شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحب
وكثر السؤال تلو السؤال صحفياً وإذاعياً ومجالسياً، كل يسأل.. هل أحببت، وهل لا تزال تعيش الحب؟
أخذت هذا السؤال أجيب عنه متأكداً من نية السائل الحسنة، فلعلّهم كانوا يعيشون الحب فأحبوا أن يجدوا عجوزاً مثلي يقتدون به أو يسترشدون ولكني انقلبت على هذا الظن الحسن، فالإكثار من السؤال لا يطلب منه التوضيح وإنما هو عملية تشهير.
ولست أخشى ذلك، لأني لست من أصحاب الازدواجية كالذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله..
إني إنسان، أحب كل الحب. وأتعاطف مع المحبين حتى أصبحت وكأني مستودع السر، بسطت لهم نفسي أفتح صدري مجال البوح لأجنبهم النوح. فليس الحب عندي سراً فأنا جهير الصوت به.
أعشق الجمال. وأشكر الجميل إذا ما صنعه إنسان يعرف معنى إسداء الجميل وشكره. فالشاكرون للجميل هم صناعه والباخلون بشكره باخلون بصنعه.. فالحياة حب.
أحب الصالحين ولست منهم
وأرجو أن أنال بهم شفاعة
والأمومة حب، والأبوة حب، والإِيمان حب، والوطنية حب، فليس الحب وقفاً على الأنثى أو على الذكر، فلولا الحب لما در ثدي على طفل حتى مطاوعة الحصان حين يعسف لم يكن ذلك إلا عن حب متبادل بين الحصان وفارسه. فلو لم يحبه الحصان لما خاض به معركة.
تذكرت الحصان وحبه، فذكرت سيف الله خالد بن الوليد، كيف أحب حصانه الأشقر، فقد قال له أحدهم وهو يخطط ليوم ((اليرموك)).
ـ ما أكثر الروم وأقل المسلمين.
فقال أبو سليمان:
ـ ما أكثر المسلمين وأقل الروم.. إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان. ولو وددت أن الأشقر بريء من توجيه.
أحب الأشقر ليخوض المعركة فارساً على حصان.
الحب.. أستملح فيه وصف أستاذنا العقاد لأبي بكر الصديق ولعمر بن الخطاب.
قال العقاد:
((أبو بكر أحب محمداً النبي وعمر أحب النبي محمداً))..
هكذا الحب، ليس سراً، أخفيه وإنما هو جهر أتباهى به..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :753  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 415 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج