شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حديث الأسبوع - 3 - (1)
آية الوفاء
إن الأسبوع الأخير لمؤتمر لجنة الثقافة مطبوعاً بطابع الحفلات التكريمية لحملة مشاعل العلم والتربية في الأقطار العربية. والذين قدموا إلى هذه البلاد ليدرسوا الثقافة والتربية في الأمم العربية. إن التوصيات الرشيدة والخطط السليمة لتوحيد الاتجاه الثقافي فيها وتنظيم مناهج التعليم في مختلف المراحل الدراسية ومعاهدها ولقد علمنا فيما علمنا أنهم توقفوا كثيراً في تحقيق الأهداف التي اجتمعوا من أجلها وستعلن نتائجها على الملأ العربي على هيئة الجامعة العربية. وقد كان روح الإصلاح والإخلاص يسود جميع مباحثهم ودراساتهم للمواضيع التي حددت في برنامج أعمالهم الخاص.
وإنه لمن دواعي الغبطة والابتهاج أن استطاع الأعضاء السعوديون المشتركون من رجال التربية والتعليم والأدب. وهم الحديثون بمثل هذه المؤتمرات والمجتمعات العلمية العالية - استطاعوا أن يساهموا بأوفى نصيب في مشاركة أولئك الفطاحل بآرائهم وأبحاثهم التي سادها الروح الإسلامية ومقومات التربية والثقافة العربية.
ولقد كان من أبرز الحفلات وأروعها حفلة الشباب الجامعيين لتكريم أستاذهم الدكتور طه حسين وزملائه أعضاء مؤتمر اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية. تلك الحفلة التي اتسمت بحسن التنظيم، وفخامة المظهر، ورصانة الكلمات التي ألقيت فيها. وما أسمى وأجمل آية الوفاء التي تجلت فيها بين الأستاذ وتلاميذه وما أبلغ وأبهى حديث الأستاذ البار المنطلق على سجيته يحدث فيه أبناءه الأوفياء بأمانيه وآماله الواسعة في جهودهم الطيبة من أجل العلم. ويدلي بتوجيهاته المثلى لهم في هذا السبيل.
وإنا لنعرف في هذا الشباب الطامح من الجد وعلو النفس وشعورهم بالمسؤولية الملقاة على كواهلهم نحو أمتهم وبلادهم - ما يجعلنا نثق في أنهم ماضون في أداء رسالتهم العلمية والثقافية.. وجادون في النهوض بمرافق وطنهم العزيز عليهم كل في حقله والمهمة التي تخصص لها.
النشاط المدرسي:
النشاط المدرسي لون من ألوان التربية الحديثة تصقل مواهب الطالب وتبرز خصائص نفسيته الصالحة المكنونة، وتصرف أفكاره عن الاتجاهات الشاذة التي كثيراً ما يستهدف لها المرء في طور مراهقته وتدفع بغرائزه على الدوام إلى التسامي والنشاط المدرسي - أدبياً ورياضياً وفنياً - مما يجب أن تعنى بها إدارات المدارس وأن تتعهدها بالنمو والاستمرار. ولقد نعمنا بمشاهدة مظهرين من مظاهر هذا النشاط في مدارسنا. كان أولهما في حفلة جماعة المسامرات الأدبية بمدرسة تحضير البعثات حيث استمعنا إلى موضوع علمي كتبه الطالب علي العائش عن القنبلة الذرية كنت عند سماعه يساورني الشك في أن يستطيع طالب ثانوي أن يعد مثله. وكانت نفسي تحدثني بأنه من وضع أستاذه وإنما كلف بإلقائه. ولكن سرعان ما زال - عني ذلك الشك واطمأنت نفسي وسرَّت بهذا النتاج الباهر - عندما انتهى ذلك الطالب من إلقاء موضوعه، وطلب أستاذه من السامعين توجيه أي سؤال في الموضوع إلى الطالب ليجيب عنه، فتقاطرت عليه أسئلة كان منها المحرج الذي لا يمكن للطالب أن يرد عليها دون أن يكون ملماً هاضماً لموضوعه كطالب ولقد أعجبنا وبهرنا حقاً حينما رأيناه يجيب عنها في طمأنينة وهدوء إجابات موفقة. فكانت مفاجأة دعتنا نحمد لإدارة المدرسة وأساتذتها جهودهم الطيبة في تنشئة طلابها على الأبحاث العلمية التي تهيئهم تهيئة صالحة للدراسة الجامعية. وتدريبهم على الدأب والصبر والاعتماد على النفس في الدرس والتحصيل.
ولاحظنا انحصار أكثر الحاضرين لاستماع الموضوع من طبقة أساتذة المدارس ومعلميها ولم نر من رجال المعارف وأولياء الطلبة المثقفين إلا نفراً قليلاً. ولعلّهم دعوا ولم يروا لمثل هذه النوادي المدرسية من الأهمية ما يدعوهم للحضور. وفي رأينا أنه لا بد من تشجيع أبنائنا هؤلاء الطلبة الذين سيكونون رجال المستقبل وعدته في الجهاد والعمل وأن نشيع فيهم بحضورنا - ما مكنتنا ظروفنا بذلك - روح الثقة بأنفسهم دون أن يدفعهم ذلك إلى الغرور ليصبحوا رجالاً مكتملي الرجولة يحملون المسؤوليات التي تلقى عليهم بشجاعة وثبات.
وأما المظهر الثاني فهو مظهر الحفلة الرياضية الكبرى التي أقامتها وزارة المعارف احتفاء بوفد اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية. حيث شاهدنا من أنواع الرياضة البدنية التي قام بها طلبة مختلف المدارس ما كان له في نفوسنا أكبر إعجاب وتقدير. وكم هو جميل ومبهج أن نرى الأطفال يؤدون الحركات الرياضية (في القصص الحركية) في نظام بديع واتساق وانسجام ونشاط. وإنا لنود من وزارة المعارف أن تهتم بهذه الروح الرياضية في طلاب المدارس اهتماماً بالغاً. فتنشئ لهم ملعباً يحوي جميع الأقسام والأدوات الرياضية التي يمارسونها. وتهيئ لهم الجو الذي ينمي فيهم تلك الروح ويقويها. لتصحّ أجسامهم وتزكو عقولهم وتطيب نفوسهم.
الجامعة العربية وموقف العراق!
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الأبل
عرفنا العراق وشعبه من قديم الزمان. معقلاً للعروبة مرهوب الجانب قوي السلطان. ولشد ما كان استغرابنا واستغراب كل عربي مخلص أبي من موقفه الأخير تجاه إخوته وبني عمومته من الأقطار العربية الأخرى ودولها. وإصراره على التفرد بموقفه عنهم في تنفيذ سياسته الإنفرادية. بإبرام الحلف العراقي التركي. غير عابئ بما في هذا الإصرار من تصديع الكيان العربي، وزلزلة بناء الجامعة العربية التي أصبح لها في الأزمنة الأخيرة مقام مرموق، وصوت مسموع في المحافل السياسية الدولية العامة. بفضل ما كان من اتحاد وتضامن أعضائه في مجال الدفاع عن حقوق العرب المسلوبة. ومناهضة طغيان الاستعمار الغربي الذي يتزيا بمختلف الأزياء الماكرة الخادعة.
وأنا لا نعجب من ضلع رئيس الحكومة العراقية الشديد في جانب الديمقراطية الغربية المزعومة. فنزعته هذه قد اشتهر بها منذ أن خاض غمار السياسة، ولكنا نعجب من ساسة العراق ورجاله الغير الذين عرفوا ببأسهم وكياستهم وعدم اندفاعهم مع التيارات التي تتعارض ومصالح العرب العامة ونعتقد اعتقاداً جازماً أن في بقاء البلاد العربية متكتلة تساند بعضها بعضاً. ما يدعو إلى سلامتها واطمئنانها أكثر من انحياز بعضها إلى أحلاف مع أمم أخرى تبتعد في طبيعتها ومقوماتها وسياستها وأهدافها وتاريخها عن الأمم العربية ولا نكون مشتطين إذا خصصنا بذلك تركيا التي حاربت حكوماتها في العصر الحاضر المبادئ الإسلامية والعربية وما زالت تميل إلى مؤازرة أعداء العرب والإسلام. وتعمل جاهدة على أن تلتحق بالغرب في كل اتجاهاته السياسية والثقافية والحربية. ولقد حز في نفوسنا أن رجع وفد رؤساء الوزارات العرب الذي قصد العراق في إخلاص وغيرة عربية قوية بالفشل في بحثهم مع رجال العراق المسؤولين إلى رأب الصدع ولم الشمل وكنا نود أن يثوب أولئك الرجال الذين أصروا على مخالفة بني عمومتهم إلى رشدهم فيعدلوا من هذا الحلف الذي هو في صالح الترك أكثر منه في صالح العراق. وإلا لماذا جهد رئيس وزارتهم إلى استمالة بقية الأقطار العربية ليكون أبناؤها وفوداً للحرب في جهات بلادهم وما زال في الأمل بقية في أن تأتي الأيام القريبة قبل توقيع ميثاق الحلف بما لا تهدم حاضر العراق ماضيه المجيد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :736  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج