شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رجل وامرأة
ـ وفي قصة قرأناها من زمن بعيد وقعت في نابولي المدينة الإِيطالية قالوا: كان النبيل الشاب عازفاً أن يقترن بامرأة، فهو كثير الشك، ولا بد أن هذا الشك قد لاحقه من عقدة نمت في الطفل فلم ينج منها الرجل.
كان يكره النساء.. لا يلتفت إلى واحدة رآها.. ولكنه وقد زار مدرسة للبنات رأى واحدة استمرت عيناه ينظر إليها فإذا قلبه قد علق بها.. تغلب الحب على الشك وانتصر الحب فإذا هو يقترن بها، فكتابة الكلمة أو أحداث القصة لا يحدد فيها الزمن.. أحبها فتزوجها يوم أن رآها أو بعد سنوات وزفت إليه في قصره.. أعطاها كل ما عنده وأعطته ما يريد وأنجبت بنتاً.. وفي تلك اللحظات السعيدة.. وفي أحد النوادي أو الأندية على الأصح انساق إلى صداقة فنان فأصبح الفنان عشيراً يزور البيت، يأنس به الزوج وتأنس به الزوجة فلم يرتب هذا النبيل في الصديق، وعلى حين فجأة انتشر الطاعون فاحتجز نفسه في القصر، ولكن عاملاً دعاه إلى الخروج فأصيب بطعنة كان الموتى من الطاعون هلكى يتساقطون في الشارع فكان أحدهم ولم يدر من أمره شيئاً إلا وهو داخل التابوت في الكنيسة، صحا، واستطاع أن يخرج من التابوت، لباسه الكفن.. فماذا يصنع؟! وسمع أصواتاً داخل الكنيسة بعيداً عن المذبح فأحدث حركة سكت بعدها الصوت وسمع من هرب.. كانوا لصوصاً وجدوا الطاعون فرصة يسرقون بيوت الموتى.. ذهب إلى حيث كانوا فوجد صندوقاً من الذهب وجواهر وما إلى ذلك، فأخذ ما وجد وأخفاه في مكان آخر في الكنيسة وخرج يلتمس لباساً.. حين خرج من التابوت ما كان معه درهم ولا دينار، ولكن حين وجد الذهب أصبح قادراً على شراء ما يشاء من اللباس.. واشترى اللباس وذهب إلى قصره.. وارتكب الخطأ لم يطرق الباب الكبير وإنما دخل من الباب الخلفي كأنه يتلصص أو يتجسس، فقد اشتعلت في نفسه الريبة التي انعقدت في وجدانه وهو طفل ودخل يمشي فإذا الزوجة وصديقه تحت شجرة، فحين رآهما أسودت الدنيا في عينيه.. صرخ الانتقام في فؤاده، كانا في حالة يشبعان من المسرة لم تسأل عن الزوج الغائب وكأن نابولي ليس فيها طاعون.. خرج لا يلوي على شيء ولم يعد إلى البيت، وإنما تنكر بصورة نبيل جديد يدور حول الصديق.. يذهب به صديقه الخؤون إلى القصر.. فقد تزوج الزوجة.. نسيت حليلها وتزوجت نحليلها.. كان يدخل البيت.. الكلب يعرفه يلحس قدميه.. والبنت تعرفه ترتمي في أحضانه، ولكن الصديق والزوجة وهما في غمرة ما هما فيه عميا فلم يعرفاه.. تحاول البنت أن تنزع النظارة السوداء لكنه كان لا يمكنها. وفي لحظة تصنع الغضب فيها في الأندية.. أعطى للفنان الصديق الخؤون فرصة أن يهينه.. يجره إلى تلك الإِهانة.. يتحداه ويطلبه للمبارزة وقد تمت المبارزة وكان النبيل فارساً يعرف كيف يمسك السيف وسقط الفنان فانكب عليه النبيل الموتور.. يرفع النظارة عن عينيه.. يقول أنا هو. فشهق الفنان شهقة توارى بعدها في تابوت لعلّه كان التابوت نفسه الذي خرج منه النبيل. وذهب إلى القصر يعزي الزوجة بصورة النبيل الجديد، وبعد مدة أكثر من الزيارة.. خطبها فرضيت من الزواج منه.. وفي حفلة الزواج تزف إليه بالكنيسة وهي في ثياب العرس وحول المذبح وقد ابتعد القسيس فنظر إليها ورفع النظارة فلما رأته شهقت شهقة وتوارت في التابوت نفسه.. أي تابوت.
كان الانتقام فظيعاً.. وكانت الخيانة أفظع.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :809  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 400 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج