شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وهلِ الشمسُ في الظهيرةِ تَخفى (1)
لستَ يا بحرُ والقوافي رُخاءُ
قرنَ بحرٍ رَويُّهُ الأحياءُ
لا أرى البحرَ غيرَ (موجٍ) وفُلكٍ
لا الذي خوضتْ به الشُّعراءُ
ذاك من فتنةِ الخَيالِ وهذا
مَسبحٌ فيه للقوى إسراءُ
كلُّ (شعبٍ) أسطولُه فهي صَفٌ
أسلمتْه زِمامَها الخُيَلاءُ
* * *
(لُجَجٌ) في عُبابِهَا المجدُ وقفٌ
(للجواري) صَيدُها الدَّأماءُ
وصلتْ بالبسيطِ كلَّ (مُحيط)
طالما استوحشتْ به الظَلماءُ
مرقتْ فوقَهُ (القِلاعُ) سِهاما
(منشآتٍ) كأنَّها (الجوزاءُ)
وتمطتْ من تحتِهِ كلُّ أفعى
ذاتُ رقشٍ كأنَّها الحِربَاءُ
(والحضاراتُ) من قديمٍ تسامتْ
في ضفافيهِ شعلةً والثراءُ
أين مِنه العَروضُ وهو جَفافٌ
أين منه (الزحافُ) والإِقواءُ
إنما الشأوُ والفنونُ ابتكارٌ
أن يميزَ (العباقِرَ) الإِنشاءُ
لستُ أعني بِهِ (البيانَ) سُموطاً
بل هو (الصَّهرُ) أو هو (الإِصلاءُ)
* * *
حلبةُ النشءِ والشبابِ طُموحٌ
وتَوانيهِ ضَيعةٌ وغُثاءُ
وإذا هُمْ تنافسوا في (التَّمني)
أعضلَ الداءُ واستحالَ الدَّواءُ
إيهِ يا (عذبةَ اللُّمى) كيف شعَّتْ
في دَياجيكِ تِلكُمُ الأضواءُ
كنتِ ظمأى وتشربينَ أُجاجاً
فجرى فيك بالفُرات (المَاءُ)
واستبدَّ الظَّلامِ فيك (دُهوراً)
ثم نصَّتْ عقودُها (الكُهرباءُ)
وبكِ افترَّتِ (الإذاعةُ) تُزجي
(ثمراتِ العقولِ) وهي جَلاءُ
واسبطرَّ (العُمرانُ) من كلَّ (قصرٍ)
بين (أبهائِهِ) يَشيعُ البَهاءُ
رفَّ قبلَ الشِّراعِ من عَهدِ نُوحٍ
وهو طِفلٌ ومهدُه الأنواءُ
تارةً باسماً وأُخرى كئيباً
بين جنبيهِ تَعبثُ الأهواءُ
شفَّهُ السُّقمُ والبُخارُ نعاهُ
وهو شِلوٌ تشفُّهُ النَّكباءُ
تتوخى (الأسماكُ) فيه اصطياداً
ولها فيه طرفةٌ وحَباءُ
(برزخٌ) للحجيجِ للشدوِ منه
وتُجافيهِ إن سَجى الوَرقاءُ
كُلما انسابَ زورقٌ فيه طارتْ
خافقاتٌ ورُوَّعتْ أحشاءُ
وقضى اللهُ بالأمانِ فَشِيدتْ
دونَ عَامينِ هذه (المِيناءُ)
بُنيتْ (بالحديدِ) و (الصُّلبِ) حتى
رُفِعَ السَّمْكُ واستطالَ البِنَاءُ
دُحيتْ قبلَهُ الصُّخورُ ومُدَّتْ
في (القرارِ) الجسورُ والأطواءُ
واستُبيحتْ أعماقُهُ وهي (بِكرٌ)
لم تُمزِّقْ أديمَهَا الآناءُ
وأُنيطتْ بها (البواخرُ) تدنو
في مراحٍ وزالتِ الأعبَاءُ
فإذا (المِرفأُ) الأمينُ فِناءٌ
وإذا البيتُ والفِناءُ سَواءُ
* * *
تلك (للمُصلِحِ العَظيمِ) (أيادٍ)
لم يُوفقْ لمثلِهَا (الخُلفاءُ)
بَذلتْ (للوفود) تِبراً وماذا
نحن نحصي وأين منه الثناءُ
إِنا (عصرُهُ) سلامٌ وأمنٌ
وربيعٌ ونعمةٌ واهتداءُ
كيفما أنتَ تُرجِعُ الطرفَ تشهدْ
(نهضةٌ) كُلَّها بهِ إحياءُ
صفحةٌ بعدَ صفحةٍ وسطورٌ
في كِتابٍ مدادُهُ اللأْلاءُ
عَمَّتِ الشاطئينِ شَرقاً وغَرباً
وبها الشعبُ توأمٌ والبَقاءُ
نفخَ اللهُ (صورَهُ) بعدَ يأسٍ
وبهِ أنبثَّ في القُلوبِ الرَّجاءُ
والمشاريعُ رائحٌ إِثر غادٍ
في إضطرادٍ وكُلُّهنَ ابتداءُ
ولعلَّ الحديثَ عنها (فضولٌ)
ولعلَّ الفضولَ فيه ازدِهَاءُ
وهلِ الشمسُ في الظهيرةِ تَخفى
وبها الأرضُ زينةً والسَّماءُ
يا (مليكي) العظيمُ دونَك وانظرْ
كيف تشدو بشُكْرِكَ الأَرجاءُ
مظهرٌ فيه للإِلهِ امتنانٌ
وعليه من (السُّعودِ) لِواءُ
كان أمنيةٌ فأصبحَ بُشرى
لجَّ فيها الأثيرُ وهو غِناءُ
لكأني أرى (العواصمَ) نَشوى
وهي فيك الولاءُ والإطراءُ
وكأنَّ الإِسلامَ فيك تَلاقى
من وراءِ البحارِ وهو دُعاءُ
مكةُ والرياضُ قلبٌ وعينٌ
(جِيدُها الصلْتُ) طيبةُ الفيحاءُ
وكأنَّ (المدائنَ) الحُوَّ مِنها
(قابَ قَوسينَ) أو هي الزَّهراءُ
وكأنَّ الدَّمامَ جدةَ قُرباً
أو هُما في الوِصالِ جيمٌ وحَاءُ
وكأنَّ الخُطوطَ في كُلِّ فجٍّ
قدْ تَرامى، جَداولٌ خضراءُ
وكأن الغَدَ العَتيدَ صباحٌ
مُستهِلٌ وكوكبٌ وَضاءُ
وحدةٌ وثَّقَ الإلهُ عُرَاها
وسُداها (البِطاحُ) والدَّهناءُ
فافتَتِحْ أيُّها الحَجيجُ وشيكاً
(مِرفأ) فيه يجهرُ الإِرساءُ
هو للمِشعرِ الحَرامِ ورَيدٌ
وهو (للمتجرِ الحَلالِ) نَمَاءُ
ضَنَّ فيه الوَزيرُ (2) وهو سَخيٌ
وقليلٌ مِن مِثلِهِ الكُرماءُ
ضنَّ بالنومِ لم يَذُقْهُ غِراراً
وهو بالمالِ دَيمةً وَطْفاءُ
كانَ يغدو مع البُكورِ إليهِ
ويروحُ العَشيَّ وهو المَضَاءُ
يتحدى الزَّمانَ فيه انتجازاً
وبهذا يُخَلَّدُ الوُزراءُ
* * *
عاشَ عبدُ العزيزِ ذُخراً وحِرزاً
وبنوهُ الفَراقِدُ الأُمراءُ
ورعى اللهُ مُلكَهُ وحماهُ
ولهُ الشعبُ والبلادُ فِداءُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 238 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .