شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الراعـي
سَبَقَ الصباحَ إلى الْجَبْلِ يَسْعَى إليه على مَهَلْ
مُتَهَلِّلُ القَسَماتِ بَشَّ النَّفْس وضّاحَ المُقَلْ
ماذا يَخافُ وكلُّ ما في الأرض يَضْحَكُ عَن أمَلْ؟
هذي تباشيرُ الربيعِ تَسَرْبَلَتْ أزْهى الحُلَلْ
رَفَّتْ سُنونو في فَضاء الله وانْطَلَقتْ حُجَلْ
وتماوَجَتْ في الرَّوْض رَيْحاناً وفي الوادي سُبَلْ
ماذا يخاف وقدْ خَلَتْ دُنْياه مِنْ داعي الوَجَلْ
وكَفاه شرَّ الذئبِ كَلْبٌ، بَلْ رفيقٌ في العملْ
إن نامَ قامَ مَقامَه، وإذا أهابَ به امْتَثَلْ
ماضي المَخالبِ مُرْهَفُ الأظْفار مَشْدودُ العَضَلْ
يَقِظُ الفُؤاد مُجَرَّبٌ فتَّاحُ أبْوابِ الحِيَلْ
يَحْوي إلى طَبْع الهِزَبْرِ أرَقَّ مِنْ طَبْع الحَمَلْ
لا يَسْتَقرُّ ولا يَكِلُّ ولا يُراوِدُه كَسَلْ
أبَداً يدُور على القَطيع لكيْ يَقيهِ مِنَ الزَّلَلْ
يَغْفو وإحدى مُقْلَتَيْه تَجوسُ أطْراف الجَبَلْ
* * *
يا أيُّها الراعي حَسَدْتُك في السرورِ وفي المَلَلْ
يَهْنيك تَضْرِبُ في السُّهولِ وفي السُّفُوحِ وفي القُلَلْ
حَرَّرتَ بالإِيمان نَفْسَك مِنْ مَنَاةَ ومِنْ هُبَلْ
وَدَفَعْتَ بالصَّبْر الجَميل مكارِهَ الْخَطْبِ الجَلَلْ
وزَهَدْتَ بالدُّنيا ففاضَ على مَرابِعِكَ الوَشَلْ
يِهْنيكَ تَفْتَرِشُ الحِجارةَ، لا عَياءَ ولا كَلَلْ
تَغْفو قَريرَ العَيْن إذ يَغْفو سواك على زَعَلْ
وتعيشُ بالأحْلام . . . لا شمْساً تخافُ ولا بَلَلْ
يَهْنيكَ تَضْحَكُ للصباحِ وللمساءِ وللطفَلْ
وَتهُزّ أعْطافَ الطبيعةِ بالشَّجيّ مِنَ الغَزَلْ
يا ابنَ القِفارِ الجُرْدِ يَرْقُدُ في سَكينتها الأزَلْ
ارفَعْ عَصاكَ على السُّيوفِ وهُزَّها فَوْقَ الأسَلْ
ما في صَوالِجَةِ الملوك أعزُّ منها أو أجلْ
* * *
قُلْ للمفتِّشِ في القُصور عَنِ السَّعادةِ والجَذَلْ
لا تَتْعَبَنَّ فَقَدْ ركِبْتَ إليهما سُبُلَ الخَطَلْ
نَبْعُ السعادةِ في الفُؤادِ ونَهْرُها دَرْبُ الجَبْلْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 448 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج