شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحب والوفاء
وطرح علي سؤال.. هل هناك حب بلا وفاء؟ أو بمعنى أدق.. هل ينجح الحب بدون وفاء؟ وقبل أن يطرح هذا السؤال ليكتبه قال:
ألا تخشى أو تغضب من قارىء يضعك في موضع النقد إذ يقول.. لقد أمسيت عجوزاً، شاب قرناك، وما زلت تكتب عن الحب. هل أنت تخدع قارئك أم أنك صادق مع الحب؟
إن هذين السؤالين كل منهما أجاب عن الآخر بطريقة يستحلب بها إثارتي لأعطيه الجواب لا كما يريد لأني أجهل ما يريد، ولكن الإِجابة أطرحها بعد.
إن الوفاء بالحب لا أراه سؤالاً يتضح به الجواب. فالوفاء بالحب معناه الأخذ مقابل العطاء. أو هو الأخذ دونما عطاء. وكان يحسن أن يقول الوفاء للحب، فالوفاء بالحب مطلب مادي، أما الوفاء للحب فهو العطاء له دون مقابل. ويعني ذلك أن الحب يفرض إرادته.
فالحب كله وفاء. سواء كان وصالاً و هجراً. فلا يقبل المحاسبة، وإنما هو ينمو بالمعاتبة. لكن.. لعلّ السائل عبر بالوفاء عن العطاء مقابل ما أخذ منه. توارى وراء الوفاء عبر به عن الوصال. ولكونه في غمرة العشق لا يقبل إلا الوصال. فإذا كان الوصال هو الوفاء فلا يكون الحب إلا وقد تسربل بالهجران.
فالهجر وصال للحب وإن لم يكن وصالاً للحبيب.
أما السؤال الثاني فإني ولله الحمد أعيش الحب للحب. فقد قلت في ضحى اليوم لصديقين عرفت أنهما في متعة فقلت لهما: ((تأكدا أني أتمتع بمتعة الآخرين. سأقوم من عندكما أجتر الفرحة بما متعتما)).
ذلك الصدق مع الحب وتلك الصداقة معه.
وأنا أعرف هذا المثل الفارسي ((شيئان أبرد من يخ.. شيخ تصابى وصبي تمشيخ)) فاليخ يعني الثلج، ولست كذلك.
كما أني لا أبلغ مبلغ الفراشة، ولا يصرعني الحب صرعة البلبل، فالشاعر الفارسي ((الفردوسي)) يقول حين خاطب البلبل عاشق الورد، قال:
((أيها المرغي في السحر.. أنت عاشق مسكين، لا تتحمل صرعة الغرام. فالفراشة هي التي تموت غراماً حين تحوم حول حبيبها، النور في المصباح، النار في الموقد. تحوم الفراشة حول النور والنار لتحترق في جوف ما تحب. أما أنت أيها البلبل ((المرغي)) فلا تتحمل عضة الوصال، تحوم حول الوردة في ضوء الصباح فإذا تنشقت أريجها أصابك الدوار.. يغمى عليك.
إن الوردة لم تقتلك ولكنك لا تطيق الوصال. أما الفراشة فيحرقها الوصال.
إنها لرمز العشق في تعريف ((الفردوسي)). أما البلبل فعاشق يخاف الوصال.
ـ إني لعجوز لا أمنح الكراهية لأحد، لأن الكراهية عطاء تشغل بها وجدانك، ولا مكان عندي إلا للحب.. حب الحب.. فليسترح ذلك الناقد، فمتعتي أن قرأ لي، وأنا أكتب أناغيه، لا بالغضب منه وإنما بالحب له.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :880  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 416 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج