شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الثَّمانونْ؟!
بعْد الثَّمانِينَ خَبَتْ جَذْوتي
وآدَني السُّقْمُ. وطاب الرَّحيلْ!.
بعد الثمانين أَبَتْ صَبْوَتي
إلاَّ انْحساراً عـن جبيـني الأَثِيـلْ!.
إلاَّ ابْتِعاداً عن هوًى قاتِلٍ
يَرْمِي بـه ثَغْـرٌ وطَـرْفٌ كحِيـلْ!
عِشْتُ حَياتي مُصْغياً لِلْهوى
فَكانَ لي – أُوّاهِ بِئْسَ الدَّليلْ!
كنْتُ حُسامـاً مُنْتَضـًى فاخْتَفـى.
بِغِمْدِه مـا إنْ لـه مـن صَلِيـلْ!
* * *
عَهْدُ الصَّبـا وَلَّـى. ومِـن بَعْـدِه
وَلىَّ شبابـي راكِضـاً من السَّبيـلْ!.
يا لَيْتَني كنْتُ تَوَقَّيْتُهُ
هذا الهوى. هذا الضَّـلالُ الوبيـلْ!.
ما كنْتُ أَدْرِي أْنَّني سابِحٌ
في حَمْأَةٍ أَحْسَبُها السَّلْسَبيلْ!
لكنَّها كانَتْ فَفرَّتْ وما
أضَلَّنِي بالخادِعِ المُسْتَطِيلْ!
كانتْ حُسامـاً فَـوْقَ رأْسـي إذا.
عَصَيْتُـه كنْتُ الصَّرِيـعَ القَتِيـلْ!
وَيْلي من الرَّمْضـاءِ هَـلاَّ اسْتَـوَتْ
رِجْلايَ منهـا بالخَمِيـلِ الظَّلِيـلْ؟!.
لكِنَّني كنْتُ الفَتى سادِراً
في الغَيِّ يروى من قَـذاةِ الغَلِيـلْ!.
يَلُومُـني الصَّحْبُ فمـا أَرْعَـوِي
بل أَسْتَوِي مُنْتَشِياً بالصَّهِيلْ!
* * *
أَشْعُرُ مِـن بعـد المَشِيـبِ الـذي
أنَهكَني.. أَشْعُرُ أَنِّي العلِيلْ!
عَلِيلُ جِسْمٍ راعِشٍ يَنْحَنِي
على عَصاهُ. في الضُّحى والأَصِيـلْ!.
يَنْشِجُ في صَمْتٍ لِئَلاَّ يرَى
منه الوَرى الدَّمْعَ. ويُخْفي العَوِيـلْ!
* * *
وَيْلي مـن النَّـارِ الَّـتي اكْتَـوَى
بها. ومن شجوى وسُهدي الطَّويـلْ!.
ومِن ضَمِيرٍ لم أُطِعْ نُصْحَهُ
كأَنَّما يَطْلُبني المُسْتَحِيلْ!
يَخِزُني وخْزاً تسيل الحشا
به دَماً يجـري. وما مـن مُقِيـلْ!
فيا لَعِصْيانٍ مَضى يَبْتَلي..
حاضِرَهُ منه بِهَمٍّ ثَقِيلْ!
أَيا ضَمِيري.. إنَّني نادِمٌ
فيا لِعِزٍّ يَشْتَهِيهِ الذَّلِيلْ!
قد كنْتُ بُوماً ناعِبـاً مـن الدُّجـى
فكيف أَشْدُو في الضُّحَى بالهَدِيـلْ؟!.
والشِّعْرُ كم أَرْسَلْتُهُ شادِياً
فَصاغَ دُرّاً في الأَثيث الأَسِيلْ!.
من الحَوَرِ السَّاجـي يُذِيبُ الحَشـا
والقَدِّ يختال طَرِيداً.. نَحِيلْ!
وكادني الحبُّ كما كِدْتُهُ
ورُبَّما بَزَّ النَّشِيطَ الكَليلْ
بالشِّعْرِ كنْـتُ الشَّامِـخَ المُعْتَلِـي
الكاسِب الحَرْبَ بِسَيْـفٍ صَقِيـلْ!
كم دانَ لي الحُسْنُ فأكْرَمْتُهُ
من بَعْد أَنْ دانْ. وكـان البَخِيـلْ!.
ذلك عَهْدٌ كنْتُ ذا مِرَّةٍ
به. ولم يَبْق لها من قَلِيلْ!
كم أتَمنىَّ أنَّها لم تَكُنْ
وأنَّني كنْتُ الضَّعيفَ الهَزِيلْ!
فقد يكـونُ الضَّعْفُ لـي عِصْمَـةً
مـن جَنَـفٍ كنْتُ بـه أَسْتَطِيـلْ!
واليَوْمَ إنَّي هَيْكَلٌ راعِشٌ
يَبِسُهُ راحَ. وراحَ البَلِيلَ!
يَـدِبُّ.. يَسْتَنْشِـقُ بَعْضَ الشَّـذا.
من رَوْضِهِ الذاوِي ورَطْب النَّجيـلْ!.
مِنْ بَعْـدِ أَنْ كـانَ كثـيرَ النَّـدى
بالثَّمَرِ الحالِـي.. زاهـي النَّخِيـلْ!.
* * *
أسْتَغْفِرُ الله. وأرجو الهُدى
منه يُوافِيني بِصَفْحٍ جَمِيلْ!
هُنـاكَ مـا أَجْمَـلَ تِلْكَ الصُّـوى
تَهْدِي. وما أَسْعَـدَ فيهـا النَّزِيـلْ!.
ويا أُهَيْلي ورِفاقي الأُلى
كانوا هَوايَ المُسْتطـابَ الحَفِيـلْ!
من كـانَ مِنهُـمُ لم يَـزَلْ بالحِمـى
يَزِينُه.. يَشْرُفُ منه القَبِيلْ!
ومَن تَناءى. فهو في دارِهِ
تِلْكَ التي تُكْرِمُهُ بالجَزِيلْ!
كم طَوَّقُوني بالمُنى حُلْوَةٌ
وبالرُّؤى رفَّافَةً تَسْتَمِيلْ!
وكنْتُ لا أَشْكو الوَنى مَرَّةً
إلاَّ وجاءوا بالمُثِيبِ. المُنيلْ!
أَسْتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ لِلْمُنتَأي
وأَنْشُدُ النُّعْمـى لباقـي الرَّعِيـلْ!
وارْتَجي الغُفْـران مِنْهُـم علـى..
ما كانَ مِنِّي قَبْـلَ يَـوْمِ الرّحَيـلْ!
جدة/ 16/ محرم/ 1414هـ
6/ يونيو/ 1993م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :367  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.