفيون، قد أعطى الفنّان حقّه في التكريم وسجّل في تاريخ مسيرة الفن في المملكة، إن نظرة المجتمع إلى الفن لن تكون تلك النظرة المستعلية التي تعيش الفن وتستمتع به، بل وتسافر إليه في مرابعه - كما كان يحدث في الليالي التي تغني فيه سيدة الغناء العربي أم كلثوم في القاهرة - ولكنها مع ذلك، تنكر على الفنان والفنّانة حقهّما في الاحترام والتكريم والتقدير.. وإذا كان الذي منح وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية الفنان محمد عبده وذلك الفريق من زملائه، وفي الطليعة منهم الأستاذ طارق عبد الحكيم، الذي يظل الموسيقار الرائد في تاريخ مسيرة الفن في المملكة، فإن الفن الذي كرّمه العاهل العظيم، ليس الغناء والموسيقى وحدهما، وإنما هو كل تلك الأنشطة وكل ذلك العطاء الإبداعي، الذي يشمل المسرح، والفنون التشكيلية، والتمثيل، والأعمال الإذاعية والتليفزيونية، والسينما، ومن هذا المنظور لنا أن نقول إن المليك، بهذه الالتفاتة السامية الكريمة، قد نفح الحركة الفنيّة كلّها شحنة من التكريم، لا بد أن تتدفّق نشاطاً وعطاء وإبداعاً، أعتقد أن ابن هذه الأرض، سوف يجد طريقه الممهدة، إلى صفوف الطليعة القادرة على أن تتألّق على أوسع نطاق عربي، بل وعالمي أيضاً.
ثم أذكر أني قلت، إن في حركة الفن والفنون، في المملكة جندياً مجهولاً، وإن كان من كبار المسؤولين في مؤسسات رعاية الشباب، هو الأستاذ محمد أحمد الشدّي، وهو ليس جندياً مجهولاً، لأنّه غير معروف، أو مختف عن الأضواء.. أبداً، وإنما لأنه ذلك الإداري المبدع، الذي تشعر أنه وراء كل ما استطاعت أن تحققه الحركة الفنية في المملكة من وجود لم يعد في الوسع تجاهله أو تجاوز أثره. وهذا إلى جانب الإصدارات، التي يوالي طرحها في الأسواق، وفي الساحة الفكرية بعامة.. ومنها هذه المطبوعة التي وزّعت على ضيوف حفلة تكريم الفنان محمد عبده.. وحين تناولتها وقرأت كلمة (الفنون) على غلافها ظننت أنها مجلة جديدة متخصصة في الفنون.. فوجدتني أقول: هذا هو الأستاذ الشدي يؤكّد أن لا حدود لطموحه، فإذا كان يصدر اليوم مجلة الفنون، بحيث تتخصص للعناية بجميع الفنون، اليوم فما الذي يمنع، أن يفاجئنا يوماً ما بمجلة متخصصة في كل فن مستقلٍّ عن سواه، للموسيقى مجلة.. وللمسرح مجلة، وللفن التشكيلي مجلة، وللسينما والتليفزيون مجلة.. وهو بهذا يتجاوز تخصص الإداري الذي يرأس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، فيبدع الكثير المتنوّع من إنجازاتها، إلى الشخصية التي تعيش الفنون أحلاماً ورؤى يعبر عنها بما يصدر من مجلات ومطبوعات و (ملفّات)، تلقي أشد الأضواء سطوعاً (مركّزاً) على هذه الفنون التي احتضنها صاحب السمو الملكي، أمير الشباب، الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، فأعطاها من شبابه، شباباً، ومن روحه المتوثّبة المؤمنة بطاقة أجيال الشباب تحت رعايته وقدرتها على أن ترفع الراية الخضراء عالية خفّاقة، ليس في ربوع الجزيرة العربية، والعالم العربي فقط، وإنما في ساحة ما يسمّى (العالم القديم).. هي قارة آسيا كلّها، بدولها وشعوبها ومحيطاتها، إلى الصين الشعبية، حيث الألف مليون وراء سورهم التاريخي العتيد.
أهنئ الشدي، بـ (الفنون) التي صدرت ملحقاً عن مجلة الجيل، وأسارع لمطالبته أن تتخلّص من صفة الملحق، وأن تصدر مستقلة، مع انتظارنا لأخواتها.. وقد عودنا الشدي أن لا نطيل الانتظار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :589  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.