شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رابعاً: الرسْم الفَني (اللوحَات الشعريّة)
إن أبرز عنصر في شاعرية بلخير، هو الرسم الفني، للوحات شعرية ساحرة. فقد تحول شعره إلى معرض فني، يجمع شتى اللوحات.
وان اللوحات الشعرية لتشخص في كل قصيدة أو ملحمة من شعره. وقد تتعدد تلك اللوحات في القصيدة الواحدة.. ويتنوع عالم لوحاته، في شكلها ولونها وبيئتها ومضمونها..
فمنها اللوحات الشعبية، والبدوية، والاجتماعية، والإِنسانية، والتاريخية، والأسطورية، والرومانسية.. وغيرها. واللوحة عند بلخير فن يجمع الحركة والجمال والفكرة، بتناغم موسيقي، وانسجام جميل بين جو اللوحة كإطار لها، وشخوصها كمضمون لتلك اللوحة.. أي إن اللوحة تتشكل من أناس وأبطال تحف بهم الطبيعة والبيئة. وبالتالي قد تستحيل إلى مشهد مثير بأبطاله وحدثه وروحه أشبه بالأقصوصة الفنية الخاطفة.
والمشهد الذي يصوره بلخير، يحسه بوجدانه وبخياله وبعينيـه.. حتى يحل فيه، ويستوعبه، ثم يعيـده لنا بكل حيويتـه وحركته ولونـه وجوِّه.. فمـن هنا تجيء مشاهده أو لوحاتـه في معرضـه الشعري جذابـة مشرقـة ممتعة سارة.
وأول لوحة، يمكن أن تثير اهتمامنا في معرض بلخير الشعري.. لوحة (العرضة النجدية). هذه الحركة الإِيقاعية الجماعية الشعبية، التي توحي لناظرها بمعاني الأصالة العربية من رجولة وشجاعة ونخوة وشموخ. إنَّ منظر الرجال الفرسان، وهم يتمايلون والسيوف المشهرة بأكفهم، على إيقاع ضرْب الطبول، لتجسد معنى الفرح برفقة السيف، أداة القوة.. وإن ذلك الفرح أو تلك النشوة التي نلمحها على فرسان العرضة لتبلور أيضاً موقف الأبطال من مجابهة الصعاب.. فهم يعبرون بشكل أو بآخر -في عرضاتهم- عن فرحهم وحماستهم، والسيوف تبرق بأيديهم، وقد عادوا من نصر كبير مع العدو، أو قد تأهبوا لقراع ذلك العدو، وفي الحالين، كانوا يعبرون بفرحة عن مجابهة الموت والأخطار والتحدي.
وان عبد العزيز -قطب رحى العرب وحادي ركب الحياة المجد- خير من يمارس فن العرضة النجدية، برجولته وهيبته واشمخراره. فلا بدَّ أن تكون حركاته وهو يعلق السيف البتار اللامع، مثيرة للحماسة والإِعجاب والتجاوب.. مع الفروسية أو البطولة بأسمى معانيها.
كما لا بدَّ أن يكون شاعرنا بلخير، ممن يتعاطفون ويسرون بتلك المشاهد العربية الأصيلة.. لذلك تجيء لوحته عن تلك العرضة صادقة وناطقة وحية.. لا سيَّما إذا تصورنا ما نشاهده في التلفزيون- من حين لآخر في أيامنا هذه، منظر بعض الأمراء السعوديين وهم يزاولون عرضاتهم الرجولية، وبخاصة ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز إذ يطمئن السيف ويزهو في مقبضه.. الذي يتألق مشهده في عرضته. ولذلك فتظل لوحة بلخير في العرضة صحيحة ومستمرة في تمثيل الواقع:
كلمـا دقت الطبول على (العر
ضة)، ماجت ما بين جزر ومد
وترامت أصداؤهـا يرقص (العر
ب) عليها، فيها الصدى والتصدي
يتهادى (عبد العزيز) ويختـال
عليها، ما بين شيبٍ ومردِ
والمواضي على سواعدهم تز
هو بهم، والسنا على كل حد
وهو كالراية المنيفة في علـ
ـياه، رفت على مشارف نجد
وعلـى رأسـه (المقصـب) فـي حمـرة إشـراق صبحـة المتبـدي
يتهادى بسيفه يا لمرآ
هُ تلالا في الشمس من غير غمد
طال في كفه، وما طال فيه
وتعالى، إلا بأطول زند
ويستمد أيضاً شاعرنا بلخير مادة لوحاته من الأجواء البدوية، والبقاع الصحراوية، فيلاصق البادية، ويتنشق أزاهيرها، وينصب خيامه، ويعيش حياة البادية، ويستطيب بعاداتها وأخلاقها، ويعود إلى الأصالة العربية وهو في أوج حياته العصرية.. وإن لوحته في العودة إلى الصحراء لتمثل حبه لقومه العرب ولتاريخهم ومثلهم وعاداتهم وحياتهم. ولنتمعَّن في هذه اللوحة المتحركة الحية الناطقة بالأريج واللون والصوت:
نزلنا على (التنهات) يعبق روضها
وأطيارها تشدو بها وتصفر
ترفرف في مجرى النسيم خيامنا
يحف بها زهر الرياض المنور
وقد فاح في الأجواء طلح وحرمل
وشيح وقيصوم ورمث واذخر
تضمخنا أنفاسها في خيامنا
يرف بها جو بليل معطر
ونشرب من غدرانها وهي سلسل
من الكرع الصافي، من الغيم يقطر
تشع ليالينا بها، وسراجنا
بها في دياجي الليل، بدر منور
نشب على أضوائه النار نلتقي
على ضوئها نزهو ونلهو ونسمر
تدور علينا (قهوة البن) فاح في
(فناجيلها) منها شذاها المبهر
ونحن على رمل تعرت تلاله
يفوح الندى فيها، كما فاح عنبر
يسامرنا من قد دعتهم خيامنا
وأضواؤها في الليل وهي تنور
وإذا كانت حياة البداوة -طبيعتها وحريتها وانطلاقها وقيمها وعاداتها ومعيشتها- قد أسرت شاعرنا العربي فشغف بها ورسم لها لوحات عديدة، فإن ثمة لوحات أخرى لتلك الصحراء، وقد أحيا لنا أجمل ما فيها، صورة البدويات وهن يتزاحمن على مورد الماء، ليملأن الدلاء، ويجرنها، ويسكبنها في الأحواض لسقاية الإِبل والمواشي.. ويشارك الشاعر البدويات، بل يزاحمهن في الصباح على جر الدلاء.. وقد راح يلتقط كل أجزاء لوحته، وقد ركز على واحدة منهن. لتكون بطلة اللوحة، بكامل تقاطيع جسمها وجمالها وحركاتها. ولتكون جذابة وتسر الناظرين:
وكم وردتُ وصخبن الماء مصطبحاً
على [رماح] بدلوي للهوى شاري
أزاحم البدويات الصباح على
جرِّ الدلا والهوا يلهو بأطماري
من كل وارفة الأهداب ضامرة الـ
أحشاء يدلي (رشاها) زندها العاري
إذا تمطت تجر الدلو مال بها
كما يميل بخفق الراية الصاري
تحمله بين يديها، ثم تسكبه
في الحوض للبهم، في زهو وتكرار
كأنها مهرة غراء تلعب في
روض وحول غدير بين أمهار
فتنتشي حولها الأنظار وهي بها
نشوى، فيا سحر أنظار لأنظار
وقد احتوى معرض الشاعر بلخير لوحات اجتماعية. أهمها لوحة (الركب)، التي تصور عودة الموكب إلى مكة من المدينة، بعد زيارة المسجد النبوي وقد احتشد الناس -وبخاصة النساء- في شوارع مكة ونوافذ قصورها لاستقبالهم بأهازيج وأفراح. وتمارس بعض العادات في نثر موكب العائدين بالرياحين، وإرسال الدعوات والزغاريد للموكب.. وكان مشهد الفتيات والسيدات -وهن في الشرفات- يضفي على المهرجان جمالاً.. وتصبح اللوحة -كما عوَّدنا بلخير- زاخرة، بالصوت، والصورة، والحركة، وعبق العطور.. فلا بدَّ لكل الحواس من المشاركة إذاً في احتواء اللوحة، واستعذاب جمالها. فيرسم بلخير لوحته، وقد أقبل الفتية مستبشرين بعودة الركب وهو يجتاز شوارع مكة من أدناها إلى أعلاها فترتسم به هذه الصورة:
وتنتشي كل (حوراء مطهرة)
ملء النوافذ في آفاق أقمار
كأن في شرفات الدور لمع سنا
مجرةٍ من نجوم ذات أنوار
فيهن من (عبد شمس) كل فاتنة
تطل من شرفات ذات أستار
لهن في صهوات الخيل أفئدة
يزهو بها (الركب) من آل وأصهار
يرمينهم بفتات المسك عائدة
شفاههن بذكر (الحافظ الباري)
ويعبق (العود) فيها من مباخره
يضوع في الحي من دار إلى دار
مع الزغاريد أجراس النجوم إذا
تماوجت فهي من أصداء أوتار
تهتز منها نياط القلب خافقة
ضلوعها كاهتزاز السلك من نار
ومن لوحات الشاعر بلخير في معرضه الشعري، اللوحات الإِنسانية التي يصور فيها بعض المآسي التي حلت بأبناء بلده وذويه وجيرانه في العروبة والإِسلام.. كما في لوحات زلزال ذمار ودمار اليمن.. وفاجعة (الترايستار) بمطار الرياض - ولنقف أمام واحدة من تلك اللوحات الحزينة المفجعة.. ولتكن صورة الأم المفجوعة بزوجها (أبي ريان)، فإن تلك الطائرة التي احترقت به وبكل من كان فيها وقد راحت تتعزى وتتصبر بالصلاة وتلاوة القرآن، وصورة زوجها الراحل لا تفارقها، وهي تحتضن ولديها بحنان وإشفاق، ولكن نرى في وجهها ولباسها سمات التجلد والإِيمان بقضاء الله وقدره.. فكلما أحسَّت بحرقة الفجيعة، وتراءى لها طيف الزوج، وولديه، هرعت إلى محراب الصلاة، فكان القرآن وآياته خير عزاء وسلوى وبردٍ لنيرانها وقهرها. لذلك فقد جاءت اللوحة مجسدة لكل الانفعالات والمشاعر التي تضطرم في صدر الأم المفجوعة، وهي تحاول أن تتغلب على هول فاجعتها:
ومفجوعة في البيت ما شق جيبها
على زوجها حاشا ولا صوتها علا
وما لبست إلاَّ البياض تلألأت
به حينما شعَّت ملاكاً مُحجلا
إذا شبَّ كالبركان بالنار صدرُها
وكاد على بلواه، أن يتفصلا
وماج (أبو ريان) (1) ، ملءعيونها
خيالاً تراءى بالدموع، مبللا
ولاح لها (رعد) و (ريان) حولها
غلامين، من أطيافه، قد تسربلا
جثت فوق (محراب الصلاة) لربها
تصلي، وتستشفي (القرآن) مرتَّلا
تبرد بالآيات، حرَّ فؤادها
إذا ما تلت منها الشفاء المنزلا
وتحنو على شبلي أبيهم تزاحما
على ركبتيها، لاعبا، وتدللا
وتتزاحم وتتراص اللوحات الفنية في ملاحم الشاعر عبد الله بلخير، بحيث يستحيل علينا أن نرصدها بكاملها عبر ملاحمه الإِسلامية والأندلسية.. لأن التاريخ الملحمي ذاته يعاد إلينا بحرارته، بأجوائه ومشاهده وأحداثه وحركته وشخصياته.. فتضيع اللوحات، في خضم لوحة التاريخ الكبرى..
على أننا قد نفلح أحياناً في انتزاع بعض اللوحات من الخضم الكبير، والتمثل بها بمنأى عن ارتباطها بعالمها التاريخي الكبير، فنوفق، وننفرد بلوحة من ملحمة الرسول، وفيها ولد (المرتجى)، وأخذت أمه (آمنة بنت وهب) تضمه إلـى صدرها بكل حنان الأم، وهو يلامس ثديها بيمناه، وهي تشمها، وقد تعلق بذلك الصدر الحنون، وعيناه مفتحتان. فكانت لوحة الأمومة الفريدة. التي تشع بالمعاني الروحية والسماوية، وتفيض بالمشاعر والعواطف المؤثرة.. ورغم أبياتها الثلاثة:
ضمه صدرُ أمه (بنت وهب)
إذ رأت فيه كنزها الميمونا
درَّ ثديُ أمه بيمناه، فارتا
حت إلى مسِّها.. تشم اليمينا
وهو حانٍ عليه، فتَّح عينيـ
ـه وقد نال منه صدراً حنونا
كما أننا لا نعدم كذلك المقدرة على اقتطاع لوحات أخرى جزئية من الأندلسيات، فثمة لوحة تبرز في وسط ضجيج الشاعر الرحالة في قطاره عبر أوروبا.. إذ تراءت له مع ذلك الضجيج صورة أسطورية عن جن (وبار) المشهورين في أساطير العرب وهم موغلون في تاريخهم القديم، وقد أخذوا يمارسون عزفهم وقرع طبولهم وحركاتهم ورقصهم وإيحاءاتهم وأراجيزهم حول النار والصحراء والسماء.. ثم تموجات أثيرية، وإيقاعات مختلطة بين عالم وبار خلف الربع الخالي ودنيا القطار بين باريس وقرطبة في لحن هيرموني، وبأبيات ثلاثة أيضاً:
معازف جِنٍّ في (وبار) تلاحقت
ودقاتُ طبلٍ خلف نيرانها اختبا
ترامت إلينا من مراقص (عبقرٍ)
على (الربع الخالي) تهب بها الصّبا
أراجيز قد خبَّ القطار مسابقاً
صداها المدوي.. راجزاً متعقبا
وإن لوحات الأندلس التي تحتوي عالماً كبيراً في شعر بلخير لتشكل حضارة تاريخية وفكرية وأدبية وفنية، كما عرضها علينا في ملاحمه الأندلسية، وقد تتحول اللوحات إلى لون آخر من الجمال المشرق الفاتن إذ نقل لنا بلخيـر -عبر لوحاته العديدة- الجمال الأندلسي، بكل إغرائه وفتنته ورشاقته وجاذبيته نقل الصورة كما زينتها الطبيعة.. ولم يتردد في ترك يراعه ليرسم لنا اللوحة الفاتنة للجمال الأنثوي، وبكل أبعاده القاتلة والآسرة، والمدوخة لبني عدنان وقحطان فكانت لوحة استعراضية للفاتنات الأندلسيات، وهن يعرضن جمالهن أمام غارفي الملذات والمتع، الذين انتهوا للضياع.
فاتكأت الألحاظ، خالط سحر (إسبانيا) في العيون سحرٌ فرنسي
مائسات القدود، تحسبها أغصانَ بانٍ ماست، وأفنان غرس
باسمات الثغور، يفتن من لاقين، من عالم تقيٍّ، وقَس
يتلظى الهوى، وتستعر الفتنةُ فيهن، في مراشف لُعس
وشعور كأنها وهج الشمس على نخلةٍ تميس بوعس
ظُفِّرت في ظفائر كعناقيد الثريا، على ترائب مُلس
وعيون وسنى، كأن بها من نرجس الفجر ما اعتراها بنعس
فإذا ما ثملن حركن من أبناء قحطان، كل أرعن شكس
يتعثرن من مدى السكر ما بين لحاهم، وبين دنٍ وكأس
وكانت تلك هي الأجواء العامة في اللهو والطرب والعربدة، والجري وراء المتع الحسية لملوك الطوائف بالأندلس ولكن الأمر لا يخلو من الأجواء الرومانسية الحالمة في عالم الحب والنقاء، والتصعيد بالرغبات المادية إلى عالم روحي علوي، لا نسمع فيه إلاَّ غناء الوالهين، وتنهيدات العاشقين. لذلك فقد أفرد لنا بلخير لوحة جانبية لهذا الحب الشاعري الذي يتناغم مع أصداء الغناء وانسياب الماء، وشجو المتيمين وضياء القمر، وخفق القلوب:
نجول على الوادي، وأضواء بدره
قد اتخذت من ضفة النهر ملعبا
يغني بها في منحنى النهر عاشق
بظل شراعٍ، جرَّ صوتاً ومطرباً
تهادى به، حتى ترى لانسيابه
على صفحة الماء المصفق مسحبا
أصاخ له في شرفةٍ سمع مدنف
به هزَّه لما رنا.. مترقبا
شجاه بما غنى، فأصغى لما شجى
وكان الهوى في تكتم واختبا
وغاب رقيبٌ قد ينمُّ بما رأى
وأزكى الهوى ما قد يكون مكذِّبا
وحين نرى أن التاريخ العربي المجيد في الأندلس، أكبر من أي إطار فني يستوعب كل صور وأحداث ومعالم ذلك التاريخ.. فمن هنا كان شاعرنا بلخير قد اطمأن إلى الفن الملحمي الذي به وحده يستجمع الوقائع والحقائق.. ويستجيب لصياغتها بالشكل الكامل والمرضي.فكانت اللوحات الفنية المتناثرة هنا وهناك في عالمه الملحمي، ترفد التاريخ بألوان أخرى، وبهرج متمم لأجواء الملحمة. فقد كنا نرى قـادة الفتـح، والخلفاء، في دور خلافتهم ومساجدهم يمثلون المحتوى البارز للَّوحات الرافدة. ولننظر في إحدى هذه اللوحات:
تراءى أمير المؤمنين وآله
وموكبه في جمعة الصوم مجتبى
تحفّ كراديس الفوارس تحمل الـ
ـرماحَ به حول المصلى تألبا
ترجَّلَ يمشي، والعمائم حوله
تمورُ، وكلٌّ بالسلاح تنكَّبا
وإن معرض بلخير الفني، ليغص باللوحات الشعرية التي تنطق بمضامينها الشعبية والبدوية والاجتماعية والتاريخية والإِنسانية والأسطورية والرومانسية.. وإنها لتشكل ظاهرة بارزة في عالم بلخير الشعري والملحمي. وقد نعزو هذا الحشد الزاخر بالمعاني، وألوان الثقافة والفن، وغزارة المعلومات إلى رحلاته حول العالم، واتساع آفاقه الثقافية.. بالإِضافة إلى طبيعته التي وطَّن نفسه عليها، منذ كان يعمل بالقصر الملكي عند عبد العزيز، "كمسجل إذاعة"، إذ كان يأخذ من الراديو ويقرأ الأخبار للملك عبد العزيز (2) . فربما هذه المهمة أثرت على جوهره الفكري، وعمليته الشعرية في رسم لوحاته، بأن أصبح يلتقط -في روائعه الشعرية- أهم أخبار وألوان وأحداث ومعالم تاريخ العرب وتراثهم وحضارتهم يلتقطها، ليعيد صياغتها رسماً فنياً قصصياً، وقد أضفى عليها من وجدانه وحسه الأدبي الشيء الكثير.
وإن تلك الخصائص الفنية التي كوَّنت شاعرية عبد الله بلخير - من منبر شعري، وأعلام تاريخية، وتعامل ذاتي معها، عبر نفس ملحمي، وصياغات بلاغية، وتجسيد للصورة الأدبية من خلال اللوحات الشعرية القصصية والوحدات الموضوعية.. كلها تتداخل في بعض، محدثة شخصية ملحمية شعرية متكاملة متميِّزة، وواحدة لأشهر رواد الشعر العربي الحديث.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :683  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 36
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.