شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شريرة وصغيرة
ـ وكما هو الخبر في ((الأغاني)) لأبي الفرج الأصفهاني عن ((علقة المري)) من مرة غطفان لا من مرة يام فمرة غطفان قد انقرضت كاسم، ولعلّ بعض من ينتسب إليها قد انتزع إلى الحلف في قبيلة أخرى. أو أن بعضها قد انطوى تحت اسم هلال سليم أما مرة يام فبقيت إلى هذه الأيام.
فـ ((علقة المري)) قد أغنى بناته. لا يزوجهن إلا العلية من قبائل العرب وهكذا هو الشأن في شيوخ القبائل. يختارون للبنات الكفء من الرجال حسباً ونسباً. وقد كان أحد هؤلاء له بنت يغليها ويعليها. وتسامع الأكفاء فإذا شاب لا يقل عن أبيها جاء يخطبها فما وجد أبوها ما يمنع الاستجابة له، غير أنه اعتذر بأنها لا تزال صغيرة السن.
وكانت الفتاة قد عرفت أخبار خاطبها من جداتها وخالاتها وعماتها. وعرفت اعتذار أبيها، وقد تريث الشاب في النجع ينتظر أن يسمع الجديد حينما تفعل الجدات والأمهات والعمات تحقيق ما يريد. لأنه لم يأت إلا وقد سبر الأرض التي يطؤها، فلجداته وأمهاته وعماته صنيع.
وسمعت الفتاة. وكان اسمها ((مزنة)) ما جرى من أبيها وتصميم خاطبها على البقاء فتحينت الفرصة وما أسرع ما أتت فقد قال لها أبوها.
((شبي علي النار)).
فأعدت الحطب في الوجاق وجاءت بشرارة في الملقاط جمرة صغيرة وضعتها على الحطب. فقال أبوها:
((إنها يا مزنة شريرة ما تشب النار)).
فقالت مزنة لأبيها:
((يا أبت.. ما في النار شريرة ولا في البنات صغيرة)).
فنادى الأب عبداً من عبيده يقول له:
((أركب الناقة الشقراء الذلول، والحق بضيفنا أمس حتى إذا وجدته أخبره أن عروسك حاضرة)).
ولم يكد يبلغ العبد عطن الناقة حتى وافته عجوز من العمات قالت:
لا تركب فخاطب مزنة لا يزال في النجع ضيفاً على فلان.
بلغ الخبر هذا الخاطب فجاء مسرعاً.
فزفت البنت الصغيرة التي قدحت الزناد كجمرة شريرة فإن معظم النار من مستصغر الشرر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :582  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 407 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.