| الحَلْقَةُ السَّادِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ |
| التقى الشيخ فتاه في الطريق فحضرا معاً إلى حلقة الدرس وقد سأل الشيخ فتاه في الطريق هل أعددت معك بعض الأسئلة يا بني.. قال الفتى نعم أستاذي الشيخ فلدي بعض الأسئلة إذا سمحت لي بطرحها قبل البدء في الدرس الجديد.. سمح له الشيخ بإلقاء أسئلته فقال الفتى سؤالي الأول أيها الشيخ أنني قمت بدراسة كتاب شذا العرف في فن الصرف. ولكنني وقفت على بعض أبواب التصغير تحتاج من أستاذي الشيخ إلى الإيضاح.. قال الشيخ مثل ماذا بني؟ |
| قال الفتى كيف تصغر ـ يد ـ دم ـ قال الشيخ برد ناقصه من الحروف فنقول يُيَيْد.. ودُمَيْ. |
| ثم طرح الفتى سؤاله الثاني قائلاً ما هو تصغير الترخيم؟ رد الشيخ على الفور تصغير الترخيم لا وزن له إلا فُعَيْلْ. أو فُعَيعِيل ـ لأنه عبارة عن تصغير الاسم بعد حذف الزيادة منه فنقول مثلاً في أسماء محمد ـ حامد ـ محمود ـ أحمد ـ حماد ـ حمدان ـ حمود ((حُمَيْد)) لا غير ـ وأما فوق الرباعي فيصغر على فعيعيل ـ نحو عصيفير من عصفور.. أما في حالة الترخيم فتقول.. بُرَيْه في إبراهيم.. وسميع ـ في إسماعيل.. ولغير الترخيم بريهيم وسميعيل. وعصيف من عصيفير بالترخيم. |
| ألقى الفتى سؤاله الأخير.. فقال كيف تصغر ذا.. وتا ـ ومثناهما؟ قال الشيخ ذيَّا وتيَّا.. وذيَّان وتيَّان. وفي الذي تقول.. اللَّذيَّا أو اللذيْنِ.. وفي المثنى اللذيان.. وفي الجمع اللذين.. مطلقاً بفتح حرف الياء المشددة أو كسرها.. |
| سأل الشيخ فتاه هل بقي عندك من الأسئلة شيء.. رد الفتى شكراً أستاذي العزيز.. ثم أخذ الشيخ يستعد لإلقاء درسه الجديد.. فقال درسنا اليوم يا بني عن توكيد الفعل فهل تذكر لي تعريفاً لتوكيد الفعل؟ رد الفتى على ما أعلم هو زيادة حرف النون الثقيلة أو الخفيفة لتقوية الحدث وتوكيد وقوعه.. قال الشيخ ما شاء الله عليك فقد أصبت التعريف يا بني.. وعلينا الآن أن نعرف حالات وجوب توكيد الفعل وحالات جوازه ـ توكيده أن يكون الفعل مضارعاً جواباً لقسم غير منفصل عن لامه.. مستقبلاً مثبتاً.. نحو قولك ـ والله لأدافعنَّ عن الحق ـ أو (تالله لأقومنَّ بواجبي نحو وطني) أو (لعمرك ـ لأعطفنْ على المحتاجين). |
| يكون التوكيد بالنون الثقيلة أو الخفيفة سيان. أما حالات جواز التوكيد.. فتأتي إذا كان الفعل مضارعاً مسبوقاً بأن المدغمة في ـ ما ـ أو بأداة طلب نحو لام الأمر.. لا الناهية. أو أداة استفهام أو تمني أو تحضيض فنقول مثلاً (لترحمنَّ الضعفاء.. أو لترحم الضعفاء.. مسبوق بلام الأمر.. متى تؤدين واجبك؟ أو متى تؤدي واجبك مسبوق بأداة استفهام لا تؤذينَّ أحداً ولا تؤذِ أحداً.. مسبوق بلا الناهية. |
| إما تذاكرنْ تنجح. أو إما تذاكر تنجح. مسبوق بأن المدغمة في ـ ما ـ أما فعل الأمر فيجوز توكيده فتقول مثلاً أخْرُجَنْ من عزلتك ـ أو أخرج من عزلتك ـ افعلنَّ الخير أو افعل الخير. |
| أما موانع توكيد الفعل فهي إذا كان المضارع جواباً للقسم غير مستوف للشروط الآنف ذكرها نحو قولك والله لسوف أدافع عن الحق. أو والله لا أفعل الخير في غير أهله. |
| ففي المثال الأول فصل بين الفعل ولام القسم بـ ـ سوف ـ وفي الثاني فصل بينه وبين القسم بـ ـ لا النافية ـ وكذلك إذا جاء الفعل المضارع دالاًّ على زمن الحاضر كأن تقول مثلاً والله لا أذاكر دروسي الآن. |
| رفع الفتى إصبعه مستأذناً بسؤال عنَّ له. سمح له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى.. وماذا عن الفعل الماضي أيها الشيخ. يؤكد الماضي بغير النون يا بني! وطريقة توكيده بالقسم الصريح. أو بما يشبه القسم نحو قولك والله قلت الحق.. أو في ذمتي أديت واجبي أو بتكرار الفعل نحو حضر حضر خالد.. كما يمكن توكيد الفعل الماضي بدخول حرف ـ قد ـ عليه ـ فتقول مثلاً ـ قد قامت الصلاة ـ قد نجح علي.. فقد إذا دخلت على الماضي أفادت التوكيد وإذا دخلت على المضارع تفيد التقريب فقط. |
| سأل الشيخ فتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني.. شكر الفتى أستاذه الشيخ على شرحه المفصل.. ثم أقفل كراسته التي عمرت بالكثير الكثير المفيد من الشواهد والإشارات الذكية من أستاذه الشيخ ثم ودع كل منهما الآخر على أمل اللقاء غداً إن شاء الله. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
