((في حفل تكريم فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني))(1)
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد.. وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولاً أشكر لأستاذنا الفاضل الأستاذ عبد المجيد الزنداني هذا الجهد، وأحمد الله سبحانه وتعالى على هذا التوفيق، ولهذه الجولات التي يقوم بها في مؤتمرات عديدة في أنحاء العالم، ويتتبع الاكتشافات العلمية ويحاول ربط هذه القضايا بالقرآن في غير افتعال، لأن القرآن لا يحتاج أن نحشره دائماً في مجال المناظرات العلمية والنظريات التي لم تثبت، وعلى ذلك المنهج الذي يسلكه الأستاذ عبد المجيد الزنداني أن يتجه إلى الحقائق التي ثبتت ولا تقبل الجدل، وعند ذلك يلقي عليها الضوء ويوضح أن هذه أمور سبق إليها القرآن، وسبق إليها الدين الإِسلامي في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم الصحيحة والثابتة. ومن هذا المنطلق يدعو كل مقتدر على أن يأخذ بهذه الناحية فيثقف نفسه، فإذا دخل في حوار مع أي رجل وأية امرأة في أي مكان في العالم يستطيع أن ينتهز هذه الفرصة أو يختزنها كما يقول علماء اللغة، لكي يلقي الضوء على هذه الحقائق ويوضح أن القرآن سبق إلى هذه القضايا، وأنه فعلاً عندما نقول بأن الله سبحانه وتعالى قد ختم الرسالات برسالة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن القرآن آخر رسالات السماء للأرض.
إذن بالحقيقة العلمية وليس بمجرد العاطفة نثبت هذه القضايا كما رأيتم. وهذا قليل من كثير. وأعتقد أن الأستاذ عبد المجيد الزنداني لديه الكثير، ولولا تعثر الجهاز ولولا ضيق الوقت لاستمر إلى وقت متأخر، لأن القضايا التي تتبعها والقضايا التي استوعبها استطاع أن يقنع بها العلماء في حوار علمي، مثل هؤلاء العلماء لا يقتنعون بمجرد كلام أو بمجرد أشياء نظرية أو بمجرد عاطفة إسلامية، هؤلاء يحتاجون إلى حوار وإلى إقناع وإلى حقائق تثبت.
نحن مثلاً منذ سنوات.. يمكن منذ حوالي عشرين عاماً، ونحن ندور في قضية خلق السماوات والأرض، وندخل في حوار مختلف مع العلماء. يعني كاختصاص علوم الأرض.. علم الجيولوجيا. أنا والدكتور عبد الله نصيف كنا كلما ندرس لأبنائنا قضية تكون الكون نتجه إلى نظرية السديم، لأنها هي النظرية التي يجري عليها الحوار، بأن أصل الكون سديم ضخم وأنه غاز، وهذا الغاز تكثف ثم تحول لحالة سائلة فالحالة الصلبة، فانتقل من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة، وأنه بعد تكونه وبعد أن انتهى بهذه القضية تكون كتلة، ثم هذه الكتلة فُصلت إلى أجزاء كل جزء طار في الفضاء يربط القوة الطاردة المركزية وقوة جاذبيته إلى المجسم، ونستمر في نظريات. لكن ليس لدينا أي دليل أو أي فكر حتى نلقي القضية على الناحية القرآنية، مع أنَّ الناسَ -كما تفضل- تناقش الآن قضية أنه إذا كان السديم وهو غاز، ففي اللغة العربية لا توجد كلمة غاز، الدخان هو الذي يعادل هذه. فلما قال الله سبحانه وتعالى: ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ (فصلت: 11) ثم جاءت المرحلة التي بعدها وهي عملية الانفصال، قال الله سبحانه وتعالى: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (الأنبياء: 30) فهذه النظريات تستوجب في رأيي اهتماماً من المسلمين ومن أبناء المسلمين كل في مجاله العلمي، أن يثقف نفسه في هذه القضية لأن العصر عصر يحتاج إلى حوار علمي صحيح هادئ وبناء، ويحتاج إلى كل مقتدر أن يبذل جهده. من استطاع أن يشتري كتاباً فليشتر كتاباً من مركز الإِعجاز العلمي للقرآن، من استطاع أن يساهم بدريهمات قليلة بأي مبلغ يدعمه.. يدعم، من استطاع أن يقول كلمة طيبة فليقل. وهذا يعني أن على كل إنسان أن يساهم بدون خجل.. حتى لو بعث الشخص 100 ريال، أو 50 ريالاً، أو 10 ريالات هذه المشاركة تشعر المركز أن هناك مساهمة فعلية من رجل اقتنع بهذه القضية وأراد أن يساهم.. بماله أو وقته واستعداده، ويقول عندي إجازة وأنا مستعد أن أعمل معكم فثقفوني حتى إذا خرجت إلى الخارج استطعت أن ألقي الضوء، وزودوني بالصور التي تتحدث عن هذه القضية.
فجزى الله أستاذنا الأستاذ عبد المجيد الزنداني كل خير على ما قام به من جهود، والحقيقة إني أشكر أيضاً الأستاذ الصديق عبد المقصود خوجه الذي تفضل وأتاح لنا هذه الفرصة الذهبية، وأكرر شكري للأستاذ عبد المجيد الزنداني على موضوع إطرائه على الكتاب، والحقيقة أن دار القبلة أجرت في هذا الموضوع رغم أنفها لأن الله سبحانه وتعالى ساق إلينا الأستاذ عبد المجيد الزنداني، فتفضل بإعطائنا فكرة عن الكتاب وعن الحوار الذي تم، وكيف اقتنع أستاذ على هذه الدرجة من أن ندخل في كتابه هذه التعديلات التي لا يمكن أن يقبل بها أي عالم لو لم يكن مقتنعاً بها. وكذلك الرجل الذي التقى به في المنطقة الشرقية حاول أن يدحض بالدليل الأول.. بالدليل الثاني، وعندما وجد أن القضية لا بد لها من الإِيمان، وأنا أتذكر أنني كنت دائماً أتحدث عن بول مان رائد الفضاء في أبولو! عندما صعد على المنضدة سألوه ماذا تريد؟ فأجاب بول مان قائلاً: سأذهب وأضحك على ربكم الذي تتحدثون عنه، لأنه كان ملحداً، لكنه عندما رجع ظل فترة يتحدث ولما سألوه قال لهم:
Some body is here, Some body is there, organizing this, Calling him God…
ويقول: هناك واحد لا أحد سواه يقوم بتنظيم العملية أنتم تسمونه رباً، لكن فعلاً اقتنعت بأنه إله منظم. فإذن المسألة بالحوار، بالاقتناع، بالطرق العلمية التي لجأ إليها أمثال أستاذنا عبد المجيد الزنداني. وأنا في الحقيقة أعجبت بالحديث الذي أدلى به في جمهورية مصر العربية لأنه ساهم في تثقيف أعداد كبيرة، وكما تعلمون أن التلفاز المصري يصل إلى مناطق كبيرة في داخل جمهورية مصر، فالناس استقبلت هذه المعلومات بترحاب وبفهم وبوعي. أسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعاً وأن يوفقنا جميعاً وأن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه الخير، وأكرر شكري للأستاذ عبد المجيد الزنداني؛ والسلام عليكم ورحمة الله.