شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكريات عن الحج
طلبت وزارة الحج والأوقاف ((وكالة الوزارة لشؤون الحج)) من المؤلف موافاتها ببعض المعلومات والذكريات عن الحج خلال الفترة التي عمل بها وأسهم فيها في أعمال الحج منذ أن تكون للحج إدارة رسمية ترعى شؤونه، وشرحت الوزارة في خطابها الخاص للمؤلف اعتزامها إعداد أرشيف كامل كمنطلق للنشر في مجلة التضامن الإسلامي، وما تصدره الوزارة من كتل وثائقية عن أعمال الحج.
وفيما يلي نص التقرير الذي أعده المؤلف بعنوان ((ذكريات عن الحج)):
منذ اللحظة الأولى التي أتم الله بها النعمة على هذا الكيان الكبير، المملكة العربية السعودية، وامتد نطاق الأمن لم تعد المشكلة في العناية بالحجيج هي كيف يرحل، كيف يتم الضمان لأمنه - فألغيت الأخاوات (أي الضرائب التي تعطى للخوي) والإتاوات التي فرضتها الحكومات.
فمثلاً يحجز الحجيج حتى المحمل المصري ومعه قوة من الجيش عند خشم المساجيد ليسلم ما فرضه الأمير محمد علي لقبيلة الأحامدة - يؤكد ذلك صورة من خطاب سعد بن خيري - شيخ الأحامدة - تجدون منشوراً في كتاب ((مرآة الحرمين)) تعريف إبراهيم باشا رفعت هذا نصه:
أذكره بمعناه:
((من سعد بن خيري إلى إبراهيم باشا رفعت - قد سمحنا لكم بالمرور))، لأنهم أعطوا ما هو مقرر لهم.
ثانياً: وقد صعب الأمر على المحمل فترك النزول إلى ميناء ينبع لأنه يضطر بذلك للوصول إلى المدينة - إلى التوقف في المساجيد - لأنه رغم أن الحسين بن علي محمد ولد محمد بن عون الذي عينه محمد على حسين عزل غالب، فلأسرته علاقة بمصر حتى إن أملاكهم لم تكن في الأناضول، وإنما كانت في مصر، وحين يضيق على أحدهم الوضع في الحجاز يلجأ إلى مصر - رغم ذلك فقد تعكرت العلاقات بين الحسين ومصر، ولعلّ ذلك بعد حج عباس الخديوي عام 1928.
ومن ناحية عدم رضى الدولة العثمانية عن اتصاله بالحسين - يضاف إليه عدم رضا الإنجليز عن هذا الاتصال - فالموقف في المسيجيد الضاغط على المحمل لعلّه بتشجيع من الحسين فاضطرت مصر إلى العدول عن ميناء ينبع - إلى ميناء الوجه واتفقت مع سليمان باشا بن رفادة لحماية المحمل - مقابل عطايا - فيخرج المحمل من الوجه - أي من اليلوية إلى الجهنية لا يمر بالحربية - يصل إلى المدينة - عن طريق بسواط، والذين هم من حرب كولد محمد لم يكن لهم غرض بالتعرض للحجيج - فلم يتم إغراء لهم بإتاوات ولم تفرض لهم عطايا - فأصبح المحمل يصل بحماية ابن رفادة لا تعارضه جهينة لأن جهينة ولي قبيلة واحدة هي قضاعة، تحمي كل منهما الأخرى.
ثالثاً: وحتى الحاج العراقي والإيراني الذي يصل عن طريق نجد، لا تتعرض له قبائل نجد بأي سوء حتى إذا وصل إلى حائل كان في حماية النواحل - بطن من الأحامدة أصبحوا من حرب نجد فيصل به خلف بني ناحل أو أخوه صلف بن ناحل إلى المدينة - فلا يدخلها حتى يسلم الإخاوات والإتاوات إلى من يحضر لاستلامها من الأحامدة، وأنا أعرف أن أحمدياً منسوباً إلى الصمدة بلقب الصميدي يتسلم الإتاوات فيدخل الحج إلى المدينة لم يذهب في إتيان هذه الإتاوات إلى مكة.
رابعاً: وظهرت عقابيل في سبيل هذا الحاج العراقي الإيراني وكان الأمير علي بن الحسين أمير المدينة حينذاك قبل أن يصبح ملكاً قد عز عليه هذا الأمر وليس عنده من المال ما يرضي الأحامدة، وحضر لديه أحد أشياخهم من عائلة ابن خيري واسمه فيصل - فأفهمه الأمير علي - ولعلّه شدد عليه، فقام هذا الأحمدي ليقول للأمير علي (اسمع يا صفيران يا طويل الآذان - دونها خشم المساجيد) أي إنه شتم الأمير شتيمة مقزعة يصفه باللون المصفر، وبطول الأذن يعني بهذا اللفظ المقزع الطافح بسوء الأدب، وطول الأذن وصف للحمار، وخشم المساجيد المضيق تمر منه قوافل الحجيج.
إن هذا كله من سيئات الأمير محمد علي حسين، أعطى الأحامدة هذا الامتياز لأنهم كانوا أنصاره في حملته على الإمام سعود، فحرب المراوحة بقيادة بن مضيان مع الإمام سعود، وحرب الميمون مع محمد علي، وكلاهما - المراوحة والميمون - قسمان يضع كل قسم أفخاذاً عدة يجتمعان تحت اسم (بني سالم)، كما أن قبيلة حرب كلها تنقسم إلى قسمين هما:
بنو سالم، ومروح - منتشرون كلهم في الحجاز وفي القصيم. وما زالت حرب نجد من أنصار آل مسعود من عهد بن مضيان إلى عهد بن تحيل وعبد المحسن القرى والزوربي ومن إليهم.
خامساً: من هذه المقدمة يتضح الموقف فيما قبل عهد الملك عبد العزيز (يرحمه الله) فلا أمن ولا تنظيم حتى إن كثيراً من الفقهاء قد أجازوا الإتاوات فاعتبروها خفارة (أي حراسة) حرصاً على مواصلة الحج، ولكن المغاربة والمصريين بدون محمل لم ينقطعوا عن الحج لأن حرب تحترمهم لا تأخذ منهم إتاوات باعتبارهم من عزوتهم (شيابة)، فعزوة حرب وعتيبة حلفهم تحت هذه القروة شيابة، وشيابة هي أم قيس عيلان بن إلياس بن مضر. كما أن خندف (هي أم مدركة لابن قريش وتميم) أيضاً هي امرأة إلياس بن مضر.
سادساً: ولتنظيم الحج أسست الحكومات السعودية لجنة الحج العليا، ولعلّ من رؤسائها عبد الله المشيبي وأسست لجنة التمييز لقضايا المطوفين، وكان يرأسها آخر الأمر الشيخ محمد لبني، وفصلت وقسمت المطوفين إلى ثلاث طوائف.
أ - المطوفون: وكان آخر رؤسائها د. حامد هرساني خلفاً لأبيه محمد هرساني.
ب - مطوفو الهند: (فيما بعد الباكستان والهند) يرأسها الشيخ عبد الرحمن مضهمة.
ج - طائفة مشايخ الجاوة: يرأسها الشيخ حامد عبد المنان ثم ابنه صدقة عبد المنان، واسم الجاوة يشمل إندونيسيا كلها، والفلبين والهند الصينية ومالزيا وسنغافورة كلهم جاوة، وحتى مسلمي اليابان وهم يتبعون المطوفين - قد ضمت إلى مشايخ الجاوة وكانت مصدر نزاع بين الطائفتين، وقد جاء ضمها لأن الشيخ محمد علي بتاوي عميد بيت البتاوي قد منح تقرير مسلمي اليابان.
سابعاً: وقبل إلغاء الخراجة والبوامة كانت بطون أم الحرب جمالة - ومقومين ومخرجين.
الجمال يحمل الحجيج.
والمقوم يقدر الحمولة.
والمخرج يسعى لإخراجها وحميليتها - فالجمالة من الحوازم والرحلة وصلح والحجلة والسرداده وبعض عوف من مسروج كانوا حماة للحجيج - يكفيهم رزقهم من عملهم فلا إتاوة لهم ولا ضرائب، وأكثر المخرجين من الحوازم ولم نشهد عليهم أي إساءة للحج - ثم ألغيت الخراجة والبوامة وتوليت أنا أمر هذا الإلغاء وصرف التعويضات لهم بينما كنت مديراً عاماً مساعداً للحج - لأن السيارات قد أصبحت هي الوسيلة فذهب الجمل والجمال والمقوم والمخرج.
ثامناً: واضطرت الحكومة السعودية أن تعطي تصاريح لسفر الحجاج إلى المدينة باسم الكواشين - كان يرأس هذا القسم بوزارة المالية بأجياد الشيخ عبد الله سجيني يعطي التصريح مقابل رسم يُدفع.
تاسعاً: في عام 1346هـ كثر الحجيج الجاوي فقد رأيت بياناً في مكتب رئيس مشايخ الجاوة الشيخ حامد عبد المنان يحتوي على رقم 104 ألف جنيه ذهباً (مائة ألف وأربعة) سلمها لوزير المالية الشيخ عبد الله السليمان ففرح بها وبشر بها الملك عبد العزيز يرحمه الله.
ومن الطرائف كما حدثني الشيخ صدقة عبد المنان وقد كان مساعداً لأبيه، وكنت رئيساً لمكتب مشايخ الجاوة حين وصلت من المدينة لمكة - قال لي:
((لقد تقاضيت من شركة السهاله 12،000 جنيه (اثني عشر ألف جنيه ذهباً) حيث ساعدتها في ركوب اثني عشر ألف حاج جاوي - تقاضيت عمولة جنيه عن كل حاج)).
عاشراً: وقد كان الجزاء صارماً على التلاعب بالكواشيم حتى إن أحد مشايخ جاوة عبد الله أزهري قد أمسك الشنقيشي في جرول بكوشان مزوّر غرموه من أجله أربعين جنيهاً ذهباً، وبعد أكثر من اثني عشر عاماً صدر أمر للنيابة في مكة بإرجاعها إليه بقرار من مجلس الشورى وألزم مدير الأمن العام مهدي بك الشيخ حامد بتسليم المبلغ فاتصل ابنه صدقة - الشيخ حمد السليمان وكيل وزير المالية حينذاك فتلفن حالاً إلى خليل عبد الجبار مدير الخزينة بمكة بأن يسلم لمديرها العام الأربعين جنيهاً لأن وزارة المالية هي التي قرضتها وهي التي سلمتها وهي التي تسلمها.
حادي عشر: وفي عام 1358، وفي يوم 6/6/1358هـ وصلت إلى مكة من المدينة بالاتفاق مع الأخ صدقة عبد المجيد ليعمل مدير المكتب رئيس مشايخ الجاوة وكان واسطة الاتفاق الصديق لي ولوالدي الشيخ حسن موسى - عملت مديراً لهذا المكتب وفي رجب من هذا العام اشتعلت الحرب العالمية الثانية فلم تصل من جاوة إلا باخرة واحدة وانقطع الحج الجاوي بعد ذلك طيلة الحرب، ولكن جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله قد أعان مشايخ الجاوة بقرض لم يؤدوه كان العطاء وقدره 35،000 ريال ((خمسة وثلاثون ألف ريال)) وزعت عليهم حسب قرار رئيس مشايخ الجاوة وهيئة الأمناء.
وقد كان نائباً لرئيس مشايخ الجاهة باختيار الرئيس الشيخ عبد الشكور وكان رجلاً خيراً يعد من الأخيار من أهل مكة.
ثاني عشر: وفي هذه الباخرة الوحيدة حدثت حادثة طريفة وعميقة فقد سأل أربعة من الحجاج عن الشيخ المطوف باسم (أحمد مقلان) وهو ليس شيخاً، منح الطوافة وإنما هو ابن الشيخة ميمونة مجلان أخت الشيخ محمد مجلان - سأل هؤلاء الحجاج عن اسم الابن، وفي الوقت والنظام السؤال عن ابن المطوف يعطى السائل للمطوف لكن نقيب مشايخ الجاوة الشيخ محمد نور جوختدار قد اتصل لأمر أو لآخر برئيس مشايخ الجاوة، وكانت المصادفة أن هيئة الأمناء كانت مجتمعة وكنت أقوم بالسكرتارية حين اتصل النقيب بالشيخ قال الحجاج الأربعة لميمون مقلان فالسؤال عن الابن لأمه، وعن الصبي لعمه - فأبلغه الشيخ حامد بهذا الأمر وقال أرسلهم إلينا فلما وصلوا جعلهم تحت رقابة الكاتب الثاني في مكتب مشايخ الجاوة عبد الله سمباوه فاشتكى محمد مقلان وكانت قضية - فأصدر مجلس الشورى قراراً بأنه لا يخالف النظام فسؤال الابن لأمه ولكن الحجاج الجاويين لا يفرقون بين اسم أحمد ومحمد فحين نطقوا بالاسم وأبرز باسم أحمد - قد أبرزوا البطاقة باسم محمد فقدم تعريفهم وأبرز البطاقة يعطي الحجاج لمحمد مقلان.
جاء هذا القرار فجزع الشيخ حامد وقال سأذهب الآن إلى السيد علي كتبي وعبد الحميد الخطيب وهما عضوان في مجلس الشورى ليكتبا الرد فقلت له.
ما هما موقعان على هذا القرار - وبدون أن تخسر جعلا محاضر لهذه الخدمة أنا مدين للشيخ عبد الله بن عمر في المدينة بقيمة مشلح قدرها أربعة جنيهات سلمت الأربعة جنيهات وأنا أضع الرد. وضحك الشيخ وقال أنت تقدر؟
ها هي الأربعة جنيهات حتى أشوف - اجمع يا صدقة هيئة الأمناء - هيا يا أستاذ حضر الرد.
وأخذت أكتب الرد، خلاصته أن هذا القرار من مجلس الشورى قد عرض 60 مليون مسلم إلى الخروج عن نص الشهادتين، فهم أغنى الجاويين كلهم قد دخلوا الإسلام باسم محمد - أشهد أن ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله - يؤذّنون باسم محمد - يقيمون الصلاة باسم محمد - يصلون على النبي محمد - فلا يقبل الدخول في الإسلام لا إله إلا الله وأن أحمد رسول الله لم يقبل إسلامه، وهم يدعون المحمديين مقابل المسيحيين فلو عدلوا عن اسم أحمد إلى اسم محمد لكانت الحجة لمجلس الشورى، ولكنهم عدلوا عن الاسم المعروف لديهم - محمد إلى اسم أحمد ولا غيره بالبطاقة قبل النطق أو بعده ورفع القرار إلى النيابة وأحيل لمجلس الشورى فإذا مجلس الشورى يعدل عن قراره لأن الحجة كانت قوية، ويطلب أن يحل الأمر صلحاً بقسم الحجاج الأربعة بين الأخت وأخيها - كان موقفاً طريفاً وسعته عقول الرجال - فلم تأخذ مجلس الشورى أي غضبة علي وهم يعرفون أني كاتب - كانوا رجالاً ولم يكونوا أطفالاً.
ثالث عشر: وجاء سؤال من النيابة بناء على شكوى أبناء الشيخ سعيد شطا يحتجون على تصرف الشيخ حامد - يشجع إرسال الحجاج للتسمية عند اروس البار يرحمه الله، فقد كان ابنه صهر الشيخ حامد بينما التسمية تقرير باسم الشيخ سعيد شطا.
فقد تعوّد الحجاج الجاويون أن يسميهم شيخ مرضي لديهم باسم غير اسمهم الأول ويدفعون لذلك أجراً، ولهذا تجد أسماء كثيرة من أسماء أئمة الشافعية كالغزالي وابن حجر وغيرهما يسمى بها الحاج الجاوي.
جاء سؤال النيابة فتلكأ الشيخ حامد وذهب للشيخ عيد اروس يستشيره ليكتب الرد بصورة تعارض التقرير - فلما جاء بما كتب قلت له أنت أكبر من ذلك وللمحافظة على قيمتك إما أن يعطي جواباً بواقع ما نص عليه التقرير كما هو مدوّن بالسجلات، أو أرجوك أن تقبل استقالتي فراجع ما اعتزم عليه وأرسلنا الإجابة بما قرره الواقع.
رابع عشر: ولقد عرض لنا حرج وكنا في الصيف بالطائف، وذلك أن أحمد صالح دمنهوري كان مديناً لأحد الذين يتعاطون التعامل بدين مشايخ الجاوة. وقعت المعاملة وقد أصبحت كأنها إكبارة كبيرة بمذكرة أشرح فيها الوضع، ومضت مدة وإذا سؤال من النيابة، وكان القائم برئاسة الديوان الشيخ محمود أديار في غياب الشيخ إبراهيم السليمان يسأل عن المعاملة - لماذا تأخر الجواب؟
وكان الرد هو أنها رفعت إلى المقام السامي برقم وتاريخ وجاء خطاب يحمل التوبيخ هكذا - لم تصل المعاملة يظهر أن قيودكم غير مضبوطة فحالاً أرسلوها وإلا نزلنا من الطائف أنا وصدقة عبد المنان. وفي بيت الشيخ عباس خياط أخذنا سجلات القيد، أنا أملي وعبد الله سمباوة يكتب بخط جميل كل مذكرات المعاملة من أولها لآخرها - فقد كان الشيخ حامد وكأنه قد ألهم بما سيجري - قد حكم الأمر على عبد الله سمباوة ألا يقيد في دفتر الواردة خلاصة المذكرة بل ينقلها حرفياً، ولم يحن العصر إلا وقد كانت المعاملة وفي أكثر من خمسين ورقة جاهزة نصاً كاملاً - فرفعناها إلى المقام السامي نؤكد أن المعاملة رفعت لكم برقم وتاريخ… ولكن احتراماً للأمر وأيضاً لقيدنا المضبوط نبعث لكم المعاملة كاملة، وهذا لو وجدتم المعاملة وأمرتم بمقارنتها أي مقارنة الأصل مع هذه الصورة، وذهبت المعاملة وقضت الدين وانتهى الحرج بانتصار الدقة التي حرص على أن تكون الشيخ حامد يرحمه الله.
خامس عشر: واعتزلت العمل من مشايخ الجاوة لأنه لم يعد في طاقة الشيخ حامد أن يعطيني راتباً 4/1 خفض من خمسة جنيهات لجنيه لضيق ذات اليد لديه، وهذا من عجائب الأمور، فقد كان الرجل متهماً بالثراء ولكني علمت بعد خروجي من عنده وبتصديق الشيخ محمد سرور الصبان أن الشيخ كان في قلة من المال - فأين ذهب؟ تلك قصة طويلة كان لها موقف الشرف فيها ولم يكن موقف الخذلان سلم ما عنده عوناً لأمر هام ثم لم يعد إليه لأنه لم يطالب به، ولأن الذي أخذه نسي أن يرده إليه وإلا فالآخذ والمعطي كلاهما أقرب من الآخر.
سادس عشر: وبعد العمل في وزارة المالية وفي الخرج تشكلت مديرية للحج بأسلوب جديد - شكلت تحت إشراف الشيخ محمد سرور الصبان عيّن الشيخ صالح قزاز مديراً عاماً لها - وعينت سكرتيراً لها ثم مديراً مساعداً وعين عابد قزاز مديراً للمحاسبة.
سابع عشر: وكيف تشكلت إدارة الحج على هذا الأسلوب؟ لم يعد العمل بالكواشين مريحاً وصدرت عدة رجاءات وملاحظات بتعديل هذا الوضع ولحق المؤتمر الاقتصادي في القاهرة - برئاسة إسماعيل صدقي باشا وكان مندوب السعودية الشيخ محمد سرور الصبان وكان عبد الرحمن عزالي باشا وسيطاً يسدد ويعاون فتقرر تشكيل إدارة عامة للحج واستبدلت الكواشين بالبطاقات قيمة كل بطاقة 35 جنيهاً كرسوم وعوائد بما فيها رسم الكارنيه.
يأتي الحجاج وقد دفعوا القيمة فيراجع الوكيل ببيان الأسماء يعطي لكل اسم بطاقة، واقتضى ذلك أنه انتقل إلى العمل بجدة لمباشرة هذه العملية وكان معي مكتب عابد قزاز برئاستي وكنا نصرف البطاقات للوكلاء يحملها الحاج بدون معارضة من أي باب، فألغيت الكواشين ومركزها بالطريق وفي المدينة ومكة.
ثامن عشر: وبعد اجتماع سنوي وقد حسنت العلاقات مع مصر كثر الحجيج المصري فأمرنا أن نقابلهم بالترحاب وحدثت مفارقات وتراضٍ:
أ - تلفن إلينا الشيخ محمد سرور:
((اصعد اِنتَ وعبد السلام غالي لمقابلة البعثة الطبية)).
صعدنا إلى الباخرة فقابلناهم بالترحيب وكان يرأسها الدكتور عباس عمار، وهيأنا لهم كل وسائل الراحة وحين وصلت إلى المكتب بعد ذلك وجدت الأخ عابد قزاز يرحمه الله واضعاً رأسه على المكتب يبكي فسألته فقال:
((الآن تكلم معي الشيخ يوسف ياسين وسبّني)) وقال لماذا لم تقابلوا البعثة الطبية - هذا إهمال في الأوامر)) وأخذت التلفون أطلب الشيخ يوسف ياسين. كنت أعرفه وكان لا يعرفني فإذا الأخ فريد بصراوي سفيرنا في بون الآن، وكان سكرتيراً للشيخ يوسف رحمة الله عليه، فقلت له - لقد قابلنا البعثة الطبية أنا وعبد السلام غالي وقمنا بإكرامهم، وكاذب كل الكذب من بلغ الشيخ يوسف أنَّا لم نقابلهم - أرجو إبلاغه ذلك فقال: خليك على التلفون، وبلغ الشيخ يوسف، وبعد مدة وجيزة اتصل بي الأخ فريد وقال إيه الشيخ يوسف يبلغك الشكر ويأسف لأن البلاغ الكاذب كان من القائم بأعمال السفارة المصرية الأستاذ/أحمد جبر - فقلت له فضلاً ليسمع الأخ عابد ذلك منك وأعطيت التلفون للأخ/ عابد فسمع الكلام بنفسه.
ب - وفي المساء نزل الشيخ محمد سرور من الحوية وقد كان في معية الشيخ عبد الله السليمان - في خدمة المرحوم جلالة الملك عبد العزيز هنا وإذا الأستاذ أحمد جبر يأتي معتذراً للشيخ محمد سرور يقول ((سواها فينا الصديق زيدان)).
ج - وفي يوم 8/12/1365هـ وبعد العصر كان لدينا في جدة ثلاثة عشر ألف حاج بدون سيارات تصل بهم إلى مكة - فتلفت لي الشيخ محمد سرور من مكة - كم عدد الحجاج لديكم؟
قلت ثلاثة عشر ألف حاج - مصريون وسوريون ومغاربة وغيرهم - فقال الآن تفضل الأمير منصور بن عبد العزيز فأرسل لكم خمسين سيارة (اف دبليو) تحمل الحجاج قلت إذن لا بطاقات - ينصرف المراقب من باب جدة يطلع الشيخ محمد هرساني كسله - حساب الشركة يتم على أساس بيانات مدير الجوازات صالح نور فقال افعل ما تراه على مسئوليتي.
فبلغني منتظر طرابزوني أن يترك المراقبة في ذلك الوقت وأن يطلع الهرساني إلى مكة والبطاقات تعطى بعد الحج حتى يمكن زيارة المدينة، وجاءت السيارات حجزتها في الجراج وطلبت من الوكلاء أن يأتوا بالحجاج خفافاً تحملهم السيارات، ولم يأت منتصف الليل إلا والحجاج كلهم في مكة وفي عرفات.
د - في هذا الوقت العصيب اتصل بي الشيخ يوسف ياسين تلفونياً وقال يا زيدان عندك حجاج سوريون ركبهم أول، فقلت لو غيرك قالها يا بو عبيده - لا يمكن عمل ذلك لئلا تحدث فوضى بين الحجاج - قال ملاحظة جيدة أحسنت - قلت اطمئن فقد وفر لنا سمو الأمير منصور بن عبد العزيز سيارات.
هـ - وأخذت بعد العصر ولم يكن على رأسي غطاء في سيارة صغيرة التقط بعض العابرات القادمة من المدينة، وذهبت لمكتب عبد الله بقش نقيب الوكلاء فوجدت عندهم رجلاً ورفاقاً سلمت فقلت حيث عرفت الرجل من الصور التي نشرت له: عبد الحميد شومان؟ قال نعم.
أريد سيارة - قلت الآن سأذهب إلى باب شريف أفتش لك عن سيارة، ومن حسن الحظ لم أكد أصل للباب حتى وجدت سيارة بوكس وكان معي جندي بعثه إلي الشيخ خليل مدير شرطة جدة - فأخذت البوكس - وسلمته لعبد الحميد شومان وبعد العشاء - ونحن بالمكتب نراقب الترحيل، وقد ساعدنا في ذلك الشيخ عبد الله بحيري يرحمه الله - يوافينا بأخبار الترحيل، وإذا الشيخ محمد سرور يتصل تلفونياً - يسأل - ماذا صنعتم لعبد الحميد شومان - قلت سافر إلى مكة بسيارة بوكس - قال شكراً شكراً.
لقد تكلم عبد الحميد شومان مع الأخ يوسف زيفل فلم يتصل بكم - اتصل بمعاون قائمقام جدة الشيخ عبد الله علي طه والشيخ علي طه لم يتصل بي.
اتصل به الشيخ عبد الله السليمان، وعبد الله السليمان أرسل لكم أتوبيس - قلت كم يحمل الأتوبيس؟
هل يحمل ثلاثة عشر ألف حاج؟
بلغ معاليه أن الحجاج قد رحل أكثرهم، وأن عبد الحميد شومان هو الآن في مكة، وأقسم لك أن هذا الأتوبيس سيصير معي في الضحى من يوم الوقفة خالياً لا يحمل أي حاج من جدة لأنه لا حاج فيها - فإذا وجدنا أحد المشاة من الأهالي، حملناه فيه - فضحك الشيخ محمد وقال سامحكم الله.
تاسع عشر: وصدر إلينا أمر عن طريق وزارة الخارجية بأن نستقبل الأمير إسماعيل داوود ابن عم الملك فاروق، وكنا نصعد إلى بواخر الحجاج نلاحظ إنزالهم في الأفوات فلم يكن ميناء جدة أسس بعد - الباخرة تقف بعيداً والحجاج ينزلون في الأفوات، وكنا في أي باخرة نسأل عن الأمير إسماعيل داود سكرتير السفارة المصرية الأستاذ إبراهيم السبكي يقول تعال. هناك النبيل سليمان داود أخو إسماعيل ولكن أنت في مقامه - أرجوك أن تتأخر دقائق انزل إلى الميناء لتهيئة وسائل الترحيب له.
قال إن شاء الرحمن - وكأنها لازمة يرددها دائماً - فكم من مرة يجيب بها.
ونزلت مسرعاً باللنش فوجدت الشيخ صائم الدهر ومحمد هرساني وبالمصادفة مدير شرطة جدة خليل هجان، وطلبت من خليل هجان أن يقابله هو والهرساني وصائم الدهر ولفيف من الوكلاء - وأخذت التلفون أطلب سراج زهراني لإحضار سيارة يستقلها النبيل، وأخذنا في الاستعداد فإذا هو مع سكرتير السفارة يصل على اللنش فأدى فيه بعض الجنود التحية، وصافحه خليل هجان والمستقبلون وبعد ذلك سأله الشيخ الهرساني (من اسم المطوف اللي يطوفك) فقال النبيل إن شاء الرحمن وكرر الهرساني السؤال.
كالتقليد الجاري العمل به فلم يجب النبيل عن الاسم بل قال إن شاء الرحمن، فتدخلت أقول للنبيل إيه هذا تقليد معمول به لِمَ يستثنى منه الخديوي عباس حلمي والأمير محمد علي - كلهم كان لهم مطوف.
والتفتُّ إلى الهرساني أقول له كالتعبير التقليدي (قيدوا - قلت) وكلمة قلت على قسوتها كتعبير للموظفين عن الحاج الذي لا يسأل عن المطوف.
وليس هو من بلد ذات التقرير - فاعتمد الهرساني ذلك وقيده باسم حسن سرور الصبان ابن الشيخ محمد سرور الصبان.
ولم نكد نخرج من منطقة السؤال حتى وجدنا سيارة كاديلاك أعدها سراج زهران - لم ننتظر أمراً من وزير المالية ولم أنتظر توجيهاً من أحد، وبدون فخر كنا رجالاً نحمل المسئولية ونحسن التصرف.
وأنزلناه في أوتيل، وبعد المغرب نزل محمد سرور من الحوية فاستقبله وأبرق إلى بيت الخزيمي بالمدينة ليستقبلوه ضيفاً على الحكومة.
عشرون: ومضت أشهر أو سنوات وكنت مكلفاً بإدارة الحج لسفر الأستاذ أحمد قنديل للعلاج كلفني بذلك باختيار الشيخ عبد الله السليمان، وبعد العصر في عرفات تلفن إلينا من جده الشيخ علي طه وكان الملك سعود حاجاً سنتها وكان الأمير فيصل لا يفتر يمر بالسيارة يفتش عن راحة الحجاج، والأمير عبد الله الفيصل يقف في غرة لمراقبة المرور.
تلفن إلي علي طه يسأل عن الشيخ محمد سرور قلت له إنه لا يأتي إلا في الليل فقال عندي مسلم إنجليزي كبير السن لديه شهادات بإسلامه من سنغافورة تثبت أنه أسلم من مدة 11 عاماً. يريد الطلوع إلى عرفة - كان الحديث في آخر نهار الوقفة قلت اتصل بجلالة الملك سعود - قال لا أستطيع - قلت اتصل بسمو الأمير فيصل، قال لا.
فتأزم الأمر في نفسي - هو مسئول أن يتصل بهم - فكيف الحل؟
ولكن المسئولية وتحملها وصادق النية وحسن التصرف حسبني أقول له خليك على التلفون سأرسل للأمير عبد الله الفيصل - وفي الحال كتبت ورقة أشرح فيها الوضع لسمو الأمير عبد الله الفيصل مع صالح سنبل - نحن بإدارة الحج والأمير في مسجد نمرة وليست المسافة طويلة.
فقرأ الأمير الورقة وقال قل لزيدان يتصرف..
بلغ علي طه بما يراه، وكان علي طه على التلفون - فقلت له إن سمو الأمير عبد الله الفيصل يأمر بصعود هذا الحاج برفقة جندي بكتاب منه ويسلم لإدارة الحج ليكمل حجه. سمع علي طه ونفذ الرأي - وفي ليلة الثالث من منى جاء هذا الحاج المسلم - ومعه الجندي ومعه الوكيل سليمان عزايا وشيخ الجاوة أخو فتح الله المضمون - فعاتبهم على تأخره ثم كتب للمطوف والوكيل مذكرة في الحال فكلفهم بأمر الحاج - فذهبوا فإن كان أحد يعلم عما تم في ذلك - فإنك تعلم أنت - ولم يسألني أحد عن ذلك، كان أمراً ارتاح له ضميري - وأسأل الله منه الجزاء.
واحد وعشرون: ونظراً لرجاء الحجاج بتكريم المملكة العربية السعودية إلى كثير منهم خصوصاً من أهل البلدان ذات التقارير لا يريدون أن يقيدوا بالمطوف صاحب التقرير - توالت عدة رجاءات كانت كلها تصل إلى الشيخ محمد سرور الصبان فاستجمع أمره وشرح الوضع للمغفور له الملك عبد العزيز فأصدر مرسوماً بأن يكون الحاج حراً في السؤال عن أي مطوف بشرط أن يبقى حكم التقارير، بحيث إذا أعطى الحاج للمطوف الذي يسأل عنه ليعطي صاحب التقرير عن كل حاج عشرة ريالات من مصلحة المطوفين والتي كانت 51 ريالاً، وصل المرسوم إلى إدارة الحج وأصبح من وثائقها ولكنه لم ينفذ لأن تنفيذه لم يصل عن طريق المقام السامي بالنيابة وإنما سلمه محمد سرور إلى وزير المالية حينذاك الشيخ عبد الله السليمان كأمر إليه يصدر به أمراً إلى إدارة الحج ورؤساء المطوفين.
لم ينفذ هذا المرسوم لأن رئيس المكتب الخاص لمعالي وزير المالية الشيخ عبد الله السليمان وهو الأخ أحمد موصلي وقف دون أن تمد يده بالحاج على عبد الله السليمان لأن أحمد موصلي قد منح تقرير (آشام) في البنجالا وحرصاً على بقاء التقرير سليماً عطل هذا المرسوم.
لم يعقب عليه محمد سرور ولم يناقشه أحد ولو نفذ لكان أساساً في التعديلات التي أدخلها حينذاك محمد عمر توفيق.
اثنان وعشرون: حبذا لو أن وزارة الحج تطلب صوراً من هذه التقارير سواء تقارير الطوافة أو الأداء، ففيها جغرافية لكثير من البلدان وإحاطة تاريخية تتضح فيها الأسماء القديمة والأسماء المحدثة إنها سجل تاريخي وثقافي - فمثلاً لنأخذ إيران، فإن هناك تقريرين أحدهما قد قرر شيعة إيران إلى السيد/حسن عطار والد السيد مصطفى عطار وتقرير الأهواز (الأحواز) التي كانت تحت سلطان عربي هو السلطان خذعل، وقد ضمها أحمد شاه والد الإمبراطور رضا بهلوي 1926م إلى امبراطورية إيران كلها، فأهلها سنّة وأكثرهم من قبائل عربية يعرفون أنفسهم للآن - هذا التقرير وقد قسمت به إيران لقسمين: الشيعة لحسن عطار، والسّنة لمحمد سعيد حواله.
ومن أهل الأهواز (بيت العوضي) وبيت (زيفل واللاري).
وهناك حادثة، كنت في الهند 1352هـ - فقرأت في دائرة المعارف التي ترجمها الجامعيون تعليقاً لأحمد زكي الباشا الملقب بشيخ العروبة ومن أوائل أصدقاء المملكة العربية السعودية فقد كان أول الحاضرين يوم الاحتفال بذكرى جلوس الملك عبد العزيز الذي كان يقام في 17 الجدي - كان تعليقه على اسم جزائر (مالديف) قال رحمه الله إن جزائر مالديف اسمها العربي جزائر الهن فهي تسمى بالعربية (مهليبا).
قرأت ذلك كمعلومة، ولما رجعت إلى المدينة وجدت قضية معروضة على مجلس الإدارة أي على الإمارة محمولة إلى مجلس الإدارة. كان ذلك لأن هذا التقرير اسم جزائر (ذيبا) هو للسيد مكي بافقيه جد السيد حسين بافقيه من كبار رجال وزارة الخارجية الآن ووجد أحد أهل المدينة اسم مالديف فطلب تقرير هذا الاسم له فصدر الأمر بالتقرير له، وعند مجيء الحجاج كانت الخصومة من أجل ذلك بين صاحب التقرير الأصلي السيد عبد الله بافقيه بن السيد مكي، وبين من منح التقرير باسم جزائر مالديف.
 
واستثنى مجلس الإدارة معتمد المعارف حينذاك أستاذنا السيد أحمد مصطفى صقر فأجابهم بأنه لا يجد إلا جزائر مالديف على الخريطة ولم يجد اسماً لذيبا - كلّ ما وجده على الخريطة كهذا الاسم ذيب على ساحل فرنسا الغربي.
وبالمصادفة ومع صديقنا السيد إبراهيم عطاس صهر البافقيه أخبرته بأن مالديف هي ذيب فطلب إلي تقريراً بذلك وكان من حسن المصادفة أن لدينا في مكتبة المدرسة هذا الجزء من دائرة المعارفة فكتبت التقرير مستنداً إلى النص وبهذا حسمت الخصومة ورجع التقرير إلى صاحبه الأصيل.
ثلاثة وعشرون: وفي أوائل الثمانينات وقد كان عبد الله السليمان ومحمد سرور في بيروت فصدر أمر المرحوم الملك عبد العزيز وكان مفاجأة سارة، فألغى الرسوم التي كانت تتقاضاها الحكومة على الحجاج فلم يبق إلا أجور الخدمات، ومن يومها لا تتقاضى الحكومة أي رسم على الحاج - كان رحمة من جلالته تضاف إلى الأمن يسر بها الحج وأكثر بها الحجيج، ورغم المحاذير من كثرة الحجيج فلا زال الأمر مستمراً لا تضع الحكومة قيداً على عدد الحجاج، ولكن من المرغوب فيه أن يدرس مؤتمر وزراء الخارجية للدول الإسلامية (والذي عقد في الثالث عشر من شهر جمادى الثاني 99) هذا الوضع لتتولى كل حكومة مسلمة تحديد عدد الحجاج حرصاً على راحتهم - أما أمنهم وسلامتهم فقد أكرمنا الله به - بهذا السلطان الآمن أسسه الملك عبد العزيز يرحمه الله ولا زال قائماً ونسأل الله الدوام له.
وختاماً أرجو الإطلاع على ذلك - وكما قدمت، لكم الحق في اختيار ما ترون نشره، ولكنه جزء من تاريخ هذا البلد كجزء من أقدس المقدسات لدينا. وأسأل الله التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3505  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 794 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.