شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الشباب
وحين كتبت ترحيبي بالشاب الكاتب فايز أبو لبن وقد طرح الحفاظ على القديم ولم يخف الأخذ من الجديد لم أكن أتوقع أن يكتب إلي رسالة خاصة.
وقد عزمت على نشرها مبتهجاً بها شاكراً لا فاخراً.
فالعجوز قد فرغ من دغدغة العواطف فليس لديه وقت للغضب والفخر كل وقته للقناعة والرضا.. فمن نعمة الشيخوخة أن الإِنسان إذا ما شاخ شاخت معه عواطف الشباب. فكل شبابه في الشيخوخة أن يذكر يومه الأخير في هذه الحياة. لكن فرحتي برسالته حققت لي ما أنا شديد الرغبة له وهو أن أرى المستقبل في الشباب. فما عرفتني إلا آخذاً بيد الشباب، فأسقطت من نفسي ما يقوله العيابون للشباب. ولا حاجة لأن أفضح هؤلاء العيابين..
أنشرها على هذا الأساس:
الوالد الأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية من الأعماق أبعثها لك من جنتك المفضلة ((الطائف)).
والدي: إن ردك وتعليقك على مقالتي المتواضعة في جريدة عكاظ أسعدني جداً وأثلج صدري. فكيف لا وهو من أديب كبير مثلك إنه في الحقيقة تشريف لي أعتز به عبر السنين.
لقد أثبت لي مدى تفاعل الكاتب مع ما يكتبه له القارئ، ومدى حرص الكاتب الكبير على المتابعة الجيدة لما يكتب عنه، حتى من قارىء عادي جداً مثلي.
لقد كنت في ردك نعم الأب الواسع الصدر ونعم المعلم، لم تكن قاسياً علي بل كنت حنوناً صادقاً مخلصاً، وهذا ما أطربني وأسعدني.
إنني أعلم جيداً أنك لا تنتظر ثناء مني فأنت غني عن الثناء ((علم على رأسه نار)) ولكن إحساسي وشعوري دفعني لأن أكتب إليك.
دعني أقولها لك بصراحة. لقد كنت أعتقد أن الأدباء الكبار والعلماء الذين أعطاهم الله بسطة في العلم وخاصة في هذا الزمن وبالأخص هنا ((عندنا)) يسكنون في أبراج عالية لا يهمهم ما يكتبه صغار القراء. ولا يتنازلون حتى للرد عليهم في أي ظرف من الظروف حتى بت أظن أن هناك سياجاً شائكاً يفصل ما بين القارىء والكاتب، ولكنك أثبت بكل جدارة خطأ ظني ودحضت هذه الفكرة وهذا الاعتقاد الخاطئ في تفكيري.
أخيراً أقول: لك مني الحب والاحترام والتقدير وجزيل الشكر والثناء لا لأنك رددت على مقالتي فقط، بل لأنني تعلمت أشياء من ردك هذا.
أرجو من الله العلي القدير أن يجمعني بك في أقرب فرصة لأتعلم منكم ما تعلمتموه عبر هذه السنين الطوال. فنحن في حاجة إليكم لترشدونا وتوجهونا وتعلمونا، وفقك الله وسدد خطاك وأطال الله في عمرك.
ابنك المخلص ((صغير السن))
فايز إبراهيم أبو لبن
الطائف
 
طباعة

تعليق

 القراءات :792  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 408 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.