شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعر والشعراء في المدينة المنورة (2)
واهتدائي إلى موقع نادي مكة الثقافي، قصة تتلخّص في أني منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى منطقة (البيان) ورأيت مكتبة بين صف من المتاجر.. أمرت السائق أن يسرع فيسأل صاحب المكتبة، عن (نادي مكة الثقافي) متوهّماً أنه لا بد أن يعرف أين يقع هذا النادي، لأنّه صاحب مكتبة، والعلاقة بين المكتبة، (والنادي الثقافي) تبدو طبيعية مفروضة لا تحتاج إلى جدال.. وعاد إليّ السائق يقول: (باكستاني).. ولم أفهم.. إلى أن قال (الذي في المكتبة باكستاني.. يعني ما يعرف عربي).. زحمتني ضحكة.. كما زحمني السخط.. فقلت للسائق.. (نتجه إلى الحرم.. ولا بد أن نجد من نسترشده).. ووصلنا إلى ساحة الحرم الشريف.. لن يصدق القارئ، أني لم أقع على (ابن بلد) إلاّ بعد استعراض للعشرات من الذين يملأون الساحة.. وتكرّم الذي سألته عن نادي مكة الثقافي - بعد أن حكّ طرف عمامته بإصبعه فترة - فقال: (إن جاك ظنّي.. هادا يمكن يكون في حوض البقر).. وأرشدنا إلى النفق الذي نسكله لنصل إلى (حوض البقر).. وانطلقنا.. وسلكنا النفق الطويل الرائع.. ولكن.. ما بعد النفق.. عالم.. من الطرق، انتهى بي إلى منى.. وفي طول هذا العالم لم أجد من يرشدنا إلى نادي مكة الثقافي.. كانت الوجوه التي نستوقفها ونسألها تتمطّط والحواجب تقطّب أو ترتفع.. وربّما التوى البوز أيضاً لنسمع في النهاية (ما سمعت بهادا الاسم.. يمكن يكون عند الحرم).. وليصدق القارئ، أني ظللت أصل إلى منى، وأعود منها إلى النفق إياه أكثر من ثلاث مرات..
القصة والمفارقات المضحكة، والتي تحمل على نتف شعر الرأس أو الشارب أكثر من أن يتسّع لها هذا العمود.. أمّا كيف اهتديت إلى النادي أخيراً، فيكفي أن أقول إننا لم نصل إلا بعد ساعتين.. أجل ساعتين.. قضيناها في التجوال في منطقة حوض البقر.
أعلم أن الأستاذ إبراهيم فوده، ومعه الأستاذ عبد الله بوقس، سيقولان: (كيف يحدث هذا لك، وقد قضيت أكثر من نصف عمرك في مكة؟) وأسرع لأقول: (ليست مكة اليوم هي مكة التي قضيت فيها نصف عمري.. لقد تغيّرت معالمها بالأنفاق والطرق، وامتداد العمران، وتعدد المسالك، كما تغيّرت، بهؤلاء الذين لا يعرفون العربية.. ويكاد يتعذّر رؤية غيرهم حتى في الدكاكين والمحال التجارية.. إن العثور على (ابن البلد) الذي يمكن أن يرشدك إلى أي موقع، أصبح كالعثور على لؤلؤة بين مئات أو ألوف من حبّات الخرز متعدد الألوان.
وكانت المفاجأة بعد ذلك، أني سمعت من أكثر من واحد من الذين حضروا الأمسية أنهم، هم أيضاً قد عانوا نفس التجربة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :625  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج