شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عن الغزل
ـ ودعونا نعتزل الجد لئلا ننعزل عن الغزل.
فكاتب هذه السطور ابن المدينة المنورة والمدينة تربة غزلة فأتحدى كل ناسها أن يقول واحد منهم أنه ما أحب، فالحب إذا امتلأ به قلب ترق به العواطف ولا تسترق عقول العاطفيين.
كنت جالساً في مكتبة السيد ((عثمان حافظ)) بباب الرحمة، وبجانبي أستاذنا شيخنا ((محمد عبد القادر الكيلاني التونسي المصري)) تلميذ ((جمال الدين الأفغاني)). والتركي اليوناني والمدني، فحر إنسان تياه قد شبع من جلال الجمال وجمال الجلال فقال الشيخ:
ربي إن الملاح جاروا علينا
وتعدوا حدودهم فأجرنا
فذكّرني بما نسيت، ولم أذكر في حينها إلا أبياتاً للمنخل اليشكري.
قال هذا الجاهلي كأنه ابن هذا العصر..
ولقد دخلت على الفتاة
الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل
في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت
مشي القطاة إلى الغدير
ولثمتها فتنفست
كتنفس الظبي الغرير
وأحبها وتحبني
ويحب ناقتها بعيري
فأنشدتها للشيخ فقال:
ـ أتلومني إن قلت ذلك البيت، أم تذكرني بأيام خلت؟
قلت له:
ـ أنت تونسي، وتونس ورثت حضارة الأندلس، فأثر ((زرياب)) و((ابن زيدون وولادة)) كلها نبض أعراقك وربيع قلبك..
فقال:
ـ اغتربنا عن تونس، وما زالت هي المؤنسة، فهي تونس كل حبيب.
قلت:
ـ فهل أنشدك أبياتاً أخرى؟.
قال:
ـ فرج كربي أو زدني كرباً.
فأنشدت من مختارات الحماسة لأبي تمام:
وفي الركب محني الضلوع على جوى
متى يدعه داعي الغرام يلبه
تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى
يتوق ومن يعلق به الحب يصبه
غرام على يأس الهوى ورجائه
وشوق على بعد المزار وقربه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :838  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 417 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج