شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نظافة العصر
ـ وكتبت إليه، وقد كان يشكو من أنه لم ينل حظه. فهو شغوف بالتفاف الأصحاب حوله كتبت إليه كلمة واحدة.
إذا أردت أن يجتمع الأصحاب حولك فاطعم الطعام واستجديهم الكلام. ثم إذا أردت أن تكون النظيف بينهم فغص حمأة الوحل، تلمس القذارة يتسخ بها وجدانك. فبعد ذلك تسمع كلمات الأصحاب حول موائد الطعام، يقولون لك.. إنك الرجل النظيف.
فالنظافة من عطائك لم تكن إلا من عطاء القذارة. حضنتها فأعطتك وجاءني يهرول. يقول:
ـ أتحسب أني حين أتسخ أصبح نظيفاً، أعيش الثناء المكذوب وأسقط من وجداني النظافة الحقة؟
قلت:
ـ هكذا هم الناس. يوم ذهب الناس وبقيت أنا وأنت في خلف كجلد الأجرب.
ألم تسمع قول عاتكة بنت زيد زوج عمر وابنة عمه حين قالت:
((كان ذلك يوم كان الناس ناساً))؟ أو لم نسمع البيت الذي أنشدته أم المؤمنين عائشة.
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
أو لم تسمع كلمة معاوية لأهل المدينة..
اقبلونا بما فينا. فإن معروف زماننا منكر زمان قد مضى. ومنكر زماننا معروف زمان لم يأت؟
قال:
ـ ولماذا أنت لم تتسخ؟
قلت:
ـ وهل تجد اتساخاً أكثر مما أنا فيه؟
أفعل ما يراد، وأعجز عن كثير مما أريد.
سر في سبيلك، فمنية الطموح يشبعها الجموح.
قال:
ـ لقد بدأت أفهم ما حولي. راثياً لمن حولي.
قلت:
ـ لقد وصلت بهذا التزاوج. تضحك لما تكسب، وتبكي على ما تخسر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :773  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 430 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج