فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الثالث - النثر > مخلاة الكاتب كشكول القارئ > الأصالة
- الأصالة - ولعلّي قبل أن أغربل الأصالة أتقدم بهذا البيت للشاعر العلامة الشيخ الشبيبي أحد أفذاذ العراق قال: فتنة الناس (وقينا الفتنا) باطل الحمد ومكذوب الثناء فاليوم اشتعلت نفوس راغبة بالثناء حتى إن الجبن البلدي تصنعه جداتنا كما ذكرنا يصفونه بالعراقة، وجاء إعلان آخر على التلفاز يعلن الأصالة للشماغ بقوله (أصالة ماضينا) يعني أن الشماغ هذا المبرقش أحمر أو أزرق هو من الماضي الأصيل. قد يكون تقادم له عهد، لكن ماضينا الأصيل التاج على الرأس ليس هو الشماغ ولا الغترة ولا حتى عمامة الأفندية والأغوات في المدينة المنورة، وإنما الأصالة في العمامة قماش أبيض يلف على الرأس تركه أغلب العرب فتطربشوا وتقبوا وتقلنسوا واعتقلوا رأسهم بالعقال ولم يحافظ على العمايم تيجان العرب إلا المورتاني والعماني والسوداني كشعوب، كما حافظ على العمامة أشياخ المعاهد في كثير من الأمصار المسلمة، فالأصالة للعمامة، لا للشماغ، لهذا أنشد الحجاج يُعَرِّف نفسه حين يلبس العمامة ولم يكن الشعر له وإنما هو أنشده كنت أحفظ اسم شاعره ولكني نسيت، فليتعقبني. أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني فوضع العمامة لبسها، لا تركها، وهناك خبر عن الفخر بالعمامة، فقريش في مكة يوم عتلت حين تجمع تمايز أشياخها كل وما اختص به فاخراً لا ينازعه آخر، فقد حفظنا أن سعيد بن العاص المكنى بأبي أصيصة وارد الأخيار من الأعياص خالد ومن إليه فقد كان سعيد أبو أصيصة إذا اعتم لا يعتم قريش قط، أليس هذا مجد العمامة وفخر لابسها؟ ولكنه الإِعلان تروَّج به البضاعة ولم يبخس بضاعته القديمة.
طباعة تعليق  القراءات :730  التعليقات :0
صفحة 621 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج