أبا فؤادٍ لأَنتَ النجم للسارِي |
وأنت بيطارُ أنثَارٍ وأشعارِ |
في شعرك الفذِّ ما يوحي إلى قلمي |
تماثلاً بين أحلامي وأَوْطارِي |
شيئاً بنفسك يلقيه إلى نَفَسي |
ما يُشبه الصوْب في آثار إِعصارِ |
بعضُ الخواطر تلقَاها على وطأٍ |
وبعضها يتسامى في ذُرى الغارِ |
فَلا تظُنّنّ.. أنِّي غير ذي مِقةٍ |
لا فيك وحدك.. بل في الخل والجارِ |
وأنت من بينهم.. ملاَّء أفنيةٍ |
شمَّاخ أبنية.. قضَّاءُ أوتارِ |
* * * |
لكنْ قضيْنا.. وأمسى حظُنا دَركاً |
عند الخصوم زهيداً.. دون أنصارِ |
من الذي يتسلَّى في مصائرنا |
.. وهو الذي لا يساوي لقمةً.. حَارِ |
يبهى ويسمو على أكتاف نكبتنا |
لو أنه يتحلى بعض مقدارِ؟ |
أهجتَ لي شجناً عزّ المثيل له |
يشجنا شجَّ مأموم بأحجارِ |
فإن غدوتُ صبوراً في ظُلامته |
فإنني لأذاه غيرُ صبّارِ |
* * * |
ولم أخنْك ولم أرتبْ على نبأٍ |
يهزّني منك في نومي وتسهارِي |
وكيفَ.. لا كيفَ أن أعتاض منك بما |
يقال عن أعينٍ تقفى بآثارِ |
وقد يقال كثيراً ثم تبصره |
أقلَّ أيّ قليلٍ.. بعد إِكثارِ |
وبعْدُ.. واللهِ لا أدري بواعثه |
هذا الذي جئته من بعد إضمارِ |
وما الدواعي.. وما الدعوى فإنَّ لها |
فيما إخال اشتباهاً بعد إصحارِ؟ |
ولستُ في ودك الباقي أخا ثمنٍ |
ولا أخا طرب في اللغو زمَّارِ |
إن القلوبَ لَمثلُ الماء مطّرداً |
إذا احتواه اتساقاً أيّ تيَّارِ |
* * * |
وثمّ أرقامك اللائي تحيط بها |
ولستَ تنتج منها غيرَ أصفارِ |
هذا حساب يَضِل الحاسبون به |
ضَلال ذي فلوات حِلف أغوارِ |
الناس لا الناس في ليل نَهيم به |
طولاً.. ولا مثل تلك الدار بالدارِ |
والخمْس من بعدها في الحال واحدة |
سِتّ على كل مقياس ومعيارِ |
فإنْ تكنْ شُبَه من حولها بدَعٌ |
فإنَّ حل شؤون الخلق للبارِي |