شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
ثم تحدث الأستاذ عبد المقصود خوجه فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين.
- أيها الأحبة: بحمد الله ينعقد شمل الاثنينية هذه الأمسية الطيبة، بعد أن أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى عدم وصول كثير من روادها الأسبوع الماضي، مما حدا بنا إلى اختصار وقائعها على أمل أن نتشرف في المستقبل بتكريم الدكتور فرنسيس آلان، الَّذي سعد البعض بلقاء قصير معه.
- يطيب لي أن أرحب بكم وباسمكم جميعاً أجمل ترحيب بالأخ الأستاذ الشاعر العراقي يحيى السماوي، هذا الشاعر الإنسان الَّذي عرفناه منذ فترة ليست بالقصيرة، يحمل وطنه في حدقات عيونه وبين دفاتر شعره المكتوب بالدموع والدم، دواته قلبه النابض وحبره دم لم يتخثر على أعتاب الحكام، ويراعه همة لا تعرف الكلل والملل.
- الأستاذ الشاعر يحيى السماوي كان بإمكانه أن يَتقلب على الرياش والديباج والدِّمَقْس، بشرط أن يرتدي حلة الخنوع ويكتب شعراً بلا شوق، كان بإمكانه أن يعيش مرفهاً وينال ما يشتهي دون إبطاء، بشرط أن يكتب شعراً ساقطاً؛ باختصار: لو باع الرجل ضميره وقلمه، ومسح أعتاب حاكم بغداد لما جلس بيننا اليوم نكرمه ونحتفي به، ولما وجد الوقت أصلاً ليصل صوته خارج قنوات البعث.
- بيننا اليوم رجل نحترمه ونقدره، لأنه مثال لكثير من القيم الأصيلة التي نفخر بها؛ إنه ببساطة حافظ على شرف الكلمة عندما فرشها البعض على أعتاب المزادات، وأخضعوها للمساومة والعرض والطلب؛ لم يأبه بوعد أو وعيد، بل شق طريقه عبر الصخور رغم الزبانية والتعذيب؛ إنه من جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة، ويكفيه ذلك فخراً.
- لعل الأستاذ السماوي يحدثنا الليلة عن جانب مما عانى ومما لاقى، لمجرد أنه رفض تبعيث الحكمة التي حمل شرف الانتماء إليها؛ لم يخن الأمانة ولم ينزو في ركن يجتر آلامه ويرضى بالمهانة والذل على أيدي شرذمة لم تر إلاَّ رأيها فانزرعت ببريق لم يزل يخطف أبصارها دون أن تدري الدرب الطويل، وهو بيننا الآن يعاني من آثار الرفض والبعد عن الوطن، ويتذوق مرارة الصبر على المكاره؛ نسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يرد غربته وغربة سائر الَّذين حملوا هموم الوطن فوق همومهم، حتى يتلاشى الفارق بين الشخص والوطن؛ فتلك نفوس كبار، قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
 
- أيها الأحبة، أرجو لكم وقتاً طيباً، وعلى أن نلتقي بكم الاثنينية القادمة على شرف معالي الأخ الدكتور عبد الله بن بيه؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1138  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج