لك يا عليٌّ في البلاد مكانة |
بـك أنـت تدعى في الفخـار أبو العـلا |
دوَّت بشعرك في البطاح منابر |
وبنثرك المختار آفاق الملا |
ما أنت في هذا وذاك سوى امرئٍ |
بالعبقرية قد تحلى وانجلى |
ولقد حباك الله خير بديهة |
فيها غدوت بما شدوت مؤثلا |
لا غرو يا ابن المروتين فإنما |
بهما النبوغ افتر ثغراً أوَّلا |
وعليهما الفرقان في إعجازه |
بذرى حراء بالبيان منزلا |
وهو الذي منه الهداية أشرقت |
وبه الإِلـه على العباد تفضلا |
فإذا شأوت فلا غرابة إن زهت |
بك مكة وصدحت فيها بلبلا |
كانت وما برحت بكل منافح |
ومكافح ممن تفوق واعتلى |
وأراك منهم في الذؤابة شاعراً |
أو ناثراً ومكبراً ومهللا |
وبكل ما أوتيته من حكمة |
كنت المبرز باليراع مهرولا |
بل إن فيك خلائقاً أكرم بها |
عزَّت على من نافسوك تطولا |
ما في بيانك ثغرة لمجادل |
بل إنه كالتاج شع مكلََّلا |
فيه الوفاء لمن مضوا بمناقب |
هيهات تحصى وهي أثمن ما غلا |
وبه المكارم كلها مختالة |
في هالة منها التراث تهلّلا |
ما فيه إلاَّ كل ما هو معجب |
أو مطرب وبه القريض تجملا |
لم تألُ جهداً في ادخار محامد |
منها وفيها أنت نعم المجتلى |
إني لأرجو أن تكون كما أرى |
للجيل مفخرة وحظّاً مقبلا |
ما قيمة الإِنسان إلاَّ بالتقى |
وصنائع المعروف حيث تجملا |
ولربَّ منطيق عرته لوثةٌ |
وبما جنى تلقاه حتماً مهملا |
ما الخير كل الخير في دنيا الورى |
إلاَّ بما يبقى وكل مبتلى |
ما سرني وأقر عيني غير ما |
فيه استقمت وما سواه للبلى |
كل المناصب والمراتب كالرؤى |
والظل حيث أفاءنا وتحولا |
فاسلك سبيل المخلصين لربهم |
وابشر فإنك من علمت تكملا |
واعلم بأنك ما عملت فكن به |
في السر والنجوى أغر محجلا |