شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الماء.. والنار
رِجلاك في الماء، أو رجلايَ في النارِ
كلاهما خبر يسري به الساري
لا تَخدعنَّك من دنياك بهجَتُها
فإنما أنت شِلْو بين أطْمارِ
يا ذا (الملايين) باتتْ في خزائنها
ما ذاقَ منها رفاها عُشْر معْشارِ
الموتُ موتُك!.. والأعراض تتركُهَا
يجرِي بها قدَر في حُكمه جارِ
هل تدفَع الموت؟ ويك الموتُ من خبر
من دونه تتهاوى كلُّ أخْبارِ
إنْعَمْ ولُذَّ وأَنعِمْ، واغتنمْ فُرصاً
فقد يدار على النعمى بدوَّارِ
هبْكَ اكتنزتَ رياحاً لا بقاءَ لها
فهل ضمنتَ رياحاً دون إِعصارِ؟
وأنت شِلوٌ خفيفُ الحاذ منتقلٌ
من المكان على أعناق أسْفارِ
تَطِوي السباريتَ لا حرٌّ فَتعلمهُ
كلا ولا أنتَ عن مثواك بالدارِي
أشباحُ دُجن عليها السحبُ عاكفة
وغيمة الصيف لا ترجى لإِمطارِ
فأنتَ يا مُبتلى بالآل تطلبه
والقلب ظمآنُ.. فيه الماء كالقَارِ
كمن يُريغ ادّراك الذَحْل وهو فتىً
وشاب، ثم أُفيتَتْ درك أوتارِ
* * *
كنّا كذاك مدى حين، وغيَّرنا
ما غيّر الناس من نُعمى، وأضرارِ
حتى الطبائع، في عُليا مراتبها
تبدّلتْ بعد أرقام بأصفارِ
والذُّخر في النفس أضحى تافهاً، وعفتْ
طلولُه بعد قصْر من (سنَّمارِ)
فلا الندامى حلول في كؤوسهم
حتى، ولا (عبْدة) من بعد (بشَّارِ)
والصوتُ في العين لا في الأذن تسمعُه
لا (الموصليّ) ولا تطريب (موزارِ)
ولو مررتَ على الأغراضِ مقتفياً
لما نفذتَ، ولا استنفذتَ أشعاري
فخذ بدنياكَ رَوْم الحظ.. واعلُ به
أوْ لا، فعُدْ حجراً من بين أحجارِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.