شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سياسة
اللًه رحمنا.. فغيّر نفوسنا!
في حكاية يرويها الذين يحبون أن يضحكوا من النكات.. أو الاحماضات.. تطرية في مجالسهم وسمرهم..
هذه الحكاية تقول.. إن جماعة من المسلمين العرب قد ركبوا سفينة شراعية فهبت زوبعة فخافوا الغرق فأخذ كل واحد منهم يصرخ هكذا.. يا سيدي فلان.. يا ستي فلانة.. وهكذا إلى آخر هذه النداءات.. وكان في السفينة شامي لم يصرخ ولم يدع بل جلس يسمع صراخهم واستغاثتهم بغير الله فرفع أخونا الشامي يديه إلى السماء يخاطب الله سبحانه وتعالى فيقول.. يا الله ما تغرق نسيوك!
هذه الحكاية تكاد تنطبق على حالنا نحن العرب والمسلمين.. في أكثر من موقف لجأنا إلى غير الله.. حبسنا إيماننا فلم ندعه ينتصر فينا.. وسرنا مسيرة الهوج. كان ذلك فيما مضى قبل العاشر من رمضان حتى كدت أخشى الوعيد في قوله إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ.
أما اليوم العاشر فقد ألهمنا الله أن نكون له فكان معنا كأنه سبحانه وتعالى قد منَّ علينا فغيرنا تغييراً نطرد كل شيء غير الله فلا نلجأ إلا إليه.. كأنما هذه الآية منصبة علينا قبل العاشر من رمضان وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ (التوبة: 118) لكنه سبحانه ألجأنا إليه.. لا تتنكروا لكلمة مؤمنة بل تنكروا لكل كلمة مثبطة كافرة..
فالمعجزة النعمة لم تكن في العبور فحسب، وإنما كانت في هذا الاعتبار.. نتوحد في كل أقطارنا، كل شعوبنا أصبحت وحدة.. كل القادة - ملوكاً ورؤساء - انتظموا في سلك الوحدة الواحدة يخوضون المعركة الواحدة.. دول المواجهة ومن أعانهم من دولنا.. خاضت معركة السلام فانتصر السلاح.. ودول أخرى خاضت معركة لم يكن من مرادها الإهانة لأحد، وإنما كل مرادها رد الاستهانة بنا.. نأخذ حقنا.. ننقذ الأرض العرض - فإذا ما سلبت أرض من سكانها فإن ذلك سلب لعرض ساكنها.
غيّرنا الله فوحد قلوبنا نسير في المعركة بأسلحة متعددة كأنها السلاح الواحد.. فقذف الله الرعب في قلوب الطغاة.. وقذف الله التردد في أعوان الطغاة، وقذف الله الاعتدال في بيانات الذين كانوا بالأمس أنصار الطغاة.. فأصبحت إسرائيل في عزلة مقطعة اتصالاتها بكل الدول. ولعلّ هذا من معنى هذه الآية نزلت في وصف اليهود وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً - الآية.
تقطعت بهم الأسباب فإذا هم يعيشون كما تعودنا منهم الخلاف في داخلهم.. حتى إيبان تنصل من الخطوط الآمنة.. وقذفها تهمة يتهم بها دايان مع أنها كانت من مفاخر إسرائيل، ومن الحتم في تعاملها مع قرارات هيئة الأمم.. حتى ضباطهم قد تخالفوا وتنابذوا وتنافروا.. كأني أتصورهم اليوم قد عادوا إلى ما بعد عهد سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ينشقون على بعضهم فيكون في هذا دمارهم كما كان بعد سليمان.
الله غيرنا حين كان الإيمان به سبحانه ملء قلوبنا.. وكلماته شعارنا حتى القتلى الشهداء لم تكن الحزانى عليهم.. ولم تكن الخزايا بهم، وإنما كما صاروا أصحاب المزايا فالحمد لله. حمد العائدين إلى الحق.. المنتصرين للحق وبالحق، ذلك فضل الله أنعم به علينا سبحانه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :888  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 817 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج