شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم السيد الأستاذ حسن كتبي (1)
بعد أن استمع الحضور إلى كلمة المحتفى به التي ألقاها نيابة عنه الأستاذ حسين نجار تحدث الأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
وجدتني أستحي أن أقول كلمة عن السيد حسن محمد مكتبي، ذلك لأني ألزمت نفسي أن أقول كلمة عن الذين احتفل بهم الأخ عبد المقصود ولعل السيد جدير بأن أستحي منه وجدير بأن أكرمه بكلمات بسيطة تعليقاً وقد يكون فيها بعض التذكير بشيء من مناقبه ومن أعماله.
للسيد حسن مخبر ومظهر: المظهر فيه شيء يتصوره المقبل عليه أنها جفوة، ولكن المخبر عند الذين عرفوه وعاشروه لا يجدون إلا الصفوة، ذلك أن أكثرنا لا يعرفه، بينما هو يعرف أكثرنا لأنه ابن التراب المقدس مكة المكرمة، وأعني بهذا التراب المقدس الأرض العربية كلها وعلى الأخص هذا الكيان الكبير ((المملكة العربية السعودية)). فالذين يشعرون بحب التراب لا تجدهم إلا أوفياء لهذا التراب، والكتبي من أوفى الناس لهذا التراب.
قال لي مرة محمد سرور الصبان يرحمه الله: إن السيد حسن كتبي قابل أيوب خان كأنما كان يشعرني بشيء من المنافسة، أو بشيء من المن عليه أو بما غير ذلك. قلت له: لقد قابلت أنا زاكر حسين، ولكن المسألة ليس الفخر أن يقابل الإنسان رئيس جمهورية، وإنما الفخر أن يجعل رئيس الجمهورية عاملاً للغاية التي ذهب إليها. أنا لم أستطع أن أحدد موقف زاكر حسين رئيس جمهورية الهند؛ فذلك لأنه مقيد بإمرة الألمان أو بما هو واقع حتى حين قال لي: إنا نريد الهند أن يكون لا حاكم ولا محكوم، قلت: ذلك مستحيل في بلد فيها أكثر من طائفة، وأكثر من لغة، وأكثر من تنازع، وإنما سدد الله خطاك. لكن حسن كتبي عندما اجتمع بأيوب خان ما قال لكم، ولقد جاء الأكثر من ذلك، لقد تكلم كثيراً عن هذا البلد عن الإسلام عرفت ذلك منه وعرفت ذلك من محمد سرور الصبان؛ فالسيد حسن حتى يستميل رئيس جمهورية كوريا؛ ليس تعنيه المقابلة الشخصية، وإنما تعنيه الفعالية الشخصية لنترك ذلك، ولنترك حسن كتبي الوزير والمجاهد ولنأت لحسن كتبي الأديب، كان الأدب قد قبل حسن كتبي عظامياً نعرفه في المدينة بعد جيل برادة وإبراهيم أسكوبي وأنور عشقي وغيرهم.
ثم يأتي الدور الذي تمثل فيه الأدب العظامي في السيد عبيد مدني الذي أسميه بقية الناس إلى الآن يرحمه الله، والسيد حسن كتبي، وأمثالهما من الذين ينتسبون إلى أسر جبت عنهم أن يقال عنهم أدباء، فكانوا عظاميين نشروا وأثبتوا العظامية لهذا الأدب. ولا تتصوروا أني حذفت حمزة شحاتة من العظامية؛ حمزة شحاتة كان عصامياً إذ أصبح أديباً ولكنه صار عظامياً إذ أصبح شاعراً وأديباً كبيراً، فعصاميته أتت له بالعظامية.
أما السيد حسن كتبي وعبيد مدني وأضيف إليهما السيد علي حافظ وعبد الوهاب آشي فكانت لهم العظامية، واستحالت إلى عصامية، فالعصامية أو العظامية قد تزاوجتا في السيد حسن كتبي.
تاريخ السيد حسن كتبي تاريخ ليس طويلاً وإنما هو عريض لا أريد أن أستعرضه، وإن كنت أعرف الكثير، لكن أعقب عليه بشيء واحد، قال حفظه الله: إن أول بعثة من الحجاز كانت من الفلاح كانت سنة 1348هـ. أنا معه إن أول بعثة كانت من مدرسة الفلاح، ولكني لست معه في أن بعثته كانت أول بعثة طلابية أرسلت من الحجاز فقد سبقتها بعثات ففي سنة 1328هـ ابتعث من مكة عبد الرؤوف صبان وسنة 1324هـ، و 1326هـ ابتعث من المدينة جميل أحمد عن السيد حبيب أحمد، وحسين طه وأحمد أبو بكر من ينبع ابتعثوا إلى سلطان الشام، وعبد القادر عبد الجواد ومحمد علي طه ابتعثا إلى الصلاحية في القدس، فأنا أريد أن أصحح القابلية ولا أريد أن أجادل في الامتياز، فمحمد علي زينل حين قابلته احتفلت به مع من احتفل به في الفلاح، وأنا فلاحي العاطفة، فلاحي الوجدان، إن لم انتسب إليها، ومدرسة الفلاح لها المنة على هذا البلد، ولمحمد علي زينل كذلك، قلت: إن ترك الذكر للفلاح لأنها علم معروف يعتبر ذكراً وفخراً لها، ولكن روّاها عبد الله عريف بصورة أخرى لأستاذي إبراهيم النوري، فقال: لقد هجا زيدان الفلاح في السكوت عن الفلاح؛ فاعتبر سكوتي عن ذكر الفلاح هجواً لكنني عندما ذهبت إلى إبراهيم نوري وقلت له: إن مرادي كذا، رضي عني، وإبراهيم نوري كان فلاحياً من الفالحين في مدرسة الفلاح إني أهنئ أنفسنا بأن قمنا بشيء من التكريم للسيد حسن كتبي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :916  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج