| أمكرم العلماء والأدباء |
| ومكلل الإبداع بالأشذاء |
| ومبجل الفكر الرفيع تضيئه |
| قمراً بهذي الدوحة القمراء |
| باركت أصحاب اليراعة والرؤى |
| وجلوتهم في بهجة الأضواء |
| فحففت بالقنديل كل مهذب |
| صافي نديك زهرة الإبهاء |
| وشرعت نافذة الوفاء لنخبة |
| حملت لواء الخير للعلياء |
| ونقشت من لفتات حسك لمسة |
| أضفيت لؤلؤها على الأكفاء |
| من أنت تحفل بالثقافة آنساً |
| بالوقت في زمن من الأعباء |
| زمن بعبء الآس مشتعل على |
| سفر يضيق بساعة استيحاء |
| القارئون به بقايا صفوة |
| منحت صفاء العقل نهر بهاء |
| والكاتبون مشارب حشدت على |
| ورق الصحافة غمغمات خواء |
| أنصاف قراء على أرباعهم |
| من مترف السمار والخلطاء |
| وتصدرت زهو المنابر جوقة |
| ممهورة الأقلام بالخيلاء |
| هم (الظهور) مدغدغ أصواتهم |
| في (زفة) مطلولة برياء |
| أغراهم الولع الملمع بالفر يد فأمعنوا في لعبة الإغراء |
| وتشغفتهم رؤية منحولة |
| ذبلت وعفرها فصول ضياء |
| أهوى الجديد.. وما الجديد |
| المستعار الصوت والإيقاع والإيماء |
| وهم تلبسه الفضول مهوماً |
| فيهم، أتلك حداثة الصحراء؟ |
| ما غادر الشعراء من مترنم |
| بل غادروا سقط اللوى بعراء |
| إن الجديد لمن يطارح فكره |
| لا من يديم صدى من الأصداء |
| وتجاسرت لغة السديم فكل مَنْ |
| سل اليراع أراق حبر هراء |
| فمضى الأديب مطأطئاً مصباحه |
| في بونه المصفود بالدهماء |
| لم يلف من يرتاد ورد كلامه |
| أو من يشاطره المدى بجلاء |
| الفكر صار مدمِّراً بين المحنط |
| والمبهرج في شفيف طلاء |
| ليت الفتى قمر تشف بنوره الأنواء للساري على إدجاء |
| يا سيدي ماذا تروم من الفتى |
| مرماه هذا الشعر بعض عطاء |
| لم يصفه إلاَّ الشجون وربما |
| عاناه هما مشعلاً برواء |
| لكنه عاش الشعور موطناً |
| للحب رؤيا شاعر غناء |
| الشعر نبراس الكلام شعاع نبرته رؤى لماحة الإيحاء |
| لملمت أطرافي بريش جناحه |
| وزففت في آفاقه الزهراء |
| ورضبت ورد فراته فأنالني |
| شفقاً تسلسل في رفيف نجاء |
| سميته قمري فأشعل ليلي المبثوت في ترنيمة الغرباء |
| فضممت أسحاري إلى القلب الَّذي |
| عشق السنا في الموطن المعطاء |
| غنيت للوطن المقدس للطفولة للقلوب حفية بالماء |
| وقرأت نبض الأرض والإنسان في |
| مرآة هذي الغربة الرعناء |
| فإذا الحقيقة فكرة مخبوءة |
| لم ترتسم في جوهر الأشياء |
| وإذا السلام مسوم بدم يموج بناره الإنسان في بيداء |
| وإذا الكلام مطوق بالسيف أو |
| بالزيف أو بالصمت والإغضاء |
| وإذا الدهاء ذريعة في عالم |
| متسربل بثعالب الأحياء |
| لا يسلم الصوت الشريف من الأذى |
| حتى يواطىء سائد الأهواء |
| عفواً صديق الشعر والشعراء |
| إن جشت بالأشجان من برحاء |
| فمرارة الماء المعلق في فمي |
| كبراءة الطفل الغريب النائي |
| لم نعطه أمن الضفاف ولم نضىء |
| عينيه كيف يرى ظلال صفاء |
| عبثاً نوشوش ظلنا ويريبنا |
| صمت يحدث عن جراح إباء |
| فهنا مدار للحوار ومنتدى |
| للساطعين أحق بالإفضاء |
| آلفت فيه معلماً ومفكراً |
| في عقد كوكبة من النبهاء |
| وعطفتني فأقمتني في موقع |
| أدني به صوتي على استحياء |
| في محفل أضفي وقار سراته |
| سبباً لناشد حكمة وسناء |
| أصفي وقار القوم وداً صغته |
| من لطف وقت عاطر الإصغاء |
| وأجل نفسي والكرامة أن نُرى |
| في شاعر متزلف ومراء |
| وأرى بهاء الشعر أنقى طلعة |
| من أن يشاب بوصمة استخزاء |
| أتراك في هذا الندي مكرماً |
| وقتاً لنبض الحاذق البناء |
| أنت.. المكرم في الرجال فإنهم |
| لهجوا بلطفك في حميم جواء |