شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفلة الشباب بمكة المكرمة (1)
كلمة الأستاذ عبد الوهاب آشي
((افتتح حفلة الشباب بمكة المكرمة))
((عبد الوهاب آشي بالكلمة الآتية))
سلام عليكم يا شباب العراق في الناهضين
سلام عليكم يا فتية الجزيرة في المجاهدين العاملين
سلام عليكم يا زهرة الحياة العربية في الطيبين المخلصين
سادتي إخواني:
إن المنطق ليعجز، وإن القلم ليخون صاحبه. إذا ما أرادا أن ينبيا عما تعتلج به القلوب في مواقف الإجلال والإكبار. أو يفصحا عن خلجات النفوس في مواضع السرور والابتهاج.
أجل!! إنه لإجلال وإكبار - يا شباب العراق - بتضحياتكم الغالية. فقد فارقتم الأهل والديار، واقتحمتم المفاوز والقفار. لا لمغنم مادي تقصدون اهتباله. ولا لغرض ذاتي ترومون احتياله. وإنما هو لغاية نبيلة سامية أهابت بنفوسكم إلى إجابة دعاء الله وتلبية نداء الواجب القومي المحتم. أجبتم داعي الله فأديتم فريضته الخامسة الاجتماعية. ولبيتم نداء الواجب القومي. فأتيتم إلى وطن العرب الأول تكتشفون مآثره وتستجلون روائعه. تمدون يد الولاء لرجاله وتصافحون على الإخاء والإخلاص أتباعه. وإنه لفضل سبقتمونا إليه، ووفاء وأيم الله إننا نغبطكم ونحسدكم عليه.
أجل!! إنه لسرور وابتهاج بحلم لم نكن نوقن برؤيته، وأمل كان منة مناط الثريا ما كنا نطمع في تحققه. فمن كان بنا يرقب بعد أن لعبت السياسة بقدراتنا، ومزقت أوطاننا. وانتهكت حرماتنا - أن يلتئم الشمل ثانياً في مثل هذا اليوم. في محيط واحد يحوطنا شعور واحد ويكتنفنا إحساس واحد والكل منا يسعى إلى غرض شريف واحد. ألا وهو إثبات الحياة العربية الحرة في هذا الوجود الذي تناكرت فيه الوجوه. وأضحت الحقيقة فيه مقنعة بحجب كثيفة من الأنانية والأطماع فلم يعد الحق بين شعوبه وأممه إلا للقوة. ولم يعد التقدير والاحترام إلا لمن تفنن في أساليب المكر والقهر والإرغام.
يا شباب العراق ويا رجالات العرب!
لن تقوم المظاهر مقام الحقائق. ولن يفي المقال بكل مقتضيات الأحوال وإنا إن أجهدنا نفوسنا لنعرب عما خامرنا من سرور وإعجاب. وعما نحمله لكم بين جوانحنا من التقدير والتكريم والترحاب. على ما تفضلتم به من تشريف هذا المحفل الوضيع في مظهره وأبهته. الكبير في حيثيته ومعنويته. فإنما نحاول أمراً عسراً. ولسنا بمستطيعين إبراز ذلك كله بحقيقته وحسبنا شفيعاً لديكم إن قصرنا في أداء الواجب معكم. اعترافنا بالعجز، وأتباعنا لقاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله. وإننا إن حييناكم اليوم فإنما نحيي مجداً تالداً منقضاً أقمتم بناءه ودعمتم صروحه. وإن كرمنا فإنما نكرم البطولة العربية والأخلاق العربية والحياة العربية متمثلة في أشخاصكم وأنه بقدر ما أحسسناه من غبطة وجذل بمقدمكم سيتولانا الأسف وتتملكنا الحسرات على فراقكم. وكم كان بودنا أن يطول مقامكم بين ظهرانينا حتى نستطيع أن نتشاكى إلى بعضنا ما فعلت بنا وبأوطاننا الأيام. ونتبادل الرأي الصريح الثابت في جهادنا لإشادة عز العرب. وحياطة بيضة الإسلام. فعلى اليمن والسعد حلولكم ومقامكم وإلى التوفيق والنجاح مغداكم ومسراكم.
وختاماً أضرع بحرارة إلى الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا حماة الدين والوطن بحق. وأن يحقق الوحدتين العربية والإسلامية على يدي عاهل العرب ملك المملكة العربية السعودية جلالة الملك عبد العزيز السعود. وملك المملكة العراقية جلالة غازي الأول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :802  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 143
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج