شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفكر الغَربي يُقدِّس القُوَّة ويُبارِكُ الإرهَابَ اليهودي
عندما تتحدث وسائل الإعلام العربية عن مأساة الطفل الفلسطيني محمد جمال الدرة وكيفية قتله على يد الجنود الإسرائيليين بدم بارد، إضافة إلى عشرات الشهداء الذين تناثرت دماؤهم الزكية على أرض الطهر والقداسات، هذه الوسائل تتحدث بلغة لا يفهمها الغرب ولا يدرك أبعادها إنسانية كانت أو وطنية وهذا الإدراك أو الفهم من عدمه يدخل في نطاق عدم معرفتنا بالغرب حضارياً وفكرياً كما ينبغي ويتوجب.
الغرب قامت حضارته على فكر مادي صرف وهو الفكر نفسه الذي قام عليه الفكر الديني اليهودي ومن ثم منطلقات الفكر الصهيوني العنصري وهو فكر يقدس القوة ويؤمن بالبطش والقهر في حق الآخر حتى يستجيب.
وأن الفرد الغربي ليسره حقاً وصدقاً مرأى الدماء المتناثرة ما لم تكن دماءً يهودية أو مسيحية ثم إن الغرب الذي أمد وما زال يمد الكيان الإسرائيلي بالسلاح الفتاك الذي تستخدمه إسرائيل في قتل العزل والأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني شيوخاً ونساءً وأطفالاً إنما يفعل ذلك من منطلقات عدة، وأول هذه المنطلقات هو الفكر الديني المشترك أو الإرث اليهودي المسيحي الذي يؤمن بأسطورة أرض الميعاد، فمعظم الرؤساء الأمريكيين وأركان المؤسسات السياسية فيها وفي بريطانيا هم خريجو دوائر الفكر الحاخاماتي المؤسس على الانتقام من الآخر، وهذا الآخر هو ((الإسلام)) الذي يختلف بتعاليمه القائمة على احترام الآخر وتقديس النواحي الإنسانية والخلقية وحتى في تعامله مع أعدائه فإنه يتوخى العدل والإنصاف.
هذا الغرب نفسه هو الذي سبق له إنجليزياً في مصر وفلسطين، وفرنسا في الشام والجزائر والمغرب وإيطاليا في ليبيا وأسبانيا في سبته ومليلية أن أقام المشانق، وحرق الأرض بعد أن نهبها ويفتخر مؤرخوه بأن قوائم خيلهم غاصت في طوفان من دماء المسلمين فوق أرض فلسطين العربية والمسلمة.
لذا فإن ما يقوم به الجندي الإسرائيلي بآليات غربية متفوقة إزاء صبي يحتمي بوالده فإذا ما استغاث أحدهما:
كان الرد هو القتل البربري والمتوحش أما رد فعل ((كلينتون)) و((بلير)) و((بوتين)) إزاء حدث مأساوي من وجهة نظر إنسانية فهو ابتسامة صفراء تعبر عن حقيقة إعجاب الفكر الغربي على مستوى المؤسسات والأفراد بما ارتكبه ((شامير)) في فندق الملك ((داود)) قبل حوالي نصف قرن من الزمن في ((القدس)) وبما تلوثت به يد شريكه في الإرهاب العالمي ((بيجين)) في ((دير ياسين)) و((كفر قاسم)) و((قبيه)) ويد ((رابين)) في اللد، ويد ((بيريز)) في ((قانا)) ويد ((باراك)) في لبنان قتل مجموعة كمال عدوان ورفاقه ويد ((نتانياهو)) في مجزرة الحرم الإبراهيمي، ويد ((شارون)) في صبرا وشاتيلا، وهو إعجاب مستمر بما يفعله ((باراك)) بالتواطؤ مع ((شارون)) وبموافقة أمريكية وبريطانية ضمنية دليلها السكوت والصمت أما عبارة ضبط النفس ((التي تفوه بها مندوب بريطانيا في مجلس الأمن السفير ((جيرومي غرينستاك)) فهي موجهة إلى العرب والفلسطينيين بأن يصمتوا ويقبلوا بالإرهاب الإسرائيلي، مع أن ((المجرم)) الحقيقي في القضية الفلسطينية هو ((بريطانيا)) التي سلمت الأرض لعصابات ((الأرغون)) و((شيترن)) الإرهابية، ورعت الإرهاب الصهيوني حتى وقف على قدميه ثم سلمته للبيت الأبيض ليواصل دعمه وليبقى ((دواننغ)) ستريت بدءاً من ((أتلي)) و((تشرشل)) ومروراً ((بأنتوني إيدن))، ((وهارولد مكميلان))، و((هارولد ويلسون))، وانتهاء ((بمارجريت تاتشر))، و((جون ميجور))، ثم أخيراً ((توني بلير)) ليبقى مركز القرار البريطاني السياسي في نفاقه ورؤيته المنحازة للفكر الصهيوني والتوراتي المتشدد الذي أدخل الإرهاب ليس لمنطقة الشرق الأوسط فقط ولكن للعالم أجمع، وأن هذا الإرهاب ليظهر بوضوح تحت من يعتمرون القبعة، ويتشحون بالسواد، ويضربون رؤوسهم في الصخر، ثم ينفثون حقدهم الدفين مغلفاً بماركة أمريكية وبريطانية فكيف بعد ذلك يهتز الضمير الغربي لمأساة ((الدرة)) وسواه هل فهمنا؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :649  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 380 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .