شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعر والشعراء.. في المدينة المنورة (3)
وكان من المفاجآت التي تستوقف النظر، أن عدد الذين حضروا للاشتراك في الأمسية كان محدوداً قياساً إلى من نشاهدهم في أمسيات نادي جدة على سبيل المثال.. مع أن في مكة جامعة هي (جامعة أم القرى)، فإذا سلّمنا بأن الأساتذة في هذه الجامعة يفضّلون أن يستفيدوا من الوقت فيما هو أهمّ من الاستماع إلى شعر الشعراء، فأين الطلاب؟ أين منهم الذين يتوقّع أن يعايشوا حركة الفكر، بطبيعة دراساتهم، وفي مهبط الوحي، ومنازله، ومشرق النور.. نور الحرف والكلمة، الذي سطع بكلمة (اقرأ).. أين هم، والأمسية مكرّسة لشعر شعراء المدينة المنورة.. شعراء البقعة الطاهرة، التي هبط فيها الوحي على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه طوال عشر سنين، ألم يكن من البديهيات بالنسبة لهم، أن يسمعوا شعر هؤلاء الشعراء، إن لم يكن لشيء فليلتمسوا في هذا الشعر نفحات تلك الأجواء المضخمة بعطر القداسة والطهر.. ليحاولوا أن يجدوا في هذا الشعر تصدح به لهوات الشعراء اليوم أثر البيئة وإيقاع التاريخ، وقد ملأ الأجواء كلّها وتغلغل في كل حبة رمل، وفي كل نسمة تهب بعبق القيم والمثل التي كانت وسوف تظل إلى الأبد سبيل الإنسانية، إلى الحق والعدل والحرية، انطلقت من هذه الرحاب، لتنشر معانيها السامية النبيلة في أقطار الأرض.
ليس لي أن أزعم أن بعضهم، كان ممّن حضروا هذه الأمسية في نادي مكة الثقافي، ولكن ليس لي أن أنفي، ولكن لي أن أقول إن أكثر الذين رأيتهم، كانوا في عمر من تجاوزوا مرحلة الطلب.. أعني أنهم لم يكونوا طلاباً في الجامعة أو في غيرها.. وتلك ظاهرة يتعذّر أن تعلّل بأنهم لم يدعوا لحضور الأمسية، إذ إن الدعوة عامة دائماً.. وأخشى أن يكون التعليل الصحيح أنهم أيضاً مشغولون بما هو أهم.. والأهم هنا إذا لم يكن التليفزيون وأشرطة الفيديو، فهو حلقات (البلوت). ولكني أراجع نفسي، وأتذكر المتاعب التي عانيتها في الاهتداء إلى موقع النادي، فأميل إلى ترجيح، أن السبب في قلة الحضور، هو قلة الذين يعرفون هذا الموقع ويعرفون كيف يصلون إليه.. ولعلّ مما يؤكّد ذلك أن الأستاذ رفقي الطيب، وهو من كبار محرري جريدة الندوة الغراء (التي تصدر في مكة)، ومن المسؤولين أو المسؤول الأول والوحيد - عن صفحة (الأدب والثقافة) في كل يوم أحد.. قال لي وهو يراني أتنفس الصعداء بعد مشوار البحث عن موقع النادي: (إنه هو أيضاً مرّ بنفس التجربة.. وإنها المرة الأولى التي يحضر فيها أمسية من أمسيات النادي، التي تتلاحق أسبوعياً تقريباً)..
وعلى منصة الإلقاء، رأيت الأساتذة هاشم رشيد، رئيس النادي الأدبي في المدينة، والأستاذ عبد الرحمن رفّة.. والأستاذ حسن صيرفي، والدكتور الخطراوي.. وتبرّع لي الأستاذ عبد الله بوقس بمقعده في الصف الأول.. لأرى إلى جانبي الدكتور منصور الحازمي الذي أدهشني حقاً أن يجيء من الرياض لتلبية الدعوة لحضور هذه الأمسية، ممّا يجعلني أرى فيه قدوة فكرية أتمنى أن يقتدى بها، ليس زملاءه من كبار الأكاديميين في جامعاتنا، وإنما الطلاب.. طلاب الجامعات على الأقل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :735  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج