| عن العرب |
| قالت الثكلى... الأم الولود الودود: ما بال أبنائي يتهالكون بالفرقة، وينهزمون بالشقاق، حين كنت المقلاة النزور.. لم يكن أبنائي إلا ألوفا... فتحوا الفتوح، ونشروا الهداية ودمروا الطغيان، وعمروا الأرض بالحضارة. تسلموا مفتاح الأسرار لحضارة الشرق، فسلموا للغرب هذا المفتاح حين كنت الأم المقلاة النزور، كنت شامخة، وحين أصبح أبنائي البغاث يعدون بالملايين أصبحت خافضة الرأس. ما بالهم هكذا، وقد كان الألوف سلاحهم حديدة، ومطاياهم جمال، وعيشهم تمر. |
| أما اليوم فما أكثر القوة في أيديهم، لهذه بكيت.. أجد القوة في اليد، ولا أجد القوة في القلب!. |
| وقالت الثكلى المقلاة النزور بالأمس، وأم البغاث اليوم: ألا تعرف يا بني أن قومك العرب أبنائي يحاربون إمبراطورية الكرملين بإمبراطورية البيت الأبيض، ويحاربون إمبراطورية البيت الأبيض بإمبراطورية الكرملين، ويحاربون أنفسهم بسلاح الإمبراطوريتين، وتحاربهم إسرائيل بخمسة مواقف من القوة: قوتها الذاتية، وقوة الولايات المتحدة، وقوة الاتحاد السوفياتي، والقوة الأشد هي من فرقة العرب وأختلافهم. أما القوة الخامسة فهي من قوة الضعف في دول السوق المشتركة. |
| * * * |
| * ونعود إليه.. نكتبها كلمة مقروءة توضع في ((برشامة)) كأنما هي الزُبد أو الخلاصة أو ((الاصنص)) لأنتظر أسبوعاً تنتشر فيه اليوميات في مقال مطول.. فهي وعلى هذه الصورة تواكب أختها الكلمة المسموعة ((كلمة ونص)) لعل وعسى أن يكون فيها ما يفيد من يفهم!! |
| بعد أيام وعلى التحديد في ليلة بدر 15/4/86هـ. يستقبل الملك فيصل والشعب العربي السعودي زعيماً مسلماً وعربياً اسمه آدم عبد الله عثمان رئيس جمهورية الصومال.. نرحب به ضيفاً يسعى إلى مواطن الحنين في وجدانه.. إلى الأرض القدس في إيمانه. |
| فهل تكريمنا له لأنه صديق الملك؟! ضيف الملك؟! |
| هذا سبب يدعو إلى التكريم!!. |
| أم لأن يشاركنا الزحف في الدعوة المسلمة إلى تضامن إسلامي.. هذا سبب يدعو إلى تكريمه. كل هذه الأسباب يكفي واحد منها داعياً إلى تكريمه ودافعاً إلى استقباله. |
| غير أن السبب الأقوى في نظري هو موقفه هناك في بلده يدافع عن الإسلام.. ينشر العربية يصد الغزاة.. يوطد دعائم الاستقلال. |
| فالصومال المسلمة العربية كلها في موقف جهاد وجهد وعرق تبني وتقاوم الهدم. وليس هذا في محيط الصومال إنما يحدون من الشعوب المجاورة لأرض آدم عبد الله عثمان.. فمن أرضه يتحدد المنطلق لحماية المسلم في ((إرتيريا)) وفي غير ((إرتيريا)). |
| إن الذين يهاجمون الصومال إنما يحددون من سلطان الصومال كركيزة يلتف حولها المعذبون في الأرض عندهم من إخوة الصومالين المسلمين.. إخوة جوار.. إخوة دين.. تلاحم مصير. |
| فهل من صالح الصومال وهي الركيزة لحماية الإسلام في شرق أفريقيا ولاندفاعه منها أن تدخل الجامعة العربية؟!. |
| لقد كانت الإجابة مني فيما سبق دعوة مع الصومال لأن تدخل الجامعة العربية ولكني الآن أعدل عن هذا الرأي لأني أرى من الخير للصومال أن تكون بعيدة عن الجامعة العربية.. قريبة من التضامن الإسلامي لا لنستكثر بها أو لننتصر فموقعها معروف لا نكران فيه وإنما لأن الجامعة العربية تحد من سلطان الإندفاع المسلم في الصومال ومن دفاعها عن المسلمين في ((إرتيريا)) وما إليها بحكم ارتباط بعض الدول العربية أو مجاملة بعضها الآخر للمنظمة الأفريقية.. أو بحكم السلبية المصطنعة. |
| * * * |
| * وانتخب بالقرعة.. فاز برئاسة هيئة الأمم الوزير العراقي السيد ((عصمت كتاني)) فإذا إسرائيل وإيران يغضبان، فإيران غاضبة لأن في ذلك انتصاراً للعراق، وإسرائيل أشد غضباً لأن في ذلك قيمة للعرب جميعاً... حتى أنهم قالوا - أعني الإسرائيلين - أن انتخاب هذا العراقي قد أحال الميثاق إلى مهزلة، كأن الميثاق قد بقيت منه بقية لم تهزل به إسرائيل، فكل ما أصاب الميثاق من تعطيل كان في كل المهزلة والهزل، ولم يصنع ذلك أحد غير إسرائيل، لكن اليهود قوم بهت لا يعبأون بالكذب، لأنه لا خلاق لهم. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
