شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 72 ـ
نوفل: يا وجوه بني بكر.. لقد وعدني عكرمة بن أبي جهل وحويطب بن عبد العزى وصفوان بن أمية أن يمدونا بالسلاح وان يشتركوا معنا في غزو خزاعة الذين ينزلون حاليا على ماء ((الوتير)) في أسفل مكة.. فما رأيكم؟
أصوات: موافقون.. موافقون.. هيا إلى الثأر.. هيا إلى الثأر.. هيا إلى الانتقام..
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى)..
عكرمة: يا عماه.. إن أبا سفيان.. لم يعد فيه ذلك الاندفاع والحماس اللذان تعودناهما أيام أحد والخندق.. إني أراه يعيش في رعب وفزع منذ آب من الشام يا أبا وهب..
صفوان: صحيح يا بني ما تقول.. وإني دائما أراه سارحا تائها في أفكاره وخيالاته.. وكلما فاتحناه في القيام بعمل ضد محمد انتحل المعاذير واختلق الأسباب لكي يثبط من عزيمتنا.
عكرمة: إن الفرصة سانحة الآن للتحرش بمحمد بعد فشله الأخير في حربه مع الروم وأرى أن الوقت قد حان للتخلص من شروط الحديبية التي أفادت محمداً وأخرت بنا يا أبا وهب.
صفوان: ولكني أرى أن يكون نقض صلح الحديبية عن غير طريق قريش يا عكرمة.
عكرمة: كيف يا عماه.
صفوان: ذلك بأن نثير بعض القبائل التي في عقدنا على القبائل التي في عقد محمد وبالعكس..
عكرمة: ذلك ما فكرت فيه.. وفعلا مهدت له مع وجوه بني بكر واغفر لي يا عماه..
صفوان: ماذا فعلت حتى استغفر لك..
عكرمة: لقد قلت لبني بكر حين تذاكرنا صلح الحديبية وكيف أنه كبلهم عن الانتقام من بني خزاعة لقتلاهم.. قلت لهم إن عمي صفوان بجانبنا وسيشترك معنا في مدكم بالسلاح وفي الهجوم على خزاعة.
صفوان: غفرت لك يا بني.. لقد كنت تنطق عما في نفسي.. إني مستعد لمد يدي لكل يد تعمل ضد محمد.
عكرمة: ولقد غاب عني أن أقول لك أن عمي حويطب بن عبد العزى هو مد رأيك وكذلك بعض فتيان قريش..
صفوان: نعما ما أبرمت يا بني وفعلت..
عكرمة: اتفقنا يا عماه.. هيا أليس لأمة الحرب وأنا سألبسها وموعدنا أسفل (كداء) فقد واعدت رجال بني بكر هناك
صفوان: هل لدى أبي سفيان علم بذلك؟
عكرمة: لا يا عماه... لو علم لأثنانا عن عزمنا هذا..
صفوان: حسنا فعلت.. بقاؤنا في (كداء)
عكرمة: بقاؤنا في (كداء)
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
عمرو بن سالم الخزاعي: أوقد النار يا زكوان فالليلة قر وسوادها بهيم.
جرهم: أراك مسهدا يا عمرو بن سالم؟
عمرو: إني حزين يا جرهم على ما أصاب محمداً على يد الروم.. وإني أخشى أن تستمر قريش وتتخذ من ذلك ذريعة لنقض صلح الحديبية فيعود القتال إلى ما كان عليه..
جرهم: إنني أخشى من بني بكر لما بيننا وبينها من ثارات ودموم فقد بدأوا يتحرشون بنا وهجاء أحدهم هذا الصباح لمحمد وقيام غلام منا بضرب من هجا ما هي إلا إرهاصات لأمور أكبر وأعظم..
عمرو: لا تزدني يا جرهم هماً فوق همي وغمّاً على غمي.
جرهم: إذن فلنهجع ففي النوم راحة للمعذبين والمكدودين.
(همسات وغمغمة وهمهمة وأصوات خافتة ثم صوت نوفل الديلي يقول):
نوفل: يا قوم.. هجعت خزاعة وأخمدت نيرانها وإنها فرصتكم السانحة للانتقام فهيا قولوا معي يا لثارات قتلى بني بكر.. يا لدماء آبائنا وأبنائنا
(يهيمون وهم يصرخون)
أصوات: يا لثارات قتلى بني بكر.. يا لدماء آبائنا وأبنائنا
(نسمع أصوات السيوف وأين الجرحى وسقوط القتلى وصوت عمرو بن سالم الخزاعي يقول):
عمرو: غدرت بكم بنو بكر.. يا لخزاعة.. يا لخزاعة.. أسرعوا إلى سلاحكم.. دافعوا عن أنفسكم..
(نسمع قعقعة السلاح وصليل السيوف وصوت نوفل الديلي يقول):
نوفل: يا بني كفوا عن القتال فقد انتقمتم لقتلاكم وأخذتم بثأر آبائكم وإخوانكم.. أعل هبل.. أعل اللات والعزى..
(نسمع تحركات عودتهم كما نسمع أنين الجرحى وصوت عمرو بن سالم الخزاعي يقول):
عمرو: يا بديل ثلاثة وعشرون رجلا راحوا ضحايا غدر بني بكر وقريش.
بديل: أكانت قريش معهم؟
عمرو: لقد لمحت عكرمة وسمعت هتافه المعروف حين أجهز على بعض رجالنا.. كما إني شبهت على صفوان وبعض فتيان قريش.. هيا بنا إلى محمد.. هيا بنا إلى محمد لقد نقضت قريش صلح الحديبية.
(نسمع حركة امتطائهم صهوات خيلهم ووقع حوافرها وهي تسير ثم تنتقل إلى ضجة اجتماع وأصوات تعلو وتهبط وصوت أبي سفيان يقول):
أبو سفيان: أن ما فعلته بنو بكر يا حرث بن هشام أمر لم أشهده ولم أعن عليه والله ليغزونا محمد.. ولقد حدثتني هند بنت عتبه انها رأت رؤيا كرهتها.
الحرث: وماذا رأت.
أبو سفيان: رأت دماً أقبل من الحجون يسيل حتى وقف بالخندمة..
الحرث: اللهم اجعله خيراً.
أبو سفيان: هل اشترك في الهجوم عكرمه وصفوان وحويطب بن عبد العزى..
الحرث: ها هما صفوان وعكرمة قادمان سلهما؟
أبو سفيان: هل صحيح ما بلغني عنكما يا صفوان وأنت يا عكرمه.
الاثنان: نعم.
أبو سفيان: (صارخاً): وتقولان بكل قحة نعم.. أتدريان مغبة ما فعلتما أيها الأحمقان؟
عكرمة: لقد فعلنا ذلك يا عماه ونحن ندرك عواقب ما أقدمنا عليه.
صفوان: نعم فعلنا ما فعلنا عن سابق عمد وتصميم.
أبو سفيان: حتى أنت يا صفوان يغرر بك هؤلاء الشباب الجهلاء..
صفوان: لقد قلت لك يا أبا سفيان أكثر من مرة إني أمد يدي لكل يد تقوم في وجه محمد..
أبو سفيان: إن هذه اليد ستقطع قريباً.. وقريباً جداً..
صفوان: ما علي أن قطعت في أداء عمل ضد محمد..
أصوات: كفاك خواراً يا أبا سفيان وجبناً أمام محمد.
أبو سفيان: شاهت الوجوه.. شاهت الوجوه.. وقطعت هذه الألسنة القذرة أنا خوار أأنا جبان ويحكم ما أنكركم للجميل.. ما أبعدكم عن الوفاء.. أغربوا عن وجهي.. أغربوا عن وجهي أيها السفهاء..
سهيل: هون عليك يا أبا سفيان.. فالغوغاء لا تعرف قيمة الرجال.. إنك سيد هذا البلد وزعيمها الذي لا ينازع.. وإن هؤلاء أبناؤك فاغفر لهم ما بدر منهم وتجاوز عن سيئاتهم.. يا شباب قريش اطلبوا من أبيكم وزعيمكم الصفح والمغفرة..
أصوات: سامح واصفح وتجاوز عن سيئاتنا.. فأنت والدنا وأنت زعيمنا وقائدنا.. مرحى أبا سفيان.. مرحى أبا سفيان.. مرحى... مرحى... مرحى..
سهيل: هيا.. انصرفوا عنا.. فقد سامحكم أبو سفيان.. هيا هيا..
أصوات: مرحى أبا سفيان.. مرحى.. مرحى.. مرحى..
سهيل: يا أبا سفيان لقد جئتك مع هذه النخبة الطيبة من وجوه قريش نسألك النصح والمشوره فيما بلغنا من فعلة بني بكر بتحريض من صفوان وعكرمة..
أبو سفيان: والله لئن أصبح زمام هذا البلد في أيدي المراهقين فقل على قريش السلام.
سهيل: أمر ووقع والمهم أن نتشاور فيما يجب أن نفعل
أبو سفيان: فعلة بني بكر نقض صريح لصلح الحديبية وقد علمت أن وفدا من خزاعة على رأسه بديل بن ورقاء وعمرو بن سالم الخزاعي قد سار ليصرخ محمداً علينا.. وما أظن محمداً يتقاعس عن نصرتهم.
سهيل: إنك تقول الحق يا أبا سفيان.. وإنها فرصة محمد الذهبية لتأليب القبائل والعرب جميعها علينا.
أبو سفيان: إن محمداً لا يحتاج لاستنفار القبائل علينا فقد دخلت أكثرها في دينه وآمنت برسالته يا سهيل.
سهيل: ما رأيك أن تذهب أنت إلى المدينة فتشد عقد الصلح ما بيننا وبين محمد وتزيد في مدته إذا مكن..
أبو سفيان: إنها مهمة شاقة.. كما أنها مذلة لي..
سهيل: إنها إنقاذ لقريش من الورطة التي هي فيها.
أبو سفيان: وله يكون ذلك على إهداء كرامتي.
سهيل: ولكنك زعيم قريش وللزعامة ضريبتها وثمنها ثم لا ننسى أن محمداً يحترمك ويقدرك أكثر من غيرك وفوق ذلك فأنت صهر لمحمد.. أنسيت ابنتك أم حبيبة زوج محمد..
أصوات: ما لها سواك يا أبا سفيان أخرج إلى محمد فكلمه في تجديد العهد وزيادة المدة
(نقلة صوتية)
علقمة: يا زيد.. يا سعد.. هلما إلي..
زيد: إن جعبته مليئة بالأخبار هلم يا سعد إليه.. ها.. ها.. ما عندك يا علقمة.. هات:
علقمة: قدم عمرو بن سالم الخزاعي سيد خزاعة في أربعين راكبا بينهم بديل بن ورقاء الخزاعي إلى المدينة وقد تركتهم يسعون للقاء النبي صلى الله عليه وسلم وعجلت إليكم لنذهب معا لنرى ما عندهم من أخبار.. هيا.. هيا.. إن النبي صلى الله عليه جالس بالمسجد بين الناس..
(نسمع صوت إناخة إبلهم ووقع حوافر خيلهم وصهيلها ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: ها هم يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم فيحيونه ويرد عليهم التحية بأحسن منها: اسمع ها هو عمرو بن سالم سيد خزاعة ينشد:
(نقلة صوتية)..
عمرو:
يا رب إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الاتلدا
إن قريشا اخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا
علقمة: انظر ها هي عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع وهو يقول: نصرت يا عمرو بن سالم.. لا نصرت إن لم انصر بني كعب بما أنصر به نفسي.
زيد: إنه يقصد بني كعب خراعة أليس كذلك يا علقمة.
علقمة: نعم... نعم...
(نسمع صوت رعد وبرق وأنهمار مطر ثم صوت علقمة يقول):
اصغوا إني أكاد أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بين زمجرة هذا الرعد: إن هذا السحاب ليستهل بنصر بني كعب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1564  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.