شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقدمة
.. فهل أكتب مقدمة لما أسميه كلمة أو كُليمة، والتي اخترت أن يكون الاسم ((خواطر مجنحة))؟
أم أترك المقدمة لأجعل من الإهداء مقدمة؟
فلمن أهديه؟!
أهديه لاسم أستاذي السيد أحمد مصطفى صقر، رحمه الله، الذي إذا ما ألقى الكلمة يعلمنا الإنشاء - يبدو تيّاهاً - فالكلمة اليوم أصبحت مصدر التيه والزهو، فإن عصر الفَرَس.. عصر الخيل الذي اشتق اسمها من الخيلاء، كما هو ما تعلمناه عن الإمام عمرو بن العلاء، هذا العصر قد انتهى، لأن الفرسان قد اتخذوا الخيل زينة، فالعصر لم يعد صالحاً لأن تكون مصدر الإرهاب للعدو.
إن أستاذي السيد أحمد صقر أول كلمة سمعتها منه - وكان لا يلقي الإنشاء إلا ماشياً يتحرك - هي قوله:
ـ ((لئن تناءت البلاد وشطّ المزار فذكراك في حصن حصين في فؤادي.. ذكرى حب أصلها ثابت وفرعها في الأعالي)).
طربت لهذه الكلمة حتى إذا قرأت الرافعي، مصطفى صادق عشقت الكلمة، أطرب لجرسها، فإذا الرافعي رافد سخي كأنما كل الروافد التي ارتويت منها جمعها لي، فإذا أنا معه في ((نهج البلاغة))، و ((البيان والتبيين)) و ((كليلة ودمنة))، وأصحاب الترسّل وفحول الشعراء، أمتّع نفسي حين يطربني جرس الكلام.
إن الرافعي وأمثاله، وأنا تابع لهم، يُقرأون بالأذن، فالجرس هو عطاء التفهيم لفهم الكلام.
الإهداء لاسم أستاذي السيد أحمد صقر يرحمه الله.
والكتاب هذا من شقين.. الخواطر المجنحة جعلتها تخطر كأنها من ذوات الحجال، تزف للقارئ ما بعدها ألا وهي.. كلمات وجدان.. كل كلمة اهتزت بها مشاعري كأنما فؤادي قد اهتز كالعصفور بلله القَطْرُ!
فالقَطْرُ هنا ابتسامة ((ماسحة البلاط)).. والقَطْرُ هنا مرة ثانية دمعة العين العشواء.. عيني أنا!
المؤلف
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1042  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 760 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.