شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أسلوب ذلك الرجل الطويل - عبد اللَّه مَنّاع
ويبدو لي، أن الكاتب الشاب، الأستاذ خالد محمد باطرفي، الذي أصدرت له شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر مجموعته القصصية الوجدانية - كما يقول الغلاف الأنيق - بعنوان (العام 24) حين اختار للصديق الدكتور عبد الله منّاع تعريفاً يسبق اسمه وهو: (الرجل الطويل.. عبد الله منّاع) كان مأخوذاً بشخصية الدكتور عبد الله منّاع من وجهين، أحدهما أنّه الذي وجد عنده من مشاعر الحب والحنان، ما جعله يضعه بعد (أمّه) في ترتيب الذين خطر له أن يهدي إليهم (العام 24).. أما الوجه الثاني فهو هذه القامة الطويلة التي يتميّز بها الدكتور منّاع.. ولا يكفي أن نقول إنّه يتميّز بها، إذ الحقيقة أنّه شخصياً سعيد بهذا الامتياز بها، لأسباب كثيرة منها، سهولة الاهتداء إلى موقعه في أي زحام.. جربّت ذلك أكثر من مرة، في مناسبات يشتد فيها الزحام، ويكون الدكتور قد انفلت من يدي.. فلا أكاد أدير بصري هنا و هناك حتى أراه، فأطمئن إلى أنه سيظل رفيقي في طريق العودة من المشوار.
والكلام في هذه الكلمة، ليس عن فخامة الدكتور منّاع فارعة الطول، وليس عن مجموعة الأستاذ خالد محمد باطرفي، وإنما عن أسلوب (ذلك الرجل الطويل - المنّاع).. وأعني أسلوب أدائه فيما يكتبه من مقالاته السياسية غالباً، والاجتماعية أحياناً.. لعلّي سبق أن قلت عنه منذ سنين، وكان لا يزال في بداية الطريق أنّه (وجه البقشة).. بالنسبة لرصفائه من الكتّاب الشبّان.. ولكني اليوم، أقرأ له، فأجد أنّه قد خرج من البقشة كلّها وانطلق متفرداً، في طريقه إلى تسنّم الذروة، التي لا أشك في أنه سيكون من القلائل الذين يبلغونها من جيله.
قرأت له كلمة في مجلة (فنون) التي يصدرها الأستاذ محمد الشدّي ملحقاً لمجلة الجيل، بعنوان (رحلة المجد والحرمان)، عن الفنّان الراحل عبد الحليم حافظ.. كان المنّاع في هذه الكلمة فنّاناً في التعبير عن مشاعره نحو هذا الفنان الكبير.. وكان رائعاً وهو يقول: (وطفح قلبي بتشاؤم، أعرفه ولا أدريه وأنا أستمع إليه وهو يردد المقطع الأخير من قصيدة قارئة الفنجان. وسترجع يوماً.. يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان.. وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد طيف دخان) الخ..
قد يقول قارئ.. في ماذا الإعجاب، ونصف الكلام للشاعر نزار القباني.. فأجدني أقول: بلى.. ولكن استشهاد المنّاع بالمقطع، في مجال ذكرى هذا الفنان، وقصة رحيله بعد هذه الأغنية، فيها الكثير من حريق الوجدان الذي عاناه الدكتور منّاع، حزناً على عبد الحليم الذي كان المنّاع (لا يعتقد أنه كان مريضاً، بل ((كنت أقرب إلى اليقين بأنّه يتمارض..).
أعلم أن في (البقشة) التي خرج منها المنّاع، وانطلق في طريقه إلى الذروة، كثيرين يستكثرون عليه هذا الذي أقوله عنه.. ولكن أخشى أن أقول إن عليهم أن يقرأوا مقالات المنّاع في اقرأ.. وفي هذه الكلمة عن (رحلة المجد والحرمان، ليروا أين هو اليوم.. وأين سوف يرونه في الغد القريب)..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :688  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.