شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 73 ـ
(نسمع صوت رعد وبرق ومطر ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: اصغوا.. إني أكاد أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بين زمجرة هذه الرعود.. أن هذا السحاب ليستهل بنصرة بني كعب.
زيد: علقمة.. انظر أن النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى سيد خزاعة بشيء ثم ها هو ينهض ويسلم ويتبعه أصحابه ثم يخرجون..
(نسمع وقع حوافر خيلهم ورغاء أبلهم وصوت بديل بن ورقاء الخزاعي يقول):
بديل: لقد أسر لك محمد بشيء فما هو يا عمرو؟
عمرو: قال: ارجعوا وتفرقوا في الأودية.
بديل: ما أشد ملاحظة محمد ودقة حسابه للأمور إنه يريد أن نخفي أمر مجيئنا إليه عن قريش.
عمرو: هو ذلك يا بديل.. وتنفيذاً للأمر محمد سأذهب أنا ومن معي عن طريق الساحل إلى مكة وأنت تأخذ ورفقاك الطريق المعتاد..
بديل: فليكن.. رافقتكم السلامه.
عمرو: رافقتكم السلامه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
هند: وأخيراً استطاع الداهية سهيل بن عمرو أن يقنعك ويحملك على أن تركب هذا المركب الصعب يا أبا سفيان..
أبو سفيان: لقد وجدت نفسي مسوقاً بلا إرادة إلى النزول على رغبة وجوه قريش يا هند..
هند: كان سهيل بن عمرو أولى بالسفارة من زعيم قريش.. فإن أخفق في مهمته كان هنالك مجال لرأب الصدع والتماس حلول أخرى.. أما أن يذهب سيد قريش فاي وسيلة أخرى تتخذان لم يوفق في سفارته.
أبو سفيان: هذا ما أجمعت عليه قريش وعلي أن أطيع أو أتخلى عن قيادتها.
هند: بودي أن تتخلى على أن توضح في هذا الموضع غير اللائق بك.
أبو سفيان: جاءت مشورتك متأخرة يا هند.
هند: بل قل إنك أشتقت لرؤية ابنتك أم حبيبة زوج محمد.
أبو سفيان: أما تزالين تغارين منها يا هند لأنها ليست ابنتك.. الويل لنا منكن يا بنات حواء ليت لقلوبكن رقة أجسادكن ووجوهكن.. (يضحك)
هند: إن أم حبيبة هي التي بادأتني العداوة والبادي أظلم.
أبو سفيان: ولكنك أمها عرفا وعادة وإن لم تخرج من بطنك أو ترضع من ثديك.
هند: بورك لك في أم حبيبة يا أبا سفيان..
أبو سفيان: أودعتك عند خير من تودع لديه الودائع يا هند..
هند: رافقتك السلامة.. رافقتك السلامة وحرستك اللات والعزى.
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى)..
صفوان: (بسخرية وضحك)... تقول قريش إن محمداً سيغزونا يا ابن أبي سرح..
ابن أبي سرح: لا يغزوكم محمد حتى يجيركم في خصال كلها أهون من غزوة كان يطلب إليكم ديات قتلى خزاعة أو تبرؤوا من حلف بني بكر..
شيبة: بل نؤدي ديات القتلى ولا نبرأ.
عكرمة: وأرسلت قريش أبا سفيان لتدل على وهنها وضعتها وخوفها من محمد. أليس كذلك يا أبا وهب
صفوان: نعم يا عكرمة.. لقد أصبحت قيادة قريش في أيدي أناس ضعاف سيوردوننا موارد التهلكة بسياستهم الخرقاء..؟
عكرمة: لقد أصبح مقامنا في هذا البلد كما قال الشاعر
ولا يقيم على ضيم يراد به
الأذلاء عير الحي والوتد
صفوان: نعم... نعم.. نحن عير الحي والوتد
(نقلة صوتية.. نسمع رغاء إبل ووقع حوافر وصوت أبي سفيان يقول):
أبو سفيان: من رأى... بدل بن ورقاء الخزاعي..
بديل: نعم يا أبا سفيان..
أبو سفيان: هل ذهبتم إلى المدينة.
بديل: لا.. وعلام تسأل وأنت الذاهب إلى المدينة
أبو سفيان: وهل السؤال ممنوع.
بديل: إنك تعرف ما بيننا.
أبو سفيان: خذ يا غلام بخطام راحلتي فإنهم أناس موترون.. إنهم يحاولون أن يخفوا عني مسيرتهم سر بي إلى حيث كانوا ينزلون فسأعرف من بعر جمالهم أن كانوا في المدينة أو في غيرها.
(نسمع مني راحلة أبي سفيان ثم صوت غلامه يقول):
الغلام: يا أبا حنظلة.. هنا كان منزلهم.
أبو سفيان: فتت بعر جمالهم فإن وجدت فيه النوى فقد جاء القوم محمداً في المدينة.
الغلام: بلى يا أبا حنظلة إنه مليء بالنوى.
أبو سفيان: لعمري لقد رأوا محمداً ويحهم لقد دقوا وتدا في نعش سفارتي ولولا ما وعدت به قريش لعدت من حيث أتيت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
زيد: مالك تلهث يا علقمة.. لا شك إنها من ثقل الأخبار.
علقمة: نعم يا زيد.. لقد وصل أبو سفيان المدينة ونزل عند ابنته أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم.
(نقلة صوتية)..
وطفاء: سمعت أن أبا سفيان كان عند سيدتك أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
سعده: نعم جاء عندها وعندما أراد أن يجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال لها، يا بنتي ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟
وطفاء: وماذا أجابت أم حبيبة؟
سعده: قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ولم أحب أن تجلس عليه.
وطفاء: ولا شك أن أبا سفيان امتعض من هذه المعاملة.
سعده: نعم قال لها: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر.
وطفاء: وبماذا ردت عليه؟
سعده: قالت له: بل هداني الله للإسلام فأنت يا أبتاه سيد قريش وكبيرها كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام فتعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر.
وطغاء: لافض فوك يا أم حبيبة.
سعده: وعندها غضب أبو سفيان وخرج من هند ابنته من دون أن يستودعها..
(نقلة صوتية)..
زيد: هل عندك علم بالمهمة التي قدم من أجلها أبو سفيان يا علقمة؟
علقمة: لقد علمت أنه قابل النبي صلى الله عليه وسلم وكلمه في أن يجدد عهد الحديبية ويزيد في مدته فلم يرد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر وعمر وعلي وكلهم قام يردوا عليه شيئا..
زيد: انه يستاهل كل ذلك تجاه ما فعلته قريش بخزاعة.
علقمة: لقد سدت جميع الأبواب في وجه أبي سفيان فركب راحلته وانطلق ذاهباً إلى مكة وقلبه يفيض أسى مما لقي من هوان على يد أولئك الذين كانوا قبل هجرتهم من مكة يرتجون من نظرة عطف أو رضا.
زيد:
إذا ذهب الحمار بأم عمرو
فلا رجعت ولا رجع الحمار
(يضحكان)
علقمة: ولعل أهم خبر في جعبتي لم أقله لك يا زيد.
زيد: هاته بالله عليك
علقمة: لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجهيز لفتح مكة وأرسل يستنفر القبائل المجاورة وأوصى بان يحاط الأمر بسرية تامة كما أمر جماعته بأن تقيم على أنقاب المدينة فلا يدعوا أحداً يمر بهم ينكرونه إلا ردوه.
زيد: انها بشرى والله ما بعدها بشرى..
علقمة: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم خذ على أسماعهم. يعني قريش- وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة ولا يسمعون بنا إلا فلتة.
زيد: ما أبعد مراميك يا رسول الله.. إنه يرجو أن يبغت قريش في غرة منهم فلا يجدوا له دفعا فيسلموا من غير أن تراق الدماء.
(خبطة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
حاطب بن أبي بلتعة: يا سارة هل تسدين إلي معروفا لا أنساه لك وسأجزيك عليه أحسن الجزاء.
ساره: قل يا حاطب فكم لك في عنقي من منة وذمة.
حاطب: وتقسمين على الكتمان.
سارة: أقسم بالله العظيم أن أكتم ما تقوله لي ولا أبوح به.
حاطب: هذه رسالة إلى سهيل بن عمرو وصفوان بن أميه وعكرمة بن أبي جهل.. أخفيها ما استطعت ولا تمري بالانفاق ولا بالطرق الرئيسية الموصلة إلى مكة فإن عليها حرساً شديداً.
سارة: كن مطمئنا يا سيدي.
حاطب: وهذا كيس فيه مبلغ أرجو أن يكون خير جزاء مني على هذه المهمة.
ساره: شكراً يا سيدي.. شكراً..
(نقلة صوتية مع موسيقى خفيفة وهمهمة وغمغمة تدل على اجتماع وصوت صفوان يقول):
صفوان: لقد طالت غيبتك يا أبا سفيان حتى أتهمتك قريش بأنك صبأت وكتمت صبوتك ولو لم تحلق رأسك عند أساف ونائلة وتذبح لهما وتمسح بالدم رؤوسهما ما برأناك من التهمة والآن ما وراءك؟ هل جئت بكتاب من محمد أو زيادة في مدة فإنّا لا نأمن أن يغزونا.
أبو سفيان: والله لقد كلمته فما رد علي شيئا ثم جئت أبا بكر فلم أجد فيه خيرا ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أعدى عدو لنا ثم ذهبت إلى أصحاب محمد وكلمتهم عليه فما قدرت على شيء وما رأيت قوما أطوع لملك عليهم منهم لمحمد.. إلا أن علي بن أبي طالب لما ضاقت بي الأمور قال أنت سيد بني كنانة فأجر بين الناس فناديت بالجوار.
عكرمة: هل أجاز لك محمد..
أبو سفيان: لا وإنما قال أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة.
صفوان: يا أبا سفيان.. رضيت بغير رضا وجئتنا بما لا يغنى عنا ولا عنك شيئا ولعمر الله ما جوارك بجائز وإن إخفاره عليهم لهين.. والله ما زاد علي على أن لعب بك واستخفك.
أبو سفيان: والله يا قوم ما وجدت غير ذلك.
صفوان: يا أبا سفيان.. ما جئتنا بحرب فنحذر ولا صلح فنأمن.
(نسمع جلبة وركضا ولغطا ثم اناساً يمتطون خير ويسرعون ثم صوت علقمة يصرخ)..
علقمة: ادركني يا زيد.. ادركني.. إلي.. إلي.. تعالى.. تعالى..
زيد: ما وراؤك.. أأخبار... أأخبار..
علقمة: وأية أخبار.. أية أخبار... خيانة خيانة.. دسيسة.. دسيسة
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1107  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج