شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الثَّانِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ
حضر الفتى مبكراً وفي مخيلته أسئلة كثيرة فما هي إلا دقائق معدودات حتى أقبل الشيخ بوجهه المضيء فسلم على الفتى وحياه بتحية الإسلام ثم أخذ الشيخ مجلسه على مقعده الوثير قبالة تلميذه الفتى وأطلق لنظره العنان كأنه يستقرئ وجه فتاه محملاً بأسئلة مهمة.. حائرة تلوب في نفسه.. فقال للفتى يبدو أنك تحمل الكثير من الأسئلة هذا اليوم يا بني؟ قال الفتى: نعم أستاذي الشيخ فحبذا لو أفضلت عليَّ بطرحها. قال له الشيخ: ألقِ أسئلتك بكل حرية يا بني.. شكر الفتى أستاذه الشيخ على هذا الشعور النبيل فيه وقال: سؤالي الأول أيها الشيخ إنني وقفت على آية قرآنية من سورة آل عمران يقول فيها الحق سبحانه وتعالى وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً (آل عمران: 37). وسؤالي هو كيف جاء مصدر الفعل أنبت الرباعي على وزن نباتاً.. بدلاً من إنباتاً؟ ابتسم الشيخ نصف إبتسامة وهز رأسه قائلاً: كثيراً ما يعدل العرب عن ذكر المصدر بالاسم الصريح فلفظة (نباتاً) اسم محض دال على أن الله سبحانه وتعالى أنبتها فأحسن نباتها.. ((فنباتاً)) مصدر معدل من أنبت.. دال على الإسمية المحضة.. وقد جاء ذلك على لسان العرب فقالوا أكرمه كرماً عظيماً.. بمعنى إكراماً.. وأرهقه رهقاً.. بمعنى إرهاقاً.. أخذ الفتى يدوِّن هذه الملاحظة في كراسته التي ملئت بالكثير المفيد من التعليقات والشروحات الهامة. ثم رفع رأسه طالباً الإذن بطرح سؤاله الثاني.. فقال: ذكرت أيها الشيخ أن اسم المفعول لا يشتق إلا من المبني للمجهول. فلماذا لا يشتق من المبني للمعلوم؟ رد عليه الشيخ: لأنه لو اشتق من المبني للمعلوم لكان اسم فاعل.. وليس اسم مفعول يا بني.
سأل الشيخ فتاه: هل لديك أسئلة قبل البدء في شرح الدرس الجديد؟ رد الفتى شكراً لك أستاذي الشيخ وعلى بركة الله نبدأ.. اعتدل الشيخ في جلسته استعداداً للدرس ثم قال:
ثامن المشتقات يا بني هو ـ اسم التفضيل ـ ويأتي على وزن ـ أفْعَلْ ـ للدلالة على إشراك أمرين في صفة واحدة زاد فيها أحدهما على الآخر ويصاغ من الفعل مباشرة إذا كان ثلاثيًّا مثبتاً مبنيًّا للمعلوم قابلاً للتصرف ليس الوصف منه على أفعل فعلاء مثال قولنا ـ عبد الله أشجع من علي، وفاطمة أذكى من سعاد.. ولا يمكن القول: خديجة أبيض من سميرة، لأن أفعل هنا مؤنثها فعلاء، وإنما يقال: خديجة أكثر بياضاً من سميرة.
وتاسع هذه المشتقات ـ اسما الزمان والمكان ـ وهما كما تعلم مشتقان مصوغان للدلالة على زمن الحدث أو مكانه فنقول مثلاً ـ موطن ـ مجلس ـ مقعد ـ للمكان، وموعد ـ موسم ـ مشتى ـ مصيف ـ للزمان.
أما عاشر المشتقات فهو اسم الآلة.. وهو عبارة عن مشتق يصاغ من الفعل الثلاثي للدلالة على آلة الشيء الذي يؤدى بها العمل.. نحو: ملعقة ـ منشار ـ مشرط ـ مغرفة.. ويلاحظ أن له ثلاثة أوزان من الفعل المتعدي هي: مِفْعَال ـ بكسر الميم وتسكين الفاء وفتح العين ومدها.. نحو معتال ـ مصباح ـ منشار ـ ملقاط ـ معذاق. ويكون على زنة ـ مِفْعَل ـ بكسر الميم وتسكين الفاء وفتح العين نحو مبرد ـ ملقط ـ منسج ـ وثالثها ما يأتي على وزن ـ مِفْعَلة ـ نحو مطرقة ـ منشفة ـ مروحة.
وحادي عشر المشتقات الصفة المشبهة وهي عبارة عن حال علقت على ذات مطلقة والمراد بالإطلاق هنا ظهور نسبة الشيء أي الحال إلى الموصوف مع عدم إغفال الزمن فيه وتبنى من الثلاثي سماعاً على غير قياس نحو حسن ـ كريم ـ لين ـ سهل ـ وجيه ـ نبيه ـ فطن ـ حليم. أما إذا دل الفعل على لون أو عيب أو حلية فتأتي الصفة المشبهة منه على أفعل نحو: أخضر ـ أبكم ـ أخرس ـ أعمى ـ أبرص ـ أجدع ـ أبتر ـ وتبنى من فوق الثلاثي على وزن اسم الفاعل ولا تكون إلا من الفعل اللازم نحو مهيمن ـ مستقيم ـ مسيطر.
إلى هنا نكون قد خلصنا من درس المشتقات يا بني.. فهل لديك ما تسأل عنه قبل البدء في درس جديد؟ قال الفتى حتى الآن ليس عندي أي سؤال وعلى بركة الله نبدأ الدرس الجديد أيها الشيخ الجليل.. قال الشيخ درسنا اليوم عن أنواع الجموع.. فهل تذكر يا بني كم عددها؟ قال الفتى: نعم أذكر ذلك جيداً فالجموع ثلاثة.. جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم وجمع التكسير.. قال الشيخ: لا بأس فيما ذكرت ولو أنك أغفلت نوعين من أنواع الجموع ربما يدخلان ضمن ما ذكرت بناءً ولكنهما يختلفان معنى وهما جمع القلة وجمع الكثرة..
وعلينا الآن أن نبدأ بـ ((جمع المذكر السالم)) أنت تعرف أن جمع المذكر السالم هو ما لحق آخره واو مضموم ما قبلها في حالة الرفع.. أو ياء مكسور ما قبلها في حالتي النصب كافأت المجدين. وفي الجر مررت بالفائزين والجر تليهما نون مفتوحة مثال قولك: في الرفع محمدون ـ زيدون ـ مهندسون ـ ومن أهم شروط هذا اللون من الجمع أن يكون لعلم شخصي خالياً من تاء التأنيث فلا يقال مثلاً حمزون في حمزة.. ولا طلحون في طلحة.. وألا يكون الاسم مركباً نحو معد يكرب وعبد الله فمثل ذلك لا يخضع لقاعدة جمع المذكر السالم..
رفع الفتى إصبعه مستأذناً بسؤال عاجل.. لاحظ الشيخ إصبع الفتى مرفوعة تشير بطرح سؤال فأذن له.. قال الفتى: وما قول شيخي في ابن ـ أرض ـ سنة ـ عظة ـ مئة. قال الشيخ: تلحق بجمع المذكر السالم مع أنها ليست أسماء محضة، إلا أنها سمعت عن العرب.
نظر الشيخ إلى ساعته فوجد الوقت قد تأخر فقال لفتاه: هل لديك أي سؤال يا بني فيما سبق شرحه؟ قال الفتى شكراً أستاذي العزيز وودع كل منهما الآخر أملاً في اللقاء المتجدد غداً إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :623  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج