شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الغني آشى ))
ثم تحدث الأستاذ عبد الغني آشي فقال:
- إخواني.. ليست هذه كلمة بل ذكريات، وكما تفضل الأخ عبد المقصود قد تكون ذكريات تاريخية، ولكن قبل أن أسرد ذكرياتي عن تأسيس هذا النادي وكيف تأسس، شد انتباهي ما تفضل به معالي الأخ كوشك، الذي سبقني بالحديث، ومر مروراً عابراً على ضرورة الموقف الموحد الذي يجب اتخاذه من قبل كل من تظله سماء مكة.
- فأقول: إن هذا النادي هو عبارة عن منطلق لتوحيد الإِتجاه الرياضي وتحسين تنفيذه والإِبقاء على سمعة هذا النادي، الذي قام بمجهود كل إنسان في مكة المكرمة، منذ أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات 1358هـ، أو 1360هـ أو ما شابه ذلك.
- وإن الدعوة التي وجهها الأخ لا بد وأن تكون منطلقاً لأن يساهم كل محب لبلاده وكل محب لنشئه، وخصوصاً أهالي مكة أو شباب مكة. بأن يكون هذا النادي هو المنطلق للتفاني ومن باب حب الوطن أيضاً.
- أما عن ذكرياتي وكيف تأسس هذا النادي، لقد كـانت هناك فرق أندونوسية أو ماليزية ممن يقيمون في مكة لطلب العلم في المسجد الحرام، قبل أن يؤسس نادي الوحدة. ثم جاءت فترة توقفت بها جميع هذه النوادي عن مزاولة هذه اللعبة، وذلك بسبب الخوف من أن تكون كتجمعات تؤدي إلى بعض النتائج التي كانت تحرص الحكومة على عدم وجودها في تلك الفترة من الزمن.
- وبعد مضي مدة قام أحد الأشخاص وهو من أندنوسيا واسمه إسماعيل فيره، قام بتجميع الأندنوسيين مرةً أخرى المتواجدين في مكة وبدأوا يزاولون اللعب بالمسفلة في أرض الأخ عبد الله باخطمة، الذي كان يعمل في تلك الفترة كمدير عام للجوازات أو ما أشبه ذلك.
- وكنا نحن أبناء مكة نذهب إلى المسفلة للتفرج أو المشاركة، ومن هؤلاء الذين كانوا يحضرون إلى أرض الملعب.. على سبيل المثال لا الحصر: السيد سرور هرساني، وأيضاً الشيخ حمزة بصنوي الله يرحمه رحمة واسعة، وعبد العزيز حساني من جرول، وأحمد باز. هؤلاء من الرعيل الأول. كذلك السيد صالـح شطا، والسيد محمد شلبـي، والأخ عبد الخير قلعي، وبعض الأخوان من سوق الليل ومن القشاشية، أحمد قاروت، عمر قاروت. وبعد انتهاء اللعب نحن معشر شباب مكة الذين حضروا أو شاركوا الأندنوسيين، نتوجه إلى مقهى صغير يديره الشيخ علي بن قادي.
- وفي ليلة من الليالي أثناء إقامتنا في هذا المقهى بعد اللعب نسأل بعضنا بعضاً: لماذا لا نؤسس ملعباً؟ وتوجهنا إلى الشيخ باخطمة وطلبنا منه قطعة الأرض المجاورة لتلك الأرض التي يمارس الأندونوسيون فيها هوايتهم، فوافق بشرط أن يشارك معنا في اللعب، ووافقنا على ذلك. وقد شارك كل أهالي مكة ممن يهتمون بتلك اللعبة، وقد شاركوا معنا في نقل الحجارة التي كانت موجودة في ذلك الملعب. وكنا نخرج بعد صلاة الظهر مباشرةً لإِصلاح الملعب ونقل الحجارة، كما كنا نقوم بنقل خشبات البابين خوفاً عليها من السرقة، ونحملها معنا إلى القشاشية، ثم نحضرها في اليوم التالي. ثم أسسنا فريقاً واشتركنا في تسميته. وممن شاركوا في هذه التسمية هم من ذكرتهم في السابق، وأضيف عليهم شخص اسمه الأخ يوسف خضري، من الشبيكـة أو من حارة الباب. وسمي النادي نادي الوحدة، واختير الأخ أحمد جارو ليكون رئيساً لهذا النادي، والأعضاء هم: الأخ حمزة بصنوي، ويوسف خضري عضوين فقط لا غير في مجلس الإِدارة، يساعدان الأخ أحمد جارو.
- وكانت أول مباراة لعبناها خارج مكة، كانت مع نادي الاتحاد الذي كان يرأسه على ما أذكر شخص اسمه حمزة فتيحي. ثم انتشر اسم نادي الوحدة، وبدأ الشباب يقبل على اللعب لصالحه.
- أما السؤال عن تاريخ تأسيس نادي الوحدة، فالجواب على ما أذكر أن ذلك كان في أواخر الخمسينيات أو بداية الستينات، وسمي بنادي الوحدة لأن جميع اللاعبين والمؤسسين يمثلون كل أحياء مكة.
- فعبد العزيز حساني من جرول مثلاً، وكان الهرساني من الشامية وكان أحمد قاروت وأنا والإِخوان الآخرون من القشاشية، وكان بعضهم من الغزة، وآخرون من المعابدة. لذلك سمي بنادي الوحدة، أي وحدة مكة ككل في هذا النادي، ولم يكن اختيار اللون الأحمر والأبيض لغاية بعينها أو لهدف معين.
- كان اللاعبون يقومون بشراء الملابس بنقودهم، وكان على رئيس النادي بعد أن تـم انتخابه أن يصرف يومياً ما لا يقل عن خمسة ريالات قيمة سكر وشاي. أما المقهى الصغير الذي يملكه الشيخ علي، والذي سبقت الإِشارة إليه، فكان منتدانا بعد صلاة المغرب إلى أن يحين موعد صلاة العشاء، ثم نواصل السمر بعد العشاء إلى أن يبرد الجو. ثم نتحرك معاً ونوصل كل واحد إلى منزله، وبعضنا يكمل السهرة بالمركاز إلى أن نشعر بأن النوم قد أخذ يتسلل إلى عيوننا، فيتوجه كل واحد إلى بيته لينام.
- هذه خلاصة موجزة عن قصة تأسيس نادي الوحدة، وكيف كانت القلوب متآلفة، وكيف كـانت مكة تكاد تكون موحدة، وكيف كان الأهالي يعتبرون أنفسهم أسرة واحدة فإذا أخطأ إنسان على آخر بادر الأخرون بالتدخل كأسرة لهذا الشخص لإِصلاح ذات البين.
- لقد كانت حياة سعيدة نرجو أن يوفقنا الله لإِعادتها تحت مظلة هذا التآخي والوحدة التي نادى بها الإِخوان من ناحية دعم هذا النادي بكل الإِمكانات وبدون تحديد مبالغ معينة، حتى لا ينفر الناس خجلاً أو إحراجاً. ولكن أرى أن نقوم بإنشاء صندوق لهذا النادي، يتم التبرع له بمبالغ مجزية ممن أعطاهم الله المال الوفير. وأن يصرف على هذا النادي من استثماراته والفكرة التي تفضل بها الأخ عبد القادر كوشك فكرة جيدة.
- ولقد علمت بالنسبة لطبيعة عملي أن جمعية الهلال الأحمر التركية تعتبر أغنى جمعية هلال في العالم، فهي تساهم حتى هذا اليوم في ميزانية الدولة، وتأخذ الدولة قرضاً منها لإِصلاح ميزانيتها إذا ظهر أن هناك عجزاً.
- والسبب في ذلك أن المواطنين من الأتراك الذين ليست لديهم ذرية، أو لهم ذرية محدودة العدد فإنهم يوقفون بعض ممتلكاتهم على جمعية الهلال الأحمر. وهكذا أصبح الهلال الأحمر التركي من أغنى الجمعيات الوطنية في العالم ككل. ونحن نحمد الله على أنه لم يُبْتَلَ أحد منا بهذا الشيء.
- وبناءاً عليه فلو أخذنا بالفكرة التي تفضل بها الأخ عبد القادر لاستطعنا أن نوجد دخولاً ثابتة أخرى لهذا النادي، بحيث تتم مشاركة كل إنسان سواء كان مقتدراً أو غير مقتدر. وليعتبر تلك المشاركة مساهمة منه في إنجاح أعمال النادي وأنا مسرور جداً أن أسمع بأن رئيس النادي هو أحد الإِخوان ممن كان والدهم من الذين أسسوا هذا النادي، وله فضل كبير وهو الأخ حمزة بصنوي رحمه الله، وشكراً على استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج