شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الخَامِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ
حضر الفتى قبل أستاذه كأنه يستعجل الوقت لطرح ما عنده من الأسئلة على شيخه الفاضل وما هي إلا دقائق حتى أقبل الشيخ وسلم على فتاه ثم أخذ مجلسه وقال للفتى أراك حضرت مبكراً اليوم ربما تحمل أسئلة مهمة في جعبتك يا بني؟ قال الفتى أجل أيها الشيخ الفاضل فحبذا لو أذنت لي بطرحها.. قال الشيخ هات أسئلتك يا بني قال الفتى سؤالي الأول كيف يصغر اسم ـ شاه ـ رد الشيخ ـ شويهه ـ ألم تسمع قول الشاعر..
أَكَلْتَ شُوَيْهَتي ورُبيتَ فينَّا
فَمَنْ أَنْبَاكَ أَنَّ أَبَاكَ ذِيبُ
ثم أردف الفتى قائلاً الألفاظ المعلومة المحددة قلت إنها لا تصغر وقد ورد منها شاذًّا قولهم ـ سويعة ـ في ساعة. ولكنني سمعت أحدهم يقول.. مضيت بُعَيْضَ الوقت.. فهل يمكن تصغير ـ بعض وكل ـ أيها الشيخ. رد الشيخ لا وإذا ورد هذا التصغير فهو شاذ أيضاً مع أني لم أقف عليه خلال اطلاعاتي المتواضعة ثم قال الفتى وكيف نصغر ما فوق الثلاثي؟ قال الشيخ لا تعجل يا بني فنحن لم نتطرق إليه في الدرس السابق وسيكون موضوع درسنا اليوم إن شاء الله فهل لديك أي سؤال قبل البدء في الدرس الجديد؟
رد الفتى شكراً لك أستاذي العزيز.. استعد الشيخ لإلقاء درسه الجديد.. فقال: يصغر الرباعي وما فوقه بكسر الحرف الذي يلي ياء التصغير فنقول مثلاً ـ بليبِل ـ في بلبل ومريهِم في مرهم ـ ومحيسِن في محسن.. ويستثنى من ذلك ما كان مختوماً بعلامة التأنيث أو الألف والنون الزائدتين. وكل جمع جاء على زنة أفعال لأن لكل منها حكماً خاصاً به يمكن إيجازه في الآتي:
1 ـ تصغير الاسم المختوم بعلامة التأنيث نترك فيه الحرف المتصل بحرف التصغير على ما كان عليه قبل تصغيره فنقول مثلاً تميرة في تمرة.. ونميرة في نمرة وعبيلة في عبلة وجيناء في وجناء وطيفاء في وطفاء.. سميراء في سمراء، شقيراء في شقراء، مليهى في ملهى، حبيلى في حبلى، بشيرى في بشرى، بجيلى في بجلى، يسيرى في يسرى..
2 ـ تصغير الاسم المختوم بألف ونون زائدتين يترك فيه الحرف المتصل بالألف والنون على وضعه قبل التصغير فنقول عثيمان في عثمان سليمان في سلمان.. نهيمان في نهمان.. عطيشان في عطشان.. سحيبان في سحبان.. فليحان في فلحان..
3 ـ تصغير الجمع الذي على وزن أفعال.. حكمه حكم تصغير المختوم بتاء التأنيث السابق ذكره وشرحه. فنقول مثلاً في أوزان أويزان.. وفي أقفال أقيفال.. وفي أفراح أفيراح.. وفي أعلام أعيلام.. وفي أردان أريدان.. وفي أدران ـ أديران.. وفي أوساخ أويساخ.. وفي أثواب أثيواب.. وفي أوغاد أويغاد.. وفي أرجاس أريجاس.
ثم أردف الشيخ ملاحظة هامة فقال.. وعندي تنبيه هام يا بني.. لا بد أن تعيه حين تصغر الاسم المؤنث المعنوي لا بد من ظهور تاء التأنيث فيه المقدرة فتقول مثلاً في تصغير شمس شميسة.. على ألا يؤدي ظهور التاء إلى لبس في المعنى فتقول مثلاً في تصغير شجر شجير بعدم إظهار ـ التاء ـ لأن ظهورها يوجد لبساً بين تصغيرها وتصغير ـ شجرة ـ فاحترس يا بني ـ أما ما بقي لنا من أبواب التصغير.. فهو ما فيه حرف علة.. والاسم المحذوف منه بعض حروفه وكذلك تصغير المثنى والجمع.
وحتى لا نطيل الوقوف عند باب التصغير أفضل أن تراجعه في كتاب ـ شذا العرف في فن الصرف للشيخ الحملاوي فهو من الأبواب السهلة وإذا عنَّ لك ما تسأل عنه فلا تبخل بأسئلتك علي.. ومن أهم أبواب التصغير الأسماء المركبة ويكون تصغيرها في جزئها الأول فنقول في عبد الله ـ عبيد الله وفي ستة عشر سديسة عشر.. وفي معد يكرب معيد يكرب وفي سيبويه.. سويبويه. وفي نفطويه.. نفيطويه.. وفي امرئ القيس اميرئ القيس..
سأل الشيخ تلميذه هل عندك ما تسأل عنه يا بني؟ رد الفتى يبدو أن شرح أستاذي الشيخ لم يترك لي مجالاً للأسئلة وراح الشيخ يستعد للبدء في شرح درس جديد فقال.. نحن الآن بصدد درس الأسماء الستة وهي.. أخ.. أب.. حم.. فو.. ذو.. هنو..
إذ يشترط فيها الإفراد والإضافة إلى الاسم الظاهر أو الضمير المتصل وألا تكون مصغرة فإذا توافرت هذه الأشراط يكون رفعها بالواو ونصبها بالألف.. وجرها بالياء.. فتقول جاء أبوك.. رأيت أخاك.. مررت بأخيك رفع الفتى إصبعه مستأذناً بسؤال عاجل عنَّ له لاحظ الشيخ إصبع فتاه مرفوعة فأذن له بطرح سؤاله.. قال الفتى.. يقول المثل العربي ـ مكره أخاك لا بطل ـ فكيف ورد اسم ((أخاك)) بالألف مع أنه فاعل أو نائب فاعل وهو مكتمل الشروط.. انفرجت إبتسامة مريحة على شفة الشيخ وقال لفتاه. هكذا عهدتك يا بني في إلقاء الأسئلة الذكية.. أغلب الظن أن المثل جاء على لسان بني الحارثة فهم يعاملون الأسماء الستة رفعاً ونصباً وجراً بالألف.. فيقولون.. جاء أباك.. ورأيت أباك ومررت بأباك.. وهذا استعمال شاذ لا يقاس عليه يا بني.. وشكراً على شفافية سؤالك ولكن الفتى تابع رفع إصبعه يستأذن الشيخ في طرح سؤال آخر.. سمح له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى.. يقول الحق في محكم كتابه وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ (البقرة: 280) فلماذا لم ترد ـ ذا عسرة؟ أليست خبراً لكان في الآية الكريمة؟
قال الشيخ لا يا بني ليست ذا.. هنا خبراً لكان.. لأن كان هنا تامة وليست ناقصة وذو هنا فاعلها أخذ الفتى يدوِّن هذه الملاحظة المهمة من أستاذه الشيخ في كراسته.. ثم سأل الشيخ فتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني؟ قال الفتى شكراً جزيلاً أيها الشيخ وودع كل منهما الآخر على أمل اللقاء غداً إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :712  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج