شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(108) (1)
استيقظت اليوم.. وأمام عيني صورة واحدة ثابتة من بقايا حلم رهيب.. متعدد المناظر والحوادث والحركات.. حلم ضاعت مع الواقع الصباحي معالمه الكاملة لتترك هذه الصورة الثابتة وحدها.. دليلاً ثابتاً وأكيداً على أنني عشت أهواله المتلاحقة.. حرباً.. وضرباً.. ودماء لها حمرة اللهب.. وغزارة مياه الأمطار!
ومع أن الشعراء خاصة.. لا يحبون الحرب ممارسة عملية وذاتية منهم.. إلا أنهم خير من يجيد وصفها لحساب سواهم والمبالغة في هذا الوصف اللذيذ.. بل وربما أزوا عليها.. أو دفعوا إلى التلذذ ببعض المشاهد الدموية الفردية عوضاً عنها معركة شاملة طاحنة.. وذلك مثلاً كما فعل صاحبنا:
أرى خلل الدماء وميض نار
وأخشى أن يكون لها ضرام
و:
فضع السيف وارفع السوط حتى
لا ترى فوق ظهرها أمويا!
تماماً كما فعل ويفعل الكثير سواهما من الشعراء وممن ألفوا ممارسة عملية كش التراب.. شعراً.. في الجاهلية وفي الإسلام.. على السواء.
وتساءلت.. ترى هل الشعراء وحدهم هم هواة الحرب يفضلون مشاهدتها ويغرقون من الخوض في غمارها؟!.. ثم هل الحرب ضرورة طبيعية اجتماعية للتصفية البشرية المناسبة.. نزولاً على تعليل حالات التضخم العددي.. والنقص الغذائي.. والضائقات الاقتصادية؟!
وهنا تمثلت معظم الناس.. رداً على السؤال الأول.. وهم يذوبون وجداً وهياماً لمشاهدة أفلام رعاة البقر والكاوبوي لسماع طلقات الرصاص ورؤية ضحاياها وهم يتخبطون في دمائهم.. لتنحدر الهرمية من ذلك لنرى إقبالهم على الملاكمة.. ومهارشة الديكة.. والمصارعة.. ومباريات كرة القدم لا تطيب لهم إلا بحدوث الإصابات فيها.. وكذلك الزحام لمشاهدة الهوشات الصغيرة.. والمقاتلة الزوجية لا تحلو إلا برؤيتهم لآثارها الدموية..
كما تذكرت ـ جواباً على السؤال الثاني ـ أن الحروب في مجالاتها الكونية الواسعة.. أو في حدودها الإقليمية والفيتنامية المثل والشبه.. لم تنقطع أبداً في تاريخ الكون.. ضرورة أو هواية بشرية لا.. ولن تزول مهما ترددت ترانيم السلم.. والدعوة المتصلة للسلام!..
واجتهدت إرواء لغليلي البشري المتعطش لما شاهدته بالنوم فعلاً.. في فيلم الحلم أن أستعيد بعض المناظر الدموية فيه وربطها ببعضها.. ولكن ذهب اجتهادي.. للأسف الشديد.. في ذلك عبثاً..
واكتفيت.. أخيراً.. وعلى مضض بالقفز من فراشي.. مقلّداً حركات بعض المغاوير القدامى.. وأبطال نجوم.. طاخ طراخ.. المحدثين من مثلي..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 147 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج