أتخفي هوى سعدى ودمعك هطال |
وللشوق ما بين الجوانح إشعالُ |
وتنسل عن ذكر الغواني كمن غدا |
له دون تذكار الصبابة إشغال |
رويدك هل هاجتك ورقاء رامة |
لها في دجى الأسحار نوح وإعوال |
أم الدار من سلمى وقد دلجوا بها |
أثارت لك الأشواق والبين قتّال |
غداة لمحت المالكية فاختفت |
كما البدر غطته من السحب أذيال |
وقد سلمت بالكف تومي فأبرزت |
لها معصماً لولا الأساور ينهال |
فحاولتها كشف اللثام فأطرقت |
حياءً وقالت دون ذلك أهوالُ |
وقالت يمين الله لست بنائلي |
وإن لم تزل خدريَ بذا اليوم تغتال |
فقلت لها وعد وإن لم تف به |
أعلل نفسي والمواعيد آمال |
فقالت نعم فاسلم ورح واسترح |
ولا تطل موقفاً عندي ففي الحيّ أغوالُ |
وجاءت تهادى صبح ليلٍ كأنها |
غزال يناجي سربه فهو ميهال |
وحيّت فما أدري أمن سحر لفظها |
سلبت النهى أم كان في التعثر جريال |
فأيقنت أن الشمس تشرق في الدجى |
وأن الثريا صاغها قبله الآل |
وباتت تعاطيني الحديث ولم أزل |
يعانقني منها هضيم وعسَّال |
إلي دنا الأسفار والليل قد بدا |
له من خيوط الفجر ينسج سربال |
تنحت وقالت والدموع سواكب |
وبعد تلاق والعشية ترحال |
فودعتها استودع الله عهدها |
وأفرطت في سكب العقيق ولم آلُ |
وسارت وقد شدوا المحامل فارتقت |
إلى هودج دون الهوادج يختال |
فناديتها يا ربة الهودج التي |
نأت وهي حقاً في المخيم محلالُ |
لئن غاب عن عينيّ شخصك لم يزل |
بمرآة فكري من خيالك تمثالُ |
فديتك هل لي بعد ذا اليوم نظرة |
فقالت بذات الجيش إن تسعد الحال |
فأيقنت أن المالكية تفتدى |
بوادي الشظى والجيش بالسفح ينهال |
خليليّ إما أن وردنا على الشظى |
فلي دون جب المالكية إشغالُ |
وإن صح في وادي العقيق مقيلها |
فيا حبذا سفح به نحن قيّال |
وحيَّ الحيا وادي القناة وأهله |
وإن لم تكن إلا رسوم وأطلالُ |
فتلك ربوع طالما كنت أجتني |
ثمار الأماني في حماها وأختال |
ربوع سمت فضلاً بساكن طيبة |
نبيٌّ له من عالم السر إجلال |
أتانا وديجور الضلالة حالك |
وللجهل رايات وللدين إهمالُ |
فأبصر كل منهج الرشد واهتدى |
به وانجلى من ظلمة الجهل قِسطال |
وقد خصه المولى بأعلا مكانةٍ |
من القرب إذ من دونها الوهم والحالُ |