شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الأستاذ أحمد عبد الجبار (1)
بسم الله الرحمن الرحيم. قد يعسر على إنسان امتلأ فؤاده بالحب لإنسان أن يستطيع إلقاء كلمة عنه في حفل كريم كبير مثل هذا.
أنتم سمعتم الأستاذ أحمد عبد الجبار شاعراً أطربكم وأفرحكم لكن لي تعريف له كشاعر، إنه بهذا أثبت أنه كبير القلب، فالقلوب الكبيرة يرهقها الحزن، الحزن العميق لا لشيء ناله في نفسه وإنما للأشياء التي حوله. فالقصائد عن لبنان لم تعبر عن الفرحة بلبنان إنما عبرت عن الترحة بما يجري على لبنان، وفي لبنان ذلك وفاء من نشأ في ربوع لبنان، ومن أجدر بالوفاء من أحمد عبد الجبار.
الشاعر لا يلعب وإن قرأ له بعض الناس ما يلعبون به من الشعر... الشاعر حسن ووجدان لا يقول شعراً إلا إذا طرب أو كرب أو غضب. وهذه العبارة لم تكن لي وإنما سُبِقْتُ بها فقالوا فلان إذا طرب، وفلان إذا كرب، وفلان إذ غضب.... إنما استعرتها من الماضي. أريد أن أتكلم عن أحمد عبد الجبار الإنسان، عن ابن هذا البلد. كنا في مجاعة من المعرفة أبناء مدارس بسيطة، طلبة علم في مسجد، لكن كم كانت فرحتنا عندما طلعت علينا هذه الطلائع وكان من بينها أحمد عبد الجبار، جميل داود المسلمي، محمد شطا، أحمد العربي، هناك إنسان لا أنساه يذكره الأستاذ عزيز إنه الدكتور يوسف عز الدين، كان فرحة مكة كما كان فرحة المدينة الدكتور محمد الخاشقجي، هؤلاء الطلائع لا تدرون كم كنا نفرح بهم ونطرب بهم ونعتز بهم.
أحمد عبد الجبار من هؤلاء الطلائع، ولا أنسى أيضاً الأستاذ عبد الله بلخير، فريد بصراوي، والأستاذ عزيز ضياء من مخضرمي الثقافتين ثقافتنا نحن المدرسية وثقافة لبنان فما منا أحد شرّق ثقافياً وغرّب ثقافياً أكثر من عزيز ضياء. من هنا أحيي الأستاذ أحمد عبد الجبار أحييه وقد يقول إنه قد اغترب مع أنه لم يغترب ودائماً هو المقترب من نفوسنا ومن وجداننا، فنحن لن ننسى طلائعنا الذين أترعونا بالفرحة يوم انقشعت عنا مجاعة المعرفة، فقد كان أحمد عبد الجبار ومن ذكرت شبعاً من هذه المجاعة التي كنا فيها.
أحييه وأشيد به شاعراً أشيد به وفياً. قابلته في مكة كثيراً ولكن عندما وصلت إلى طوكيو أكرمني وأكثر ولا أريد أن أبوح بشيء من هذا الإكرام لأنه لا يحب هذا الإطراء يراه مني شكراً ويراه من نفسه أن فيه المنّ منه.
أشكره على ما قدم.. أشكره على ما صنع، هو القريب. الحنين إلى روضة التنهات هو كالحنين إلى الأرز كلها أرضنا، كلها بلدنا. لقد ذكرت من قبل أن الأرض ما عقَّت الأرض... الأرضُ ما هَجَتِ الأرضَ... أي شبر في شامنا ويمننا ومغربنا ومصرنا، كل شبر من هذه الأرض يحنّ إلى تلك، أما الإنسان فالله أعلم به وأنتم أعرف بالإنسان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج