| تفكَّرْتُ في الإسلامِ وهـو مُحَلِّـقٌ. |
| وفكَّرْتُ في الإسلامِ وهـو كسـيرُ!. |
| صُقُورٌ يَجُبْـنَ الجـوَّ غَيْرُ جَـوارحٍ. |
| ويَبْدو بِهِـنَّ الجـوُّ وهـو قَرِيـرُ! |
| تَناءيْنَ عن ظُلْمٍ وخِيمٍ. وعن خَنـًى. |
| وأَلْهَمَهُنَّ الصّالِحاتِ ضَمِيرُ! |
| وجاءتْ على أَعْقابِهِنَّ حمائِمٌ |
| كَثُرْنَ ولكـنْ مـا لَهُـنَّ هَدِيـرُ! |
| كَثُرْنَ ولكنْ ما لهنَّ تَوَثُّبٌ |
| ولا هِمَمٌ كالغابِرينَ تُثِيرُ! |
| فأَغْرَى بِهمْ هذا الخُمـولُ طوائِفـاً. |
| مَطامِعُهُمْ لِلْخامِلينَ سعيرُ! |
| ولو أَنَّهم كانوا كَمِثْـلِ جُدودِهِـمْ. |
| لما كانَ منهـم خانِـعٌ وحَسِـيرُ! |
| رَضُوا بِسَرابٍ خـادِعٍ فَتَساقَطـوا. |
| إلى حُفْرَةٍ فيها الهوانُ خفيرُ! |
| حُطامٌ ومَجْدٌ كاذبٌ وتَفَرُّقٌ |
| مُشِتٌّ.. لـه الحُـرُّ الأَبِـيُّ أسـيرُ! |
| وَنًى وانْحِـدارٌ واخْتِـلافٌ مُمَـزِّقٌ. |
| حِراءٌ بكى من وَيْلِهِ وثَبِيرُ! |
| * * * |
| تَذكَّرْتُ أَمْساً كـانَ فيـه رِجالُـهُ. |
| لُيُوثاً لهم في القارِعات زَئِيرُا! |
| ولَيْسوا طغـاةً بل حُمـاةً لِرَبْعِهِـمْ. |
| ولِلنَّـاسِ إنْ خطْبٌ أَلَـمَّ عسـيرُ!. |
| أَرُوا العالَمَ المَسْحُوقَ بعد ابْتِزازِهِ وذِلَّتِه عَدْلاً يراه ضَرِيرُ! |
| فَمالَ إلى الحُسْـنى. وألقـى قِيـادَهُ. |
| إلَيْهِمْ فـلا قَيْـدٌ يَشُـدُّ.. ونـيرُ! |
| * * * |
| تذكَّرْتُ عَهْداً للنَّبِيِّ محمَّدٍ.. |
| وأَصْحابِهِ يَهْـدِي النُّهـى ويُنِـيرُ!. |
| كبَدْرٍ أضاءَ الأَرْضَ بعـد ظَلامِهـا. |
| فما ثَمَّ إلاَّ راشِدٌ وبَصِيرُ! |
| وما ثَمَّ إلاَّ قانِعٌ بحياتِهِ |
| وراضٍ بها.. بالمُوبِقاتِ خبيرُ..!. |
| لقد ذاقَ مِن ماضِيه خُسْـراً وذِلَّـةً. |
| وحاضِرُهُ رِبْحٌ عليه وَفِيرُ..! |
| وكانَ له مِن حُكْمِـهِ مـا يَسُومُـهُ. |
| من الخَسْفِ ما يطوى المنى ويُبِـيرُ..!. |
| وما عـاق عـن حُرِّيَـةٍ وكرامَـةٍ |
| ففي كـلِّ يَـوْمٍ مِحْنَـةٌ ونَذِيـرُ..! |
| وها هو مّنْذُ اليَـوْمِ بعـد انْدِحـارِ. |
| هِبدا في مَغانِيـهِ الطُّلُـولِ. بَشِـيرُ!. |
| فعادَ قَرِيراً بالغُزاةِ تَوافَدُوا |
| إليه. وقد يَرْضَى الغُـزاةَ.. قَرِيـرُ!. |
| وكيف. وقد جـاءُوا إليـه بِعِـزَّةٍ. |
| ومَيْسَرَةٍ يَهْفو لَهُنَّ فَقِيرُ؟! |
| فَصارَ نَصِيراً لِلَّذينَ تَكَفَّلوا |
| بِعَيـشٍ كريمٍ لَيْـس فيـه نكـيرُ! |
| ولا فيه غَبْـنٌ من ضَـراوةِ ظالِـمٍ. |
| وما فيه إلاَّ زاهِدٌ ونَصِيرُ! |
| فيا سلَفاً أَفْضـى إلى خَيْـرِ غايـةٍ |
| بِأيمانِهِ.. فارْتاحَ منه ضَمِيرُ! |
| يَسِيرُ إليها راضياً بِمَصيرِهِ.. |
| فَيَلْقاهُ بالأَجْرِ الجَزِيلِ مَصِيرُ! |
| خَمائِلُ خُضْـرٌ حالِيـاتٌ بِنَضْـرَةٍ. |
| غَدَتْ فَدْفَداً لم يَبْـكِ فيـه مَطِـيرُ!. |
| وآياتُ عِمْـران شَوامِـخُ شُـرَّعٌ |
| خَوَرْنَقُها عالي الـذُّرى. وسَدِيـرُ!. |
| وفي هذه الدُّنْيا نُهىً وشاعِرٌ |
| ومنها جَليلٌ شامِخٌ. وصَغيرُ! |
| ومنها هَزيلٌ ضامِرٌ مُتنفِّجٌ |
| ومِنْها -وإن أخْنَى الزَّمانُ- طَريـرُ!. |
| * * * |
| أيا ابْنَ الأُباةِ الصَّيدِ هُبَّ من الكرى. |
| فَأَنْتَ بِهذا الصَّحْوِ.. أنْتَ جَدِيـرُ!. |
| شَبِعْنا سُباتـاً كانَ خُلْفـاً وفُرْقَـةً |
| ومِن حَوْلِنا للطَّامِياتِ هَدِيرُ! |
| وقد يَجْمَعُ الله الشّتاتَ فَإنَّه |
| على جمعه -رَغْمَ الصِّعابِ- قَدِيـرُ!. |
| ولكِنْ عَلَيْنا السَّعْـيُ فهـو ضَرِيبَـةٌ. |
| عَلَيْنا كَبِيرٌ دَفْعُها.. وصَغِيرُ! |
| سنَدْفَعُها حتى نَفُوزَ وَنَنْتَهِي |
| إلى غايَةٍ نَعْلو بها ونَطِيرُ! |
| إلى غايةٍ شَمَّاءَ كان جُدُودُنا |
| حَبِيبٌ إليهم نَيْلُها.. ويَسِيرُ! |
| * * * |
| حَدِيثٌ بِه أَمْلـى الفَرَزْدَقُ شِعْـرَهُ. |
| وشايَعَهُ فيه النَّطُوقُ جَرِيرُ! |
| وما هو إلاَّ نَفْثَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ |
| لها مِـن يَـراعِ العَبْقَـرِيِّ صَرِيـرُ! |