شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العون منحناه ما منعناه.. الجحود ألفناه
وهذا العنوان لم يكن جديداً عليّ أن أكتبه فأكثر من مرة كتبت تحت هذا العنوان بصورة أخرى هكذا (بلدنا مأخوذ مجحود) فإذا بي اليوم وإذا ما كنت لا أخرج عن المراد ولا أمل الترداد جعلت العنوان هكذا (العون منحناه. ما منعناه. الجحود ألفناه) ولست معنياً بالحوار مع أحد وإنما هو الحوار مع تاريخ هذا البلد حرماً وسياجاً وإنساناً تليده مازال طريفاً وطريفه لم يكن إلا إعلاناً للتليد الذي يعرفه التاريخ حتى أن الجاحدين لم يكن جحودهم إلا إعلاناً هو الشكر بطريقة النكر.
كما أن هذا البلد حرماً وسياجاً وإنساناً غريبٌ أمره في العطاء، فمن فجر التاريخ أعطى وأعطى.. نشر الهدى أنقذ أرض العرب من الرومان والفرس وباسم القداسة له واحترام التقديس أنقذ أرض العرب من الصليبيين ومن التتار ومن العقوق فإذا هو بكل ما يعطي لا يمن بل هو يشكر الذين تقبلوا عطاءه. غريب ذلك فطبيعة الأمور تمنح الذين يمنحون أن يفخروا أو يمنوا بينما هذا البلد بكل ما أعطاه من تحرير الإنسان من ربقة الوثن ومن رق الإستعمار ومن فقر الثقافة فإنه يشكر الذين استقبلوا الفاتحين وأقبلوا على الإسلام واستقبلوا اللغة حتى أن نبغ منهم الأئمة وما أكثرهم وما أجلهم. إن هذا البلد مازال يشكر الذين استقبلوا عطاءه وإن لم يتح لبعضهم الشكر لهذا العطاء ولكن أليس من أعمق الشكر أن يكون الفارسي عربيًّا مسلماً والسوداني عربيًّا مسلماً؟ فثمرة العطاء ليست هي إعلان الشكر، وإنما في استثمار الأخذ لهذا كان الحرم وسياجه لا يمن وإنما يمتن ليشكر الذين أخذوا فإذا ما أخذوه أخذهم إليه واتخذهم رغم بعض الجحود أن يكونوا المتجهين إلى القبلة، فإذا القِبلة تطبع على جبينهم القُبلة، وهذا البلد مرة أخرى يعرف الذين في الأرضين وراء النهر قدرهم ولا يسأل عن أي تقدير لعطاء هذا البلد فالتقدير الذي يحمده هو ما أخذوه من القدرة على القبول والاستقبال. وإن هذا البلد حرماً وسياجاً وإنساناً يعرف الذين أسلموا بالدعوة واستسلموا للغة بطواعية الحضانة، يستقبلون العرب لم يدخلوا أرضهم بسيف وإنما دخلوها فإذا أرض السودان مثلاً كأرض مصر مثلاً كأرض المغرب مثلاً، ما كانت كلها إلا حاضنة، فإذا كلهم يستقبلون العربي يناشدهم رفع الحيف فإذا هم يناولونه السيف كأنه وقد جاءهم لاجئاً أصبحوا يلتجئون بأسلوب الحرب، وإنما بالأسلوب الأوفر التقريب أفليس من العجيب أن يكون العرق العربي في السودان وفي مالي والسنغال كماً كبيراً بجهينة والجعليين وبني رشيد وكثير من القرشين ومن قبائل الفلان (الفلاته) من ولد عقبة بن نافع، فالسيف في الشرق ما عرب ولكن حضانة الأفارقة عُرِّبْت، كل هذا أكتبه لا للإشادة وإنما للإفادة للذين يتناسون فهذا البلد أنشد باسمه بيت السموأل.
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيل
ـ المسجد الأقصى:
وسمعت من إذاعة صوت العرب شيخاً يتحدث عن الإسراء والمعراج قال (الكعبة هي المسجد الحرام) كأنه حصر المسجد في الكعبة وحدها مع أن الكعبة قلب المسجد وحولها ما احتوته الأعلام أعلام الحرم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً كل ذلك هو المسجد الحرام لا يصاد صيده، ولا يخلى خلاه ولا يقطع شجره، إن هذا الشيخ أخرج منى والمزدلفة من المسجد الحرام، وأخرج كل ما حددته الأعلام، والأقسى من ذلك أنه قال ((أن المسجد الأقصى بناه يعقوب عليه السلام)) ولعلّه نسي أن اسم يعقوب هو إسرائيل وبنوه بنو إسرائيل فإذا هو يثبت الحق لليهود بأن المسجد الأقصى بناه إسرائيل يعقوب عليه السلام، وفاته ما جاء في سورة يوسف من القرآن الكريم أن يعقوب عليه السلام والأسباط الأحد عشر حين قدموا إلى مصر واستقبلهم الكريم بن الكريم يوسف الصديق عليه السلام جاءوا من البدو يعني أن يعقوب عليه السلام وبنيه كانوا بدواً رحلاً أهل عير وأغنام لم يسكنوا في فلسطين مدينة أو قرية زمناً يبنون فيه بناء كانوا بدواً كما نص الآية وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ (يوسف: 100) وما كانوا إلا تسعة وثمانين شخصاً فهل هذا العدد يبني بيت المقدس وسلطان الكنعانيين هو القوة، إن المسجد الأقصى أورسالم بناه عربي اسمه سالم أو أنه بنى بيتاً للوثن سليم والصحيح أنه بناء عربي، بناه سالم أو سليم، وحتى أن سليمان الرسول النبي عليه السلام قد بنى الهيكل حول المسجد ولا أثر له في بناء المسجد، ولا أدري كيف جهل الشيخ الأزهري ذلك والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :858  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 866 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج