شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صور
ـ وأقبلت عليه دنياه. فاعتلى منصباً كان يتمناه. حين اعتزل الذي فوقه فأصبح صاحبنا هو الذي فوق وزرته أهنئه فقال شكراً.. ولكن ماذا يقول الناس؟
قلت:
دعك من كل الناس الآن. واجعلني ناسك هذه اللحظة. فاسمع ما أقول:
اللَّهم لا تشمتنا بمدير. ولا تبطرنا بمقبل. وأسأل لك الله أن يدخر لك خير ما تفعل. تثقل به موازينك يوم القيامة. أنت الآن في حاجة إلى عمل الآخرة وإياك أن تغتر لئلا تنحاز إلى مقدمة السفينة. وألا تغوص اللجة تتصاعد عليك اللجة.
انتهى الحوار بيننا فما أدري كيف كان وكيف انتهى ما كان؟
حين يتفشى العبث ينتشر الخبث، فإما التشرد أو التمرد حتى السعار يتأتى على صورة من هذا التشرد أو التمرد. وحين يكون كل ذلك يخوض المجتمع النفور همساً والاستنكار جهراً فإذا المجتمع لا يكون الكل للواحد. والواحد للكل. وإنما يصبح كل فرد.. ((أنا ومن بعدي الطوفان)).
وكان الطفل يلعب تحت شجرة في الحديقة، بعيداً عن أمه جلست تحت شجرة أخرى. فالتفت الطفل يرى رجلاً يحجب أمه يقبلها. فجرى الطفل هارباً. أكلته الغيرة.. عقدة أوديب على صورة أخرى.
ونادته أمه، وناداه أبوه، فقد كان الرجل أباه فاستعصى أن يسرع. كأنما الشك فيه حجب عنه رؤية أبيه وألح عليه بالنداء. فمشى الهوينا يتكسر من الغيظ فسكن قليلاً ولم يطمئن. فالعقدة فعلت فعلها.
ذلك أن الطفل أبو أمه قبل كل آبائها وبعد كل آبائها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :748  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 428 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.